Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر February 6, 2024
A A A
ندوة لرابطة الجامعيين في طرابلس عن كتاب “سنونو من غزة” لمرسال الترس

قدمت رابطة الجامعيين في الشمال في مقرها في طرابلس، ندوة حول كتاب “سنونو من غزة” للزميل مرسال الترس، في حضور رفلي دياب ممثلا النائب طوني فرنجيه، نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام ابراهيم عوض، رئيس إتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد ورئيس الرابطة غسان حسامي ومهتمين.

حسامي

بعد النشيد الوطنيّ والوقوف دقيقة صلاة ودعاء لأهل غزّة، رحب رئيس الرابطة بالاعلاميّن مرسال الترس وروبير فرنجيّة وبالحضور، وقال: “بالرغم من كل التحديات التي نواجه والحرب في جنوب لبنان ودخول حرب الإبادة على قطاع غزّة شهرها الرابع، أقمنا ندوة اليوم وهي الحادية عشرة لموسمنا الثقافيّ 2023 – 2034، وما ذلك إلا تأكيدًا على رسالة رابطتنا بعامها الستين ودورها من خلال منبرها الحرّ والمستقل، وأن تبقى هادفة الى التفاعل مع المجتمع المحليّ في إطار تعزيز الحركة الثقافيّة والأدبيّة ونشر مفاهيم المواطنة وتغليب لغة الحوار والمعرفة ورفع الوعي لما فيه خير الإنسان والمجتمع والوطن”.

اضاف: “ندوة اليوم “سنونو من غزّة” أردناها لأننا لا نقاتل بالسلاح إنما بالفكر والثقافة والموقف والكلمة الحرة، فمن أسف أقول إن كانت الكتب والروايات تكتب بالحبر، إلا أن غزّة تكتب ملحمتها العظمى بدماء الأطفال والأبرياء. لك الله يا غزّة، لك الله يا فلسطين. يقول الكاتب الفلسطينيّ الشهيد غسان كنفاني الذي اغتيل في بيروت عام 1972: “ليت الأطفال لا يموتون، ليتهم يُرفعون الى السماء موقتاً ريثما تنتهي الحرب، ثم يعودون الى بيوتهم آمنين وحين يسألهم الأهل محتارين أين كنتم؟ يقولون فرحين كنا نلعب مع النجوم”. ثم أشار الى مناسبتيّ توقيع الرواية في زغرتا والمعرض العربي الدولي للكتاب في البيال.

الترس

بدوره، شكر الترس الرابطة ورئيسها “الصديق على هذه الدعوة الكريمة، للقاء وجوه مفعمة بالصداقة والإحترام”، مشيرا الى ان “كتابه الثاني الذي صدر في شهر أيلول الفائت بعنوان “سنونو من غزة”، تخطى الواقع المنطق، برعاية مؤسسة “سابا زريق الثقافية” ورئيسها الدكتور سابا زريق وذلك بعد نحو سنتين ونصف من المتابعة”، متطرقا الى توقيعه “في 20 تشرين الأول برعاية وزير الاعلام المهندس زياد المكاري في زغرتا. وإذ المفاجئة التي هزّت الضمير العالمي في السابع من تشرين الأول آتية من قطاع غزة حيث إنطلقت عملية “طوفان الأقصى” فبادر العديد من الأصدقاء الى الاتصال بي ولاحقاً العديد من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة لتستوضح كيف استطعت إعداد الكتاب في خلال أسبوعين”.

اضاف: “في الواقع أن الكتاب لا يتكلم عن محنة غزة الحالية والطارئة ولكنه رواية تسرد أحداثاً واقعية تحاكي قصة شاب من قطاع غزة وتعكس معاناة الملايين من الشباب ليس في العالم العربي وحسب وإنما العديد من دول العالم حيث تعيش الآلاف من العائلات التي طحنتها المأساة الى حد اشتهاء الموت وهو ما واجه بطل روايتي. زياد بطل روايتي لمح ضوءاً في عتمة القطاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تعرّف الى فتاة من أفغانستان هاجرت الى كندا وأبدت الاستعداد لمساعدته كي يلتحق بها شرط ان يستطيع الوصول الى اوروبا وتحديدا المانيا، وهنا بدأت المعاناة. زياد نجح أن ينتقل بعد محاولات عدة فاشلة من القطاع المحاصر منذ عشرات السنين الى مصر عبر معبر رفح وبعدها الى تركيا التي كانت محور محاولات عدة فاشلة للوصول الى اوروبا، منها الى بلغاريا، وأخرى الى اليونان وثالثة الى قبرص ورابعة الى ايران حيث واجه الموت جراء محاولة عبور الجبال المغطاة بالثلوج وبعدها الى العراق حيث عاش أصعب الظروف في مرحلة بداية الاحتلال الأميركي لهذا البلد العربي. وبعد نحو سنة من المعاناة استطاع العبور الى سوريا ومنها الى تركيا من جديد حيث بدأت الأمور تأخذ المنحى الايجابي أوصله الى كندا بعد أن وافته اليها الصديقة الافغانية، لكن نمط الحياة واختلاف الثقافات بينه وبينها دفعهما الى الافتراق والعودة الى العمل في إحدى الدول الخليجية بعد ان حصل على الجنسية الكندية”.

واشار الى ان “الآهم في رواية “سنونو من غزة” التي تبنت إصدارها مؤسسة سابا زريق الثقافية وهنا لا بد من توجيه تحية إكبار وتقدير لرئيس المؤسسة الدكتور سابا قيصر زريق لما له من بصمات غير مسبوقة في دعم الأدب والثقافة إحياء لذكرى جده شاعر الفيحاء والتي تبنت حتى اليوم إصدار أكثر من مئة وعشرة عنوان أدبي وثقافي. قبل بضعة أيام قرأت لصديقي الإعلامي شادي شلالا الذي يعيش في موسكو والذي غطى مرحلتين من الحروب على غزة قرأءت له مقالاً بعنوان “تأليه الحرب” يتحدث فيه عن لوحة بهذا الأسم رسمها الفنان الروسي فاسيلي فريشت شاغين يرسم فيها كومة من الجماجم وعليها آثار رصاص أو ضرب سيوف تمثّل عبثية الحرب ويهديها الى جميع الفاتحين العظماء في الماضي والحاضر والمستقبل. ولكنه على ما يبدو قد نسي المحتلين وما يقترفونه من جرائم”.

وختم قائلا: “الآهم في رواية “سنونو من غزة” أنها تحكي معاناة العديد من الشباب، ليس العربي فقط وإنما في العديد من دول العالم التي تعاني من الفقر والحرمان والتي يتوق أبناؤها الى حياة كريمة، وأكبر دليل ما نشاهده على شواطئ المتوسط من عمليات هروب تنتهي في العديد من الأوقات بكوارث إنسانية”.

فرنجية

ثم تحدث الاعلامي روبير فرنجية، فاشار الى ان “طرابلس شهدت على أقلامنا وحبرنا وجهدنا وبواكيرنا”، وحيا رابطة الجامعيين “صاحبة الدعوة لقراءة متأنية لرواية زميل الصوت والحبر وصديق الصدى والعمر مرسال الترس”، وقال: “سنونو من غزة التي تخطى فيها الواقع المنطق وامتزجت فيها أحداث من غزة اليوم بأحداث غزة امس”.

اضاف: “مرسال الصحافي والكاتب ولاول مرة روائي، هو ابن منطقة ما كانت بخيلة في تقديم الروائيين والروايات. مرسال ما أكترث لتقنيات الروائيين بالسرد المطعم بالوجدانيات وبالاسر الممزوجة بالمرادفات والتعابير المنمقة. فأستخدم إرثه وسيفه وترسه الصحفي وكتب بأمانة وحرفية وروى بعدما سجل ودون على طريقة: كان يا ما كان مش من قديم الزمان. تعاطف مع زياد بطل روايته كأبن له كمارون ولو قدر كان ليعطيه الجنسية “الاصنونية” (نسبة لضيعته الثانية أصنون)، وعاطفة الكاتب ليست مستغربة لان أبا مارون قادر بلحظة ان يحمل مشاعر أبو أحمد وأبو محمد في غزة وكل فلسطين، بجرح ينزف روايات وبطولات وتفرخ أساطير الصمود حيثما وجد نهر دماء يتدفق غضبا وحرية”.

وسأل: “زياد ومن قال أن أسم البطل هو نفسه على بطاقة الهوية؟ من قال زياد انتهت قصته في الصفحة الاخيرة من الرواية؟”، وقال: “زياد اليوم ودع قافلة جديدة من شهداء عائلته التي تهجرت ورجعت اليوم على أطلال بيوتها تتحدى الدمار والقصف الدراكولي. زياد ألتقى بأخوة ووالدة وحزن على رحيل والده بعيدا عن نظره ويديه التي كانت مشتاقة لغمرة فرح ولهفة لقاء. سنونو من غزة قصة تشبه قصص كثيرة لم تكتب، تشبه طيورا كثيرة أصطادها القدر ورحلت في أيلول. زياد طير حلق في سماء فلسطين والدول العربية ليبقى حرا طليقا لا يكبله قفص الحقد الاسرائيلي ولا يكسر جانحه المرفوع. مرسال الترس راوي أم روائي أو رؤيوي ليس هذا هو السؤال المهم. قثمة روايات طالعناها لروائيين كبار، وبعد وقت قصير سألنا مع السيدة فيروز: شو بيبقى من الرواية؟. رواية “سنونو من غزة” صفحات من تاريخ غزة النضالي الموجع لا تعيش إلا في الذاكرة ولا تصمد إلا في الوجدان”.

بعد ذلك شارك الحضور في مداخلات عن الكتاب والترس الذي وقع روايته في ختام الأمسية.