Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر November 28, 2017
A A A
نعيم عباس على خطى الاسير
الكاتب: كلوديت سركيس - النهار

نعيم عباس على خطى الاسير وبلال ميقاتي يمتنع عن الاجابة امام العسكرية
*

امتنع الموقوف نعيم عباس عن الرد على الاسئلة التي طرحها عليه رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن حسين عبدالله، في حضور مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة القاضي رولان شرتوني. وسبق عباس بهذا القرار المحكوم الشيخ أحمد الاسير الذي التزم الصمت خلال محاكمته في ملف احداث عبرا، وكذلك الموقوف بلال ميقاتي بذبح العسكري الشهيد علي السيد.

يُعتبر الفلسطيني نعيم اسماعيل محمود المعروف ب”نعيم عباس” الموقوف الرقم واحد في قضايا تفخيخ السيارات. في جعبته الكثير ليقوله عن سيارات فخخها والجهات التي استعملته. تلطخت يداه بدماء الضحايا في تفجيرات عدة، منها الرويس وبئر العبد في الضاحية الجنوبية. وكادت سيارة مفخخة على صلة بها أن تأخذ طريقها لولا ضبطها في اللبوة تقودها المدعى عليها جومانة حميد التي اطلقت في عملية تبادل الاسرى العسكريين الذين احتجزتهم “جبهة النصرة”. قيل ان عباس راهن في السابق على المماطلة في محاكمته عسى ان تشمله المقايضة بالعسكريين الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم “داعش”. اليوم فُقد هذا الامل بعد اندحار هذا التنظيم من لبنان.

اوقف منذ 12 شباط 2014 في منطقة المزرعة في بيروت بعد خروجه من مخيم عين الحلوة وينتمي الى “كتائب عبدالله عزام” المنبثقة من تنظيم “القاعدة”. وهي بإمرة مواطنه توفيق طه. وبالقبض عليه، اعترف بإعداده سيارة مفخخة بقصد تفجيرها كانت موجودة في محلة كورنيش المزرعة، فتم دهمها وفككت العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها نحو100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، اضافة إلى عدد من القذائف، كما ضبطت قوى الجيش سيارة ثانية “كيا” رصاصية، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية، وبداخلها نسوة بينهن المدعى عليها جومانة حميد، كان من المقرر تسليمها الى انتحاريين. لوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة مع النساء الثلاث. وهو متهم بالضلوع في قضية إطلاق صواريخ على الشياح عام 2013، وانتحاري الشارع العريض في حارة حريك في الضاحية الجنوبية قتيبة الساطم في كانون الثاني 2014، والسوري محمد حسين عبدالله الذي فجَر نفسه في سيارة، وجهّز الانتحاري الذي فجَر نفسه في الشويفات في الثالث من شباط من العام نفسه. كذلك هو متهم باستهداف كتيبة اسبانية في “اليونيفيل” بسيارة مفخخة في الدردارية جنوبا عام 2007، سقط بنتيجتها قتلى وجرحى.

غير مبال ، بارد الاعصاب، ثابر في قفص الاتهام على توزيع ابتساماته زهاء ثلاث ساعات من وجوده داخل قاعة المحكمة، متمسكا بموقفه الامتناع عن الكلام رغم محاولات متكررة لرئيس المحكمة لثنيه عن موقفه والاجابة للدفاع عن نفسه. وبرر عباس امتناعه عن الكلام بأنه موجود في سجن الريحانية. وبادر العميد عبدالله: “انا ارفض الكلام ما دمت في الريحانية”، فافهمه رئيس المحكمة “ان نقل السجناء من سجن الى آخر لا يدخل في صلاحيات هيئة المحكمة العسكرية، والسبيل بتقديم المحامي الوكيل طلب الى النيابة العامة العسكرية”. وتدخلت وكيلة عباس المحامية زينة المصري موضحة انه سبق لها ان تقدمت بطلب عبر النيابة العامة العسكرية رفضته المديرية العامة، مشيرة الى انها عاودت تقديم الطلب اياه قبل اسبوع ولم يتم بته بعد.

وجع العيون
وابدى عباس ان لديه ظروفا صحية لا تتواءم ومقر توقيفه في الريحانية حيث المكان ” كله رطوبة وانا موجود تحت الارض منذ اربعة اعوام فيما طبيب السجن قال لي مرتين انني بحاجة الى مستشفى بسبب عيوني والتهاب في قدمي. ولم يوافقوا على ادخالي. لذا سأبقى صامتا. احكموني ان اردتم. وارفض الاجابة طالما انا موجود في الريحانية.

وسئل” هل تكرر افادتك؟”. فاجاب عباس” لا اعرف ما ورد فيها وامتنع عن الاجابة. واضاف في سؤالين لاحقين عن اعترافه بانتمائه الى تنظيم”الجهاد الاسلامي عام 1993 واعترافه باطلاق صواريخ في اتجاه فلسطين المحتلة ” ارفض الاجابة عن كل الاسئلة. وعلَق العميد عبدالله” رفض المتهم نعيم عباس الاجابة”،طالبا من عناصر الشرطة العسكرية الموجودين في القاعة اعادته الى قفص الاتهام.

