Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 21, 2024
A A A
نتنياهو أمام خيارين أحلاهما مرّ…؟
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”

بدأ العد العكسي لمهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بمجرد وصوله إلى تل أبيب، وإستعداده لخوض «مفاوضات شاقة» مع نتنياهو وفريقه اليميني، في محاولة قد تكون الأخيرة، لإقناع الجانب الإسرائيلي بالذهاب إلى وقف إطلاق النار في لبنان، والعودة إلى القرار الأممي ١٧٠١.
حَرِص الموفد الأميركي على إشاعة أجواء من التفاؤل بالتقدم الذي أحرزه في المفاوضات مع الرئيس نبيه برّي، وتعمّد الظهور بين الناس وإرتشاف فنجان قهوة أميركية من «ستاربكس» في فردان، للإيحاء بمناخات الإرتياح التي حققتها جولتين من المفاوضات مع الرئيس برّي.

ولكن هوكشتاين يدرك أكثر من غيره أن العقدة التي تهدد المساعي الأميركية ليست في لبنان، بل عند حليف أميركا المدلل نتنياهو، الذي سبق له وإنقلب على بيان وقف النار في لبنان، الذي تبنته الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والدول العربية في أيلول الماضي، على هامش إجتماعات الأمم المتحدة.
ولن يُفاجأ الوسيط الأميركي إذا وجد نتنياهو أمام خياريين، أحلاهما مرّ.
الخيار الأول: الرضوخ للضغوطات الأميركية بوقف الحرب في لبنان، وعدم الإستمرار في المعارك بحجة القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، حيث سيواجه نتنياهو حملة سياسية شعواء من خصومه في الداخل، على إعتبار أنه زج الجيش في حرب على الجبهة الشمالية، ولم يتمكن من تحقيق الضمانات الأمنية الضرورية، لإعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى بيوتهم، ولم يحقق أي تغيير في الواقع الأمني على الحدود مع لبنان الذي أصبح يشكل الهاجس الأكبر للمستوطنين في منطقة الجليل.
الخيار الثاني : التنصل من المحاولات الأميركية بحجة العمل على تحقيق أمن المستوطنات الشمالية، وكبح جماح حزب لله، الذي وصلت صواريخه إلى تل أبيب وحيفا وعكا، وإلى العديد من القواعد والمراكز العسكرية والأمنية الحساسة. وهذا يعني المجازفة بحسن العلاقة مع واشنطن، التي هددت بوقف شحن بعض الآسلحة لتل أبيب في حال الإستمرار في الحرب التدميرية ضد لبنان، فضلاً عن تفاقم الخسائر العسكرية في الرجال والعتاد، إلى جانب حالة الهلع التي تسببها الصواريخ والمسيّرات التي يطلقها حزب لله، بإتجاه المدن الرئيسية وتؤدي إلى هروب مليوني نسمة نحو الملاجئ، كما يردد الإعلام الإسرائيلي.
وبإنتظار معرفة قرار نتنياهو من النتائج التي وصل إليها هوكشتاين في بيروت، يستمر العد العكسي لمهمة الموفد الأميركي في بيروت، مع كثير من الحذر والتحفظ، وفي ظل رهانات تراوح بين رياح التشاؤم، وموجات التفاؤل.