Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر June 24, 2024
A A A
مِن خلف الأضواء.. تضيء ريما فرنجيه ليالي إهدن ولبنان.. وتقول: من أجلهما مستمرون
الكاتب: مرلين وهبة

كتبت مرلين وهبة في “الجمهورية”:

تتحضّر السيدة ريما فرنجيه اليوم لإطلاق «مهرجان إهدنيات الدولي» في نسخته العشرين، بالرغم من الأزمات والتحدّيات الكثيرة، وبخاصة الحرب الدائرة في جنوب لبنان. هدفها الدائم إنعاش القطاع السياحي، ليس فقط في البلدة الأحب إلى قلبها بل أيضاً في بلدات وقرى الجوار، حيث تُعتبر «إهدنيات» المحرك الأساسي للحركة السياحية شمالاً، ووجهة ثابتة لكلّ اللبنانيين وليس فقط أهل الشمال والمغتربين.

لا تفوت رئيسة “مهرجان إهدنيات الدولي” الإشارة إلى تميّز برنامج المهرجان لهذه السنة بالتزامن مع حدثين كبيرين: بلوغ المهرجان عامه العشرين، واحتفالية تطويب البطريرك اسطفان الدويهي. تتحدث ريما فرنجيه عن الحدثين بمزيج من الفرح والفخر والعاطفة والحب اللامتناهي، لبلدة حفظت تاريخها، ولأهلٍ حفظت طباعهم، وهي تستمتع بشدة برواية تفاصيل يوميات إهدن الساحرة.

وحين نسألها رأيها إذا كانت مستحقة لعلامة الـ 20/20 في عشرينية “مهرجان إهدنيات الدولي”، تبتسم بتواضع. كعادتها تحرص على إيلاء الفضل وتجيير العلامة لفريق العمل، وللمحبين، ولأهل إهدن وللداعمين الأوفياء في هذه المرحلة الصعبة التي فُقِدت فيها الرعاية المادية للمهرجانات الكبيرة.

أما الملهم والراعي والسند الأول بالنسبة لريما فرنجيه والذي يستحق الـ 100/100 بحسب تعبيرها، والذي سيبقى دوماً الدافع الأساسي لاندفاعها فهو سليمان فرنجيه.

يتساءل البعض كيف تجرأت ريما فرنجيه حيث تراجع الآخرون وأعلنوا عدولهم عن إقامة المهرجانات هذا الصيف لأسباب كثيرة. وتعترف لـ”الجمهورية” أنّهم تردّدوا كثيراً قبل حسم أمرهم وإعلانهم السير بخطة إقامة المهرجان، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها جنوب لبنان وقطاع غزة. غير أنّ أسباباً عدّة جعلتهم يحسمون أمرهم، ومن أبرزها، بحسب تعبيرها، محبتهم لبلدتهم إهدن ولأهلها، ولذلك حرصوا على إنجاح موسم الصيف، ليتمكن أبناء البلدة من الاستفادة من الموسم السياحي، ومن تدفق السياح إلى فنادقها ومطاعمها كما جرت العادة كلّ عام.

ومن بين الأسباب التي دفعتهم إلى حسم قرارهم هو قصتها مع مسرح “دوار الشمس” الذي التهمه حريق كبير، وهو واحد من المسارح الثلاثة الكبيرة المتبقية في بيروت، وقد قرّرت فرنجيه دعمه من خلال ريع المهرجان.

عن حركتها وعن خياراتها تقول ريما فرنجيه لـ”الجمهورية”: “ما دفعني إلى إقامة “إهدنيات” هذا العام، هو شعوري بأنّه يمكننا تحقيق أمر إيجابي وإحداث فرق في حياة الآخرين، هذا هو الدافع الذي يحرّكني ويحرّك عملي وقراراتي”. وتتابع: “درسنا الموضوع جيداً، ونحن لا نقيم المهرجان لأسباب تجارية أو مالية بل لإنماء المناطق الريفية، عبر خلق فرص عمل لأبنائنا وتأمين دخل إضافي لهم يساعدهم في فصل الشتاء، ولعلمنا بأنّ المغتربين قادمون بالرغم من الوضع الراهن، لتمضية عطلة الصيف، ولعلمنا بأنّ التضحيات في جنوب لبنان هي من أجل بقاء لبنان حيّاً ومنتجاً”. وتضيف: “بدورنا أردنا إبقاء إهدن نابضة بالحياة ومنتجة. فإهدن تحيا طوال السنة من خلال عملها الذي يزدهر خلال أشهر الصيف الثلاثة، وواجبنا دعمها، خصوصاً إذا توفرت لدينا الإمكانيات للقيام بذلك، لاسيما عندما يعود ريع المهرجان لدعم المشاريع الاجتماعية والثقافية. علماً أنّ الإنماء لا يقتصر على إهدن فقط بل يطال حتماً جميع القرى والبلدات الشمالية المحيطة”. أما بالنسبة إلى التضحيات التي يقدّمها الجنوبيّون لحماية كل شبر من لبنان تقول فرنجيه: “لأجلِ تلك التضحيات وليبقى لبنان حياً ومنتجاً، قرّرنا نحن إلباسه الحلّة البهية، فهذه صورته التي يحبها اللبنانيون والتي يضحّي المقاومون من أجل بقائها”.

 

بعيداً من الأضواء! لماذا؟

توضح ريما فرنجيه “أنّ النجوم هم الذين يعتلون المسرح والنجوم هم أيضاً زوارنا الذين يصبحون أهل الدار فور وصولهم، وذلك بشهادتهم التي يخبرون فيها عن حفاوة الاستقبال التي يلاقونها ليس فقط من فريق العمل بل أيضاً من أهل البلدة المشهود لهم باللطافة وحسن الضيافة وخفة الظل. وتؤكّد في المقابل بأنّ هدفها ليس البقاء في الأضواء لأنّها موجودة دائماً في الزمان وفي الأمكنة التي تتطلّب وجودها. وجواباً عