Beirut weather 25.41 ° C
تاريخ النشر May 17, 2025
A A A
نتنياهو يحاول إفشال جهود ترامب
الكاتب: حسن حردان

كتب حسن حردان في “البناء”:

تؤشر المعلومات إلى أنّ المفاوضات في الدوحة حول اتفاق لوقف الحرب غزة وتبادل الأسرى لم تؤدّ إلى إحداث أيّ اختراق، والسبب استمرار تعنّت رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في رفض صفقة شاملة تؤدي إلى وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ورفع الحصار عنه والبدء بإعادة إعماره…
وعلى أثر هذه الأنباء أعلنت حكومة العدو انها ستبدأ تنفيذ خطتها لتوسيع هجومها العسكري في قطاع غزة، مع محاولة تمهيد الأرضية لدخول قوات الاحتلال إلى أحياء غزة لتجنّب الوقوع في كمائن للمقاومة التي تستنزف قوات العدو.
في المقابل، فإنّ التظاهرات في كيان الاحتلال مستمرة للمطالبة بصفقة لإطلاق الأسرى وإنهاء الحرب، وتتهم نتنياهو بتعريض الأسرى الصهاينة للخطر.
بالتوازي تحدثت مصادر «إسرائيلية» عن تفاقم الأزمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو، لأنّ الأخير عرقل الجهود الأميركية لإبرام صفقة شاملة، حيث اشترط صفقة جزئية لا تنهي الحرب… ومع ذلك تحدث ترامب عن أخبار جيدة بشأن غزة ستحصل الشهر المقبل… من دون أن يوضح ماهيتها، ربما يقصد إدخال المساعدات إلى غزة بعد أن أدّى الحصار الخانق إلى انتشار الجوع.
لكن المراقبين بانتظار معرفة مدى قدرة نتنياهو على مواصلة التمرّد على قرار ترامب، ومدى عزم الأخير على استخدام تأثير أميركا على نتنياهو لوضع حدّ لاستمراره في المماطلة والتسويف والمراوغة، لا سيما أنّ لدى واشنطن وسائل ضغط كبيرة على نتنياهو من الشارع «الإسرائيلي» الذي يطالب بأغلبيته بوقف الحرب وتبادل الأسرى، إلى التلويح بوقف الدعم الأميركي عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً.
على أنّ ذلك يحصل في ظل تساؤلات متزايدة في صفوف الجيش الإسرائيلي عن جدوى العودة إلى الغوص في قلب غزة، بعد أن جرّب أكثر من مرة هذا الخيار العسكري على مدى سنة ونصف السنة الماضية ولم ينجح في تحقيق أهدافه في استعادة الأسرى بالقوة ولا القضاء على المقاومة.. في حين أشّرت المحاولات الأخيرة لتقدم قوات الاحتلال في رفح والشجاعية ووقوعها في إشراك وفخاخ المقاومة وسقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الضباط والجنود الصهاينة، أشرت إلى قوة وقدرة وجهوزية المقاومة لمواجهة ايّ توغل جديد لجيش الاحتلال في أحياء القطاع.. وانّ هذا التوغل لن يقود سوى إلى غرق جنود العدو مرة ثانية في حرب استنزاف جديدة أثبتت المقاومة أنها تتقن خوضها وهي استعدّت لها جيداً، لا سيما أنها استفادت من دروس الحرب على مدى السنة ونصف السنة الماضية، مما زادها خبرة وتجربة في مجال خوض حرب العصابات والمدن، وتعرّفت أكثر على نقاط ضعف وقوة جيش الاحتلال لإفشال أهداف عدوانه مرة ثانية وإيصال حكومة نتنياهو إلى نفق مسدود في محاولة الخروج من مأزقها.. الأمر الذي في حال حصوله سيؤدي إلى مفاقمة الأزمة داخل الكيان واتساع دائرة المعارضة ضدّ نتنياهو وحكومته، وإضعاف موقفها التفاوضي في مواجهة موقف المقاومة الذي سيكون في وضع أقوى في مثل هذه النتيجة.
من هنا، فإنّ الأيام المقبلة سوف تكشف ما إذا كان خيار نتنياهو في توسيعة العملية العسكرية سيتقدّم.. ام انّ ترامب سيفرض على نتنياهو خيار عقد صفقة شاملة تنهي الحرب.. على انّ الأمر مرهون بمدى جدية ترامب في الضغط على الحكومة «الإسرائيلية» وإلزامها بعدم العودة إلى اجتياح القطاع والسير في عقد صفقة شاملة، وإلا يكون يمارس المناورة ويعطي نتنياهو الفرصة مرة جديدة لتجريب خياره العسكري…