Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر December 5, 2018
A A A
نتنياهو يهرب من حرب في غزة نحو مسرحية أنفاق الشمال… والمقاومة تتابع
الكاتب: البناء

حال الارتباك والإنكار في الغرب من واشنطن إلى باريس، تنتج كل يوم دليلاً جديداً، فبعد التراجع الأميركي عن الضرائب والعقوبات على الصين تراجع الرئيس الفرنسي عن زيادة أسعار المحروقات والكهرباء تحت ضغط جماعة «السترات الصفراء». والحال في السياسة ليس أفضل، وحال الحلفاء ليس مختلفاً. فما قام به رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو من حملة منحها هالة الحرب ومنحها اسم درع الشمال أسوة بالعمليات الحربية الكبرى، لم تقنع الداخل الإسرائيلي الذي تحدثت فيه الصحافة عن مسعى نتنياهو لصرف النظر عن ملاحقته القضائية وعجزه في غزة، واختياره عملاً استعراضياً لن يجره إلى حرب مع المقاومة لكونه عملاً روتينياً اعتادت وحدات الهندسة في جيش الاحتلال القيام به بعيداً عن الإعلام خلف السياج الحدودي، لكن نتنياهو طلب تحويله عملاً سياسياً لخطف الأنظار، والهروب من التحديات، كما قال أبرز معارضيه وزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان، فيما جاء إعلان جيش الاحتلال عن اكتشاف نفق قرب الحدود مدعاة للتساؤل عن سبب كشفه بدلاً من التكتم عليه واستخدامه بصورة معكوسة ككمين للمقاومة أو كطريق للتسلل؟

مصادر متابعة لعملية نتنياهو قالت إن المقاومة لا تعلق على مثل هذه العمليات لعدم تقديم أي معلومات مجاناً لجيش الاحتلال ولعدم منحه فرصة التباهي بلفت انتباهها وجذبها إلى ساحة سجال، لكنها تتابع عن كثب لمعرفة النيات الحقيقية من العملية الإسرائيلية، والتعرف على التقنيات والترتيبات المرافقة لها، واستكشاف طريقة تفكير القيادة السياسية والعسكرية والأمنية، وأساليب عملها. وهذه كلها عناصر العمل اليومي للمقاومة وقد جاءتها فرصة لتجميع المعلومات عبر وسائل الإعلام بدلاً من التقصّي عنها وبذل الجهود لبلوغها، فلماذا تفوتها؟