Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر February 2, 2017
A A A
نحو إطباق فكي الكماشة على معقل داعش الشمالي
الكاتب: نقلاً عن روسيا اليوم

تحدّثت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية عن الأوضاع حول مدينة الباب السورية؛ مشيرة إلى وصول القوات السورية إلى الضواحي الجنوبية للمدينة.
*

فقد وصل الجيش السوري إلى الضواحي الجنوبية لمدينة الباب، التي فشلت القوات التركية وحلفاؤها في عملية “درع الفرات” في اقتحامها خلال عدة أشهر. أي أن الطوق على هذه المدينة، التي تعدُّ معقلا لداعش في شمال سوريا، سيكتمل قريبا. وبحسب الخبراء، فإن فرص القوات الحكومية السورية في تحرير المدينة أكبر، وذلك على خلفية فشل القوات التركية، التي يرى فيها السكان المحليون قوات محتلة.

لقد بدأت القوات الحكومية السورية هجومها الواسع قبل ما يقارب من أسبوعين على امتداد الطريق، الذي يصل بين حلب ومدينة الباب، وهي حاليا تبعد مسافة 8.5 كلم عن الباب. ولم تواجه القوات السورية مقاومة عنيفة من جانب داعش واقتصرت على مناوشات مع مجموعات صغيرة من المسلحين. وتعرض قنوات التلفزيون المحلية المواقع والتحصينات والأنفاق، التي تركها داعش في القرى والبلدات، التي حررتها القوات السورية أثناء هذا الهجوم. لكن الانتحاريين، الذين يقودون سيارات مدرعة مفخخة، يبقون الخطر الأكبر. وبحسب ضباط في القوات السورية، يتجنب “الجهاديون” الدخول في معارك طويلة، حتى عندما تكون لديهم تحصينات قوية. وهم يفضلون الدفاعات المتنقلة والتراجع تدريجيا إلى مدينة الباب، حيث يوجد مدنيون يمكن استخدامهم دروعا بشرية.

وقد شن المسلحون يوم الاثنين 30 كانون الثاني الماضي هجوما معاكسا على قرية المديونة (تقع في منتصف الطريق بين حلب والباب)، حيث استمرت المعركة ساعتين، انسحبوا بعدها تاركين وراءهم ما لا يقل عن 25 جثة لإرهابيين بينهم ليبيون ومصريون وسعوديون. وبحسب وسائل الإعلام المحلية، نقل داعش إلى الباب عدة مئات من المرتزقة الأجانب، الذين قاتلوا القوات التركية وحلفاءها وكبدوهم خسائر جسيمة. ويشارك في هجوم القوات السورية عدد من المختصين الروس في نزع الألغام والشحنات المتفجرة التي زرعها “داعش” أثناء انسحابه.

ووفق خطة القيادة العسكرية السورية، يجب على القوات محاصرة المدينة من الجهة الجنوبية أولا، وبعد ذلك مهاجمتها. في حين أن الأتراك وحلفاءهم من المعارضة السورية “المعتدلة” حاولوا اقتحام المدينة عدة مرات، لكن محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة دفاع المسلحين المستميت عنها، حيث شكلوا حول المدينة عدة خطوط دفاعية وجمعوا كميات كافية من الأسلحة والذخيرة والمؤن.

يقول كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق قسطنطين ترويفتسيف إن الحصار على مدينة الباب قد يكتمل قريبا من جميع الجهات. أما المدينة في الوقت الراهن، فهي تقع في نصف طوق، حيث يحاصرها الأتراك وحلفاؤهم من الشمال والشمال – الغربي، والقوات الحكومية السورية من الجنوب والجنوب – الغربي. وعلى بعد 15-20 كلم من الجهة الشرقية، ترابط “قوات سوريا الديمقراطية”. وجميع هؤلاء يريدون السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية المهمة. فمن منهم سيفوز بها؟

إن موقف الأتراك ضعيف حاليا من الناحيتين العسكرية والمعنوية – السياسية لأنهم في الواقع يحتلون الأراضي السورية، لذلك فإن فرص اللاعبين السوريين أفضل، لأن السكان يفضلونهم على الأتراك. ولكن تبقى مسألة كيفية الاتفاق فيما بينهم معلقة.