وفي تسعة ملفات مساقة ضده وآخرين موقوفين معه او مخلين او يحاكمون غيابيا كتوفيق طه وسراج الدين زريقات وجومانا حميد وتمسك نعيم عباس بموفقه. تقرر ارجاءها جميعها الى 19 كانون الاول المقبل فاعترض احد المدعى عليهم المخلين في احد هذه الملفات من امد المحاكمة ومن الذهاب والاياب الى المحكمة بداعي ارجاء محاكمة هذا المتهم على الدوام وامامه 17 ملفا، طالبا النظر في وضعه.

استهداف اليونيفل
وفي ملف آخر يتصل بتفجير استهدف كتيبة اليونيفل لم يسمع الموقوف عباس التهمة الموجهة اليه لدى تلاوتها فطلب استعمال الميكروفون” لكي اسمع” ، وهو يبتسم فلُبي طلبه وسئل عن التهمة فاجاب “ليس لدي جواب”. ثم عرضت رسوم تقريبية عليه واستفسر منه رئيس المحكمة ان كانت تشبهه . واكتفى عباس بالقول له” ما تتعذب مش ح جاوب”، مستطردا ” في هذا الملف لا مصلحة للدولة اللبنانية بكلامي”، مكررا التطرق الى طلب نقله، مشيرا الى ان “حضور المحامين الى السجن لمواجهة موكليهم هو مخاض عسير”. ولاقته وكيلته” اتعذب كثيرا في هذا الموضوع”. وتدخل القاضي شرتوني” هذا شأن الدولة ان ترى المكان الافضل والمناسب للتوقيف. وهذا الموضوع لا يتعلق بالمحكمة او النيابة العامة”. وعقبت المحامية المصري ” هناك مجرمون اكثر خطورة من المتهم عباس تم نقلهم الى سجون متفرقة. الاسبوع الماضي نُقل ( المسؤول عن تنظيم”داعش” في مخيم عين الحلوة سابقا) الموقوف الفلسطيني عماد ياسين من الريحانية الى سجن رومية ويُحاكم بأكثر من ملف تفجير. وهذا حقه في ان يتم نقله”.

وقطع رئيس المحكمة الكلام متوجها من جديد الى المتهم عباس داعيا اياه الى التفكير مليا في قراره في الفترة الفاصلة عن موعد المرافعات واصدار الحكم في هذه الملفات”. وتوجه الى وكيلة المتهم معتبرا ان اقناع عباس بالاجابة عن الاسئلة سيكون لصالحه”.

تدريب “احرار الشام”
وبالانتقال الى ملف ثالث سئل عباس عن السيارة المفخخة التي كانت ضبطت وضلوعه بها فاكتفى ب “لا جواب”.

وبسؤال آخر “اعترفت في التحقيق الاولي بتركيب منصات لاطلاق صواريخ الى الشياح؟. وماذا عن توقيفك في سوريا؟”. عباس” لا جواب”.

وماذا عن التنسيق مع امير “كتائب عبدالله عزام” توفيق طه لانشاء خلايا ارهابية؟. وتجنيد شباب لمساعدتك في اطلاق الصواريخ واجراء تدريبات عسكرية نظرا الى خبرتك. وماذا عن تعرضك لمحاولة اغتيال وانتمائك الى كتائب عبدالله عزام وتدريبك عناصر تابعة ل”احرار الشام” على اطلاق صواريخ؟. وخلافك مع توفيق طه بعد عودتك من سوريا وفصلك من “كتائب عبدالله عزام”، واشتراكك مع طه باطلاق صواريخ على الشياح تاريخ 26 05 2013 ؟”.

تفجيرات الضاحية
استمع عباس الى كل هذه الاسئلة وهو يهز بكتفه واضعا يديه خلف ظهره “لا جواب” . ورغم صمت المتهم تابع رئيس المحكمة طرح الاسئلة . ماذا عن اشتراط حسين زهران ومحمد جمعة وعمر طالب في متفجرة بئر العبد تاريخ 09 07 2013 وتفجير سيارة مفخخة في الرويس تاريخ 12 08 2013 ، وتدريب عناصر من جبهة “النصرة” في يبرود، والتنسيق مع اميرها “ابو مالك التلة” لتنفيذ تفجيرات احداها عملية في حارة حريك؟. وانتحاري الضاحية الذي ارشدته الى المكان واستقبلته والسيارة، وتفجير آخر في المكان نفسه مع انتحاري آخر؟”.

نعيم عباس”لا جواب”.
وماذا عن تسلمك مبلغ عشرة آلاف دولار ومبلغ 20 الف دولار ؟. وعلاقتك بانفجار فان الركاب في الشويفات عام 2014؟. ونقل حومانه حميد سيارة مفخخة ضبطت؟.

وامام مراوحة المتهم في الجواب لفتت وكيلته ان ثمة ملفات في قضايا تفجير لا تزال امام المحقق العدلي ولم يتم التحقيق مع عباس في صددها الى الآن معترضة على متابعة ملاحقته في الملف نفسه امام مرجعين قضائيين.فاجابها رئيس المحكمة ان التحقيق شاملا امام القضاء العسكري مع موكلها ولا ينحصر في قضية واحدة. وسأل المتهم من جديد” هل تريد ان تغير رأيك وتتكلم؟”. فأصرَ عباس على موقفه عندها طلب من كاتب المحكمة التدوين في محضر الجلسة “تمنع عن الاجابة”.

الملفات التسعة ارجأت الى الموعد نفسه في 19 كانون الاول المقبل.