كلما إستمرت الحرب في غزة، كلما زادت خسائر العدو الإسرائيلي، عسكرياً وسياسياً، وأصبح وضع الرهائن أكثر صعوبة، فضلاً عن تعاظم الأخطار التي تهدد المدنيين، بعد حصار وحشي منع الغذاء والدواء والمياه عنهم منذ أربعين يوماً، وتم عزلهم عن العالم بوقف الإتصالات والانترنيت، إلى جانب الهجمات الهمجية على المستشفيات، وحرب الإبادة التي يتعرض لها المرضى والطواقم الطبية في مستشفى الشفاء، والمؤسسات الإستشفائية الأخرى.
ومع تزايد الضغوط الخارجية على تل أبيب لوقف الحرب الإجرامية على الفلسطينيين، يهرب نتانياهو وحكومته العنصرية إلى الأمام، ويستمر في معركته الخاسرة في غزة، ويرفض أي قرار أو مسعى لوقف النار، أو حتى الإلتزام بهدن إنسانية،

حتى لا يُسلّم بخسارته الحرب، رغم إستعمال أحدث الأسلحة والذخائر الأميركية. ورغم كل الدعم السياسي الذي قدمه البيت الأبيض لهذه الحرب القذرة، والذي بلغ ذروته بزيارة الرئيس الأميركي بايدن تل أبيب في ألايام الأولى للحرب.
إطالة أيام الحرب لن تُغيّر من مسار الخسارة الذي بدأ الحديث عنها من قبل خبراء عسكريين غربيين، بل ستضاعف حالة الضياع والإحباط المهيمنة على الإسرائيليين منذ ٧ تشرين الأول، ونجاح عملية «طوفان الأقصى»، وستراكم خسائر نتانياهو وفريقه الوزاري، وتُسرّع ليس تحقيقات المساءلة والمحاسبة وحسب، بل وأيضاً نهاية المستقبل السياسي لرئيس الليكود ورؤساء الأحزاب العنصرية المتطرفة، وفي مقدمتهم سموتريش وبن غفير.
يزعم الجنرالات الإسرائيليين أن الحرب لن تتوقف قبل العثور على الرهائن..، ولكن ماذا لو مرّت أسابيع أخرى، ولم تتمكن الجحافل التي تغزو غزة، من تحديد أمكنة تواجد الرهائن، وإخراجهم من مخابئ حماس؟
لم يعد لدى أهالي غزة ما يخسرونه، بعد كل هذا الدمار الذي لحق بمدن القطاع، وسقوط هذا العدد الرهيب من الضحايا، أكثر من ثلاثين ألفاً بين شهيد وجريح، وحماس مستعدة للقتال أشهراً أخرى.
فهل الكيان الصهيوني قادر على تحمل حرب إستنزاف لأشهر، وما تحمله من خسائر بشرية مؤكدة، وكوارث إقتصادية ومالية وإجتماعية، وتداعياتها في البنية الداخلية الإسرائيلية؟
لقد وقع نتانياهو وفريقه في مأزق الإستنزاف البشري والإقتصادي!