Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر August 28, 2017
A A A
ناصر قنديل لموقع “المرده”: فليوقفوا دموع التماسيح…لقد هزم مشروعهم
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

اكد النائب السابق ناصر قنديل في حديث لموقع “المرده” ان “ما يفرحنا في الحدث الكبير الذي حصل بتحرير الجرود هو حجم الانجاز، فلبنان للمرة الاولى منذ 7 سنوات يشعر بانه بات آمنا على مستوى حدوده الشرقية من تهديد الخطر الارهابي الذي بدأ منذ تلك الايام يلوح في الافق بسيطرة الارهابيين على أجزاء من الاراضي السورية، وبلغت الذورة قبل ثلاث سنوات عندما كانت المناطق الخاضعة لاحتلال الارهابيين من الجهة السورية وبعض الامتدادات في الاراضي اللبنانية بمساحة تزيد عن 7000 كلم مربع من قلعة الحصن وبحيرة الحولي في محافظة حمص الى القصير الى يبرود الى قارة الى الزبداني الى مضايا بحيث ان عشرات الآلاف من الارهابيين كانوا يسيطرون على هذه الاجزاء الواسعة من الاراضي السورية ويمسكون تقريبا بكامل خط الحدود الممتد لقرابة المئتي كيلومتر طولا”.
أضاف: “وكان هذا التهديد مصدرا للسيارات المفخخة وللانتحاريين بالاضافة الى حالة الامساك باجزاء من الاراضي اللبنانية التي كانت مرشحة للتوسع امام المشهد السياسي المريب الذي شهدناه لبنانيا، حيث بدأ البعض يتحدث عن هذه الجماعات وكأنها بعض من امتداد لتعبيرات ما اسماه ثورة او ارادة الشعب السوري، جبهة النصرة هي شريك وداعش هي كذبة ولا وجود للارهابيين فيما لم تبق هناك سهام
الا ووجهت الى وزير الدفاع آنذاك فايز غصن الذي ومن اللحظة الاولى حذر من خطر وجود الارهاب، وكالوا له الاتهامات بانه يتواطأ على امن لبنان”.
وقال: “وطبعا اليوم يلبسون وجها جديدا ويغيرون لون جلدهم ويتحدثون كانهم كانوا من اوائل المحذرين من خطر هذا الارهاب، فيما كانوا جميعا يصطفون تحت عنوان الدفاع عن هذا الوجود المسلح الارهابي تحت شعارات مختلفة للمطالبة بمنح الارهاب امتيازات في لبنان.
وقد سمعنا سياسيين يقولون يجب ان نشرّع صيغة تشبه اتفاق القاهرة مع الوجود الفلسطيني المسلح عام 1968 ونتحدث عن عرسال لاند او نصرة لاند كما كان هناك فتح لاند وغير ذلك”.
وتابع: “عندما اختطف العسكريون وكنا ننتظر موقفا سياسيا وعسكريا لبنانيا يحمي قرار الجيش واقول عسكريا اي على مستوى قيادة الجيش التي تخاذلت آنذاك وليس كما شهدنا اليوم العماد جوزيف عون، كانت قيادة الجيش مع الرئيس السابق ومع الحكومة في معادلة تقول انه يجب منح الفرصة لوسطاء لا نعلم من اسمائهم الا انهم مطلوبون للدولة بجرائم مختلفة وانهم متواطئون مع الارهابيين، واذ بالعسكريين يخطفون وبعضهم يُقتل وبعضهم نبحث عن اخباره فلا نجد له اثرا. وها نحن اليوم نتلقى صفعة عمرها سنتين حيث تم اعدام هؤلاء العسكريين الذين بدأ سياسيون يتبجحون اليوم بالحرص عليهم فيما كانوا يقولون يومها انهم بامان ونحن متأكدون باننا سنصل الى تفاهم يؤدي للافراج عنهم. فالذين اختطفوهم هم ثوار وشركاء في المصير وهم رفاق درب وسلاح في مواجهة ما اسموه النظام في سوريا، وما الى هنالك من الكلام الذي نأمل ان يبقى محفورا في ذاكرة اللبنانيين ليعرف اللبنانيون من يحمل مسؤولية هذه الدماء وهذه الارواح التي ازهقت”.
واضاف: “اليوم لبنان يتخلص من هذا الخطر الارهابي ولو اعطي الامر للجيش آنذاك لكان بالتأكيد بامكان لبنان ان يستعيد عسكرييه وان يستعيد ارضه لكن الحقيقة التي يجب ان تقال هل كان ممكنا للجيش اليوم ان يتمكن من التحرير لو لم يستعد الجيش السوري ورجال المقاومة الاراضي المقابلة من الحدود السورية لو لم تحرر الـ7000 كيلومتر مربع ولم يطرد الالاف وعشرات الالاف من الارهابيين او يقتلوا او يهزموا؟.
هل كان بمستطاع الجيش ان ينجز الامن والاستقرار؟ قد يستطيع الجيش اخذ الجزء اللبناني وهذه بطولة لا نستكترها عليه لكن كان الخط الحدودي بكامله سيكون خط اشتباك مفتوحا وخط تصدير للسيارات المفخخة وللعبوات وللانتحاريين ولسواها، محاولة الفصل التي تريد ان تقول ان هناك مسألة لبنانية نستطيع ان ننجزها بمعزل عن ما يجري في سوريا هي كذبة هي ذر للرماد في العيون ولولا الدور الذي قام به الجيش السوري وقامت به المقاومة على الجبهة السورية لما كان ممكنا ان يكتمل الانجاز الذي قام به الجيش اللبناني”.
واعتبر ان “اليوم المعادلة التي يريد البعض انكارها لا علاقة لها بما يجري عبر الحدود او فقط بامن لبنان او بدور الجيش السوري والمقاومة في مواجهة الارهاب، المسألة هي ان البعض لا يريد ان يعترف ان المنطقة باكملها تتغير. نحن لا نريد ان نكذب على اللبنانيين نحن والجزء الآخر من اللبنانيين والفريق السياسي الآخر نقف على ضفتين مختلفتين هذه هي الحقيقة، ذلك الفريق لم يكن غائبا عن وعيه انه يتحدث عن ارهابيين كان يعلم علم اليقين ان النصرة هي فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، كان يعلم جيدا ان السعودية ودول الخليج وتركيا ومن وراءهم اميركا واسرائيل يقفون وراء هذا السلاح، وكان بعض منهم يشارك بايصال السلاح ورعاية المسلحين ونقلهم وتطويعهم. وكان يتباهى بعضهم بانه يذهب ليقاتل في ارياف حمص وسواها من المناطق السورية.
لا يجوز الآن ان نقع ضحايا الكذبة ونتحدث عن وحدة موقف لبنان، لم يكن الموقف اللبناني يوما موحدا حتى في ذروة الاحتلال الاسرائيلي كان هناك من يصفق للاسرائيلي وفي ذروة العار مع اتفاق 17 ايار كان حزب لبناني بكامله يتحدث عن ان هذا الاتفاق هو قمة السيادة وانجاز وطني كبير ويريد ان يحاضر علينا اليوم بالسيادة. اللبنانيون منقسمون هذه هي الحقيقة هناك جزء من اللبنانيين راهن على الاميركي وعلى الاسرائيلي والسعودي والتركي والقاعدة، فقط من اجل ان يهزم شريك له في الوطن.
