Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر December 12, 2025
A A A
نحو 100 ألف شخص محاصرون في الفاشر وسط ظروف مروّعة

حذّر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، من أن “الأوضاع في مدينة الفاشر السودانية المحاصرة تتجاوز الفظاعة، إذ يُعتقد أن ما بين 70 ألفاً و100 ألف شخص ما زالوا محاصرين وسط عمليات القتل الجماعي والمجاعة وانهيار الخدمات الأساسية”.

وفي حديثه للصحافيين في جنيف، قال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، روس سميث، إن “انقطاعات الشبكة أدت إلى قطع الاتصالات إلى حد كبير، ما سمح بوصول معلومات محدودة فقط من مدينة شمال دارفور”.

وأشار إلى أن “صور الأقمار الاصطناعية وشهادات الناجين تصف المدينة بأنها مسرح جريمة، حيث تنتشر فيها عمليات القتل الجماعي والجثث المحروقة والأسواق المهجورة”، موضحاً أنه “لا توجد أي مؤشرات على إعادة فتح طرق التجارة أو وصول الإمدادات إلى المدينة”، وأن “برنامج الأغذية العالمي لم يعد لديه شركاء في المجال الإنساني على الأرض، ولا توجد تقارير مؤكدة تفيد بتشغيل مطابخ إطعام جماعية”.

ووصف سميث الفرار من الفاشر بأنه “شديد الخطورة”، مشيراً إلى عمليات السطو والنهب والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والطرق المليئة بالألغام والذخائر غير المنفجرة. وأضاف أن الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار دفعوا مبالغ باهظة مقابل النقل، ليجدوا أنفسهم في النهاية في مناطق تعاني من نقص حاد في المساعدات.

ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى ضمان الوصول غير المقيد إلى الفاشر لتقييم الاحتياجات الإنسانية. وقال سميث إن “سلطات قوات الدعم السريع وافقت مبدئياً على الحد الأدنى من شروط الأمم المتحدة للدخول”، لافتاً إلى أن “برنامج الأغذية العالمي جاهز. المواد الغذائية والشاحنات متوفرة للوصول الفوري إلى جميع السكان المدنيين إذا تم تأمين ممر آمن”.

كما سلط الضوء على منطقة تويل، حيث يقيم أكثر من 650 ألف نازح في ظروف مكتظة ومؤقتة، مع انتشار وباء الكوليرا وندرة الخدمات، وحذر من أنه من دون تمويل عاجل، سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض الحصص الغذائية في عام 2026، ما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور.

ولفت سميث إلى أنه “للحفاظ على مستويات المساعدة الحالية، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى ترشيد الإمدادات. ابتداءً من (كانون الثاني) يناير، سيتم تخفيض الحصص الغذائية إلى 70% للمجتمعات في مناطق المجاعة و50% لأولئك المعرضين لخطر المجاعة – وهو الحد الأدنى المطلق للبقاء على قيد الحياة”، محذراً من أنه “حتى مع هذه الإجراءات، فإن لدى الوكالة موارد تكفي فقط للحفاظ على الدعم الحالي لمدة أربعة أشهر”.

وأردف “إذا حدثت موجة نزوح جماعية أخرى فسيكون برنامج الأغذية العالمي مضطراً إلى خفض المساعدات في مناطق أخرى من السودان. إنه وضع كارثي نواجهه بينما نعمل بلا كلل للاستجابة لأكبر كارثة إنسانية في العالم” وفق تعبيره.