Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر November 4, 2016
A A A
نصائح للتخلص من هيبة “كلام “الناس”
الكاتب: سيدتي

يشكل “كلام الناس” عقدة وهاجساً في أغلب المجتمعات، فالعاطل عن العمل يخشى من “كلام الناس” والمطلقة تخشى “كلام الناس” والعانس، والفقير كذلك، فهل من المعقول أن يضطر الإنسان لفعل أشياء لا يرغبها من أجل إرضاء آخرين لا يعرف عنهم إلا كلامهم؟، تأثير كلام الناس في نفوس كثيرين تحول إلى عقبات، بسبب إحباطهم وخوفهم من الكلام.
يشير الدكتور جبران يحيى الاستشاري علم النفس والإرشاد الأسري بمركز “إرشاد” بجدَّة إلى أنَّ “الشخصيات التي تتأثر بكلام الناس وتعليقاتهم لديها اعتلال في الشخصيَّة أو أنَّهم مصابون برهاب العاطفة، ومركز الضبط لديهم خارجي وليس داخلياً، كما أنَّ لديهم ضعفاً في الثقة بالنفس، ومفهوم الذات لديهم سلبي، وذواتهم هلاميَّة هشَّة ضعيفة، ويسعون لاستحسان ونيل رضا الآخرين، وسلوكهم توكيدي ضعيف”.
أما أبرز الصفات التي تدفع بالشخص غلى الاهتمام بآراء الآخرين هي:

• رهاب العاطفة:
حالة الخوف والقلق المبالغ فيها من المشاعر السلبيَّة ومن رأي الآخرين تسمى رهاب العاطفة، ويدفع بالمرأة إلى اللجوء والاعتماد عليهم في اختيار ما يناسبهم لا ما يناسبها، ما يجعلها تعيش دائماً في حالة من عدم الإرتياح والقلق والتقليد الأعمى للآخرين، ويسعى هذا الشخص دائماً إلى أن يكون محط إعجاب وتقدير الآخرين واستمالتهم للموافقة على كل ما يفعله أو يقوله ما يؤدي إلى طمس شخصيته والتردُّد في كل أمور الحياة.

• ليكن مركز الضبط داخلياً وليس خارجياً:
من الناحية النفسيَّة الذين يبحثون لإرضاء الناس ووضع كلامهم محل الاهتمام هم أناس مركز الضبط لديهم خارجي، بمعنى آراء الناس وقراراتهم وكلامهم يتحكم في مصائرهم، ولذلك على المرأة أن تكون مركز الضبط لكل أمورها واحتياجاتها وقراراتها من داخل ذاتها وليس من الخارج.

• الرغبة المستمرة في إرضاء الآخرين:
البعض لديه رغبة ملحة داخليَّة لإرضاء الآخرين والحصول على استحسانهم والحاجة للإحساس بالحبِّ، ولهذا هم دائماً بحاجة للإطراء وهذا السلوك قد يجعل هذا النوع من الناس موجهاً من قبل الآخرين وما يقولونه ورهن رغباتهم.

• الذات الهلاميَّة وضعف الثقة يدفع المرأة للاهتمام بآراء الآخرين:
يجب أن تثق المرأة بنفسها وأحكامها على ذاتها، وعدم تصديق كل ما يقال عنها، مفهومها لذاتها يجب أن يكون إيجابياً وليس سلبياً، ويجب أن تكون ممتلئة من الداخل معتدة بنفسها وإلا أصبحت آراء الآخرين محطمة ومقللة من إنجازاتها، وهذا ما يسمى بالذات الهلاميَّة أو الهشة والضعيفة.

• نقد الآخرين وآراؤهم تعبِّر عن أمراضهم
يبالغ البعض في نقد غيره وإبداء رأيه في كل صغيرة وكبيرة كنوع من الإزاحة وانتقاص الآخرين يخفف من مشكلاته. فلا يجب أن تكون المرأة محل إزاحة فهؤلاء يريدونها أن تكون أقل، لهذا فآراؤهم غير موضوعيَّة.

• الثقة بالتميز
المرأة مميَّزة بكل تفاصيلها فلا يجب عليها أن تنزلق وراء آراء الناس وطريقة تفكيرهم في الحياة و أن لا تصبح صورة كربونيَّة لمن حولها، بل يجب أن تعيش فقط بطريقتها الفريدة التي لا يمتلكها ولا يعرفها غيرها، ومحاولتها التصرُّف أو الحياة وكأنها شخص آخر يُفقدها جمالها الخاص ويضيع عليها فرصة اكتشاف نفسها واكتشاف ما يميزها فما عليها سوى مقاومة هذا للحفاظ على تميزها وبريقها الداخلي.

• عدم الانشغال بوهم الكمال
عليها أن تدرك أنَّ هؤلاء الذين تسعى إلى كسب رضاهم ليسوا كاملين، بل لديهم نفس المشكلات والعيوب التي لديها، بل ربما أكثر منها، ولتسأل نفسها إن كان هؤلاء لديهم من الحكمة والفطنة أكثر مما لديها لتجعلهم مصدر الإرشاد والتوجيه؟

• رأي الآخرين لن يؤذيها
عليها أن تعلم جيداً أنها ليست محور الانتباه، ولكن هذا لا يمنع من قيام الآخرين، إما في محيط الأسرة أو العمل أو الأصدقاء أو ممن لا يشكلون فارقًا في حياتها بإصدار بعض الأحكام، لذا عليها أن تتأكد من أنَّ آراء الناس لن تضرها، إلا إذا سمحت هي بأن يكون لرأيهم تأثير على حياتها، فعليها ألا تشغل بالها كثيراً بما يقال عنها، وهذا لا يعني إهمال آراء المقربين منها وعدم الاستماع لهم ولنصائحهم، مثل الوالدين والرؤساء في العمل والأصدقاء المقربين، ومشاعر الناس تتغير، فالناس يغيرون رأيهم، لذلك ما يرونه الآن قد لا يهم في المستقبل.

هناك بعض النصائح للتخلص من هذه الصافت وأبرزها:
ـ تقييم آراء الآخرين بشكل عملي وليس عاطفياً.
ـ أخذ كلام الناس على محمل الجد وإهماله في القرارات المصيريَّة وما يتعلق بتحطيم وانتقاص الذات.
ـ التدرج في قول كلمة “لا” وتجنب الشخصيات الاستغلاليَّة والمسيطرة.
ـ إضعاف مشاعر الخوف والقلق والذنب حيال آراء الآخرين.
ـ تعزيز ثقتها بنفسها وأن لا تكون محطة لإزاحة مشكلات الآخرين عليها.