Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 13, 2023
A A A
نسامح إنما الأبالسة لا يندمون على فعلتهم
الكاتب: الشاعر أسعد بدوي المكاري

تأتي ذكرى مجزرة الغدر في إهدن هذه السنة ونحن في أشدّ أزمة يشهدها الوطن… لا رئيس للجمهورية… حكومة تصريف أعمال… إنهيار في كل المؤسّسات وعلى كل المستويات… إنحطاط سياسي وأخلاقي لا مثيل له في العالم وعبر تاريخنا الحديث… فالتكاذب الذي كان يمرّ من تحت الطاولة وفي الخفاء صار يقال اليوم من فوقها وفي العلن من دون خجل ومن دون مراعاة لعقول ومشاعر الناس…
الخطاب الوطني اندثر وضاعت مفرداته في زواريب الإصطفافات والمصالح الشخصية وغياب المسؤوليات… لكأنّ المواطنية صارت وجهة نظر والوطن سوق مزايدات للسماسرة وتجّار الهيكل…
وبعد مضي حوالي النصف قرن على مجزرة قصمت ظهر المسيحيين وأفقدت الوطن توازنه… نرى الحلفاء الذين لم يكن طموحهم غير المناصب فيشبهون الأبالسة بغرورهم وأنانيتهم…
ونرى الأبالسة الذين هم أنفسهم لم يندموا على فعلتهم رغم أننا سامحنا… فكأنّ ما افتعلوه من غدر بحق إهدن من اغتيال القائد طوني فرنجيه جسدياً ومعه عائلته و٢٨ ضحيّة يكرّرونه اليوم مع نجله الوزير سليمان فرنجيه باغتياله سياسياً ومعنوياً له ولفئة لا يُستهان بها من المجتمع المسيحي والوطني بحجج واهية لا تمت للحقيقة بصلة… فالرجل إبن بيت وطني عريق وكرامته الوطنية يُشهد لها وصدقه وأخلاقه سمتان يتمتّع بهما…
هل أنّنا نشهد على تاريخ يعيد نفسه بوقاحة ودناءة بذات الأوجه ومن نفس المدرسة؟… أم أنّنا لم نتعلّم من دروس الأحداث التي مرّت وخصوصاً في حقبة بطل لبنان يوسف بك كرم حين نُفي مرّتين وبطلب وتعهّد من رأس الكنيسة آنذاك في جوّ أتاح للكثيرين التعامل مع المحتل من أجل مصالحهم الضيّقة التي أجهضت لفترة طويلة قيامة الوطن…
يبقى وأننا في هذه الذكرى وهذا اليوم المهيب نسأل الذين يقومون بحملة الإلغاء هذه… ماذا جنيتم من حرب الإلغاء والحروب العبثية غير قتل وتهجير اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين؟… هل استعدتم شبراً من الأراضي المغتصبة أم حقّقتم السيادة؟.. أم أقمتم جسور التفاهم؟ أنتم بكل فعل مشين تحقّقون ما يريده العدو الصهيوني وتساهمون في انهيار الدولة…
بالله عليكم كفّوا عن سياساتكم الهوجاء والمرتهنة وعودوا إلى القضية الأم وهي قيامة الوطن والوطن لا يقوم بالإنقسامات…
رحم الله شهداءنا الأبرار ودامت إهدن عصية على الغدر ودام لبنان…