Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر November 14, 2018
A A A
ناج من كارثة “التايتانيك” يعيش منبوذاً في وطنه!

تمكن ياباني واحد كان على متن سفينة “التايتانك” من النجاة بحياته بعد حادثة غرق السفينة التي تسبب بوفاة ما لا يقل عن 1500 من ركابها، ويدعى ماسابومي هوسونو (Masabumi Hosono) وكان يعمل كموظف لصالح وزارة النقل اليابانية.
وفي هذا الاطار أشارت “العربية.نت” الى انه ومنذ عام 1910، تواجد ماسابومي هوسونو بالإمبراطورية الروسية لإجراء عدد من البحوث عن برنامج السكك الحديدية الروسي، وأثناء رحلة العودة إلى موطنه توجه الأخير نحو بريطانيا قبل أن يستقل سفينة التايتنيك كمسافر من الدرجة الثانية أثناء تواجدها بساوثهامبتون.
وتزامنا مع وقوع الكارثة تواجد ماسابومي هوسونو داخل غرفته حيث كان الأخير نائما قبل أن يستيقظ على وقع طرقات على بابه ليتفاجأ بمضيفة قدمت له سترة نجاة وطلبت منه مغادرة المكان والتوجه نحو سطح السفينة.
في بادئ الأمر، بحسب “العربية” لم يتمكن المواطن الياباني من مغادرة الطوابق السفلية حيث رفض المسؤولون السماح له بالتوجه للسطح ظنًا منهم أنه مسافر من الدرجة الثالثة، لكن لاحقا تمكن الأخير من الحلول قرب قوارب النجاة على سطح السفينة عقب اعتماده لمسلك آخر.
وبالتزامن مع ذلك تمكن ماسابومي هوسونو من النجاة، حيث عثر الرجل الياباني بمحض الصدفة على مكان شاغر بأحد قوارب النجاة قبل لحظات من إنزاله.
وبفضل ذلك، نجا ماسابومي هوسونو من موت محقق ليبلغ لاحقا الولايات المتحدة الأميركية قبل أن يتمكن في النهاية من العودة إلى وطنه.
وقد رحّبت الصحافة اليابانية بعودة هوسونو سالما وأجرت معه العديد من اللقاءات ولقّبته بالطفل الياباني المحظوظ، وبناء على ذلك كسب هوسونو بعض الشهرة في بلاده.
الى ان فترة شهرة ماسابومي هوسونو لم تدم طويلا، بحسب “العربية”، فخلال الفترة التالية نشرت الصحف الأميركية تقارير فظيعة عن الناجي الياباني الوحيد، حيث أكّد بعضها حسب شهادة أحد الناجين الأميركيين، قيام هوسونو بدفع بقية المسافرين من أجل الحصول على المكان المتبقي بقارب النجاة قبل لحظات من إنزاله، متجاهلا بذلك قاعدة منح أولوية الصعود على قوارب النجاة للأطفال والنساء، فضلا عن ذلك قدمت إحدى الصحف الأميركية الأخرى تقريرا مشينا عن المسافر الياباني، مؤكدة على تنكره وارتدائه ثياب امرأة للنجاة.
وبالتزامن مع بلوغ هذه التقارير الأميركية اليابان، تحوّل ماسابومي هوسونو إلى أكثر شخص مكروه بوطنه، حيث لقبه الجميع بالجبان واتهموه بالتنكر لتقاليد الساموراي وقواعد الشرف، مؤكدين على وجوب إقدامه على الانتحار عند وقوع الكارثة. وإضافة إلى تهجّم الصحافة اليابانية عليه واتهامه بالجبن والخيانة، تعرّض هوسونو للطرد من وظيفته قبل أن يعاد انتدابه لاحقا بسبب خبرته.
كما تواصلت الإهانات في حق ماسابومي هوسونو إلى حين وفاته خلال شهر آذار سنة 1939 عن عمر يناهز 68 سنة ولم تتردد الصحافة اليابانية في التذكير بقصته وتلقيبه بالجبان، فضلا عن ذلك عانى الأخير خلال ما تبقى من حياته من نظرة المجتمع السيئة التي امتدت لتطال بقية أفراد عائلته.
وبعد وفاته بعقود، لم يتردد بعض أحفاده في نشر رسالة كتبها ماسابومي هوسونو إلى زوجته عقب حادثة غرق التايتنيك نقل من خلالها أهوال ما حصل تلك الليلة، إضافة إلى القصة الحقيقية لكيفية نجاته، وبناء على ذلك استعادت عائلة هوسونو شرفها بعد سنوات طويلة من الإهانات.