نحن على الاقل لم ننتم في يوم من الايام لمعسكر يراهن على اي قوة حتى صديقة او شقيقة لينتقم أو ليكيد او ليربح على فريق لبناني آخر مهما كان حجم الكيد الذي يملأ قلوب هذا الفريق اللبناني الآخر، وبالتالي الآن في المنطقة مشروع هؤلاء يُهزم وهم لذلك حزانى، مشروع هؤلاء يسقط لذلك هم بنتحبون، مشروع هؤلاء يمرغ انفه في الوحل والاميركي والفرنسي والبريطاني يتسابقون في الحديث عن الرئيس الاسد بكامل مهابته ومقامته ومكانته في لعبة المنطقة، ولذلك ان الذين راهنوا على سقوط سوريا والذين ظنوا انهم سيحاصرون المقاومة بسقوط سوريا ليتشفوا ويشمتوا ويفرحوا الاسرائيلي في ان يضعوا سلاح المقاومة فوق الطاولة سندعهم ينسحبون وحدهم، نحن سنبكي بصدق مع اهالي الشهداء، هم يزرفون عليهم دموع التماسيح هذا هو الفرق بيننا وبينهم لانهم هم شركاء في دمائهم، هم يحملون جزءا من مسؤولية العار في انهم تركوهم وحدهم اسرى لسنتين حتى قتلوا وحتى تمكن هذا الجسم الارهابي من التغلغل في ارض لبنانية ومن ارسال السيارات المفخخة والانتحاريين، وبالتالي لا نريد ان نقيم كشف حساب لنقول لهؤلاء تعالوا الى المحاكم لكن على الاقل تكفينا محكمة الرأي العام بان تقول بان هناك شرفاء في هذا البلد كانوا مع نصرة وامن واستقرار وطنهم، منحوا دماء ابنائهم كي يكون للبنان عزة وكرامة وامن واستقرار ويتساوى في هذا ابناؤنا الموجودون في الجيش اللبناني مع ابنائنا الموجودين في صفوف المقاومة مع شركائنا الذين لم يبخلوا علينا بتنازلات من ما يجب ان تحفظه سوريا لنفسها فقط من اجل كرامة لبنان”.
وقال: “الذي قدمته سوريا سواء اثناء معركة جرود عرسال او اثناء معركة جرود القاع ورأس بعلبك قدمته كرمى للبنان ما كانت سوريا مضطرة ابدا ان تسمح بان يذهب ارهابيو النصرة الى ادلب ولا ان يذهب ارهابيو داعش الى البوكمال الا لانها ضنينة بلبنان بجيشه وبمقاومته وبشعبه، والذين يتشدقون اليوم بالحديث بانه كان يجب ان يترك الجيش لينجز نصره الكامل لا نعرف ماذا يقصدون بالنصر الكامل .
هل كان المطلوب ان يبقى داعش موجودا في الجهة السورية وان لا تقاتله المقاومة والجيش السوري حتى يبقى الجيش تحت رحمة الهجمات التي يستطيع هؤلاء شنها من داخل الاراضي السورية كأنه بمستطاع الجيش ان يدخل الارض السورية؟ فليشرحوا لنا بالظبط ما هي نظريتهم. هل كان المطلوب ان يدخل الجيش الى الاراضي السورية او ان يصل الى الحدود ليبقى عرضة من هناك لحرب استنزاف؟
ما حدث هو انه عندما وصلت المسألة الى الحدود كان امام الجيش اللبناني شريك اسمه المقاومة والجيش السوري انجز الجزء المقابل من المعركة وتشارك معه بايصال هذه الجماعة الى الاستسلام هل كان سيعود ابناؤنا احياء لو لم تتم عملية الانسحاب هل كان الجنود سيعودون الى الحياة، الجنود الذين هم تسببوا بقتلهم هم تواطأوا مع الارهابيين عليهم هم الذي قالوا لا تخشوا ولا تخافوا ان ابو طاقية هو صديق وحليف ووقف وزير الداخلية حينها وهو يتحدث ووزير العدل وكل تيار المستقبل وسمير جعجع الذي قال ان داعش كذبة وفايز غصن يخدعكم هل يسحبون كلامهم الآن اذا فعلوا هذا فليعتذروا من اللبنانيين واذا لم يفعلوا فليخفضوا وجوهم خجلا لان اللبنانيين لن ينسوا ما فعلوه”. واضاف: “في واقع الحال عندما انهزم داعش كان الخيار الوحيد المتبقي هو ان تطلب كشف مصير العسكريين لقاء تأمين الانسحاب لذا وافقت سوريا لانها تكرم لبنان جيشا ومقاومة وشعبا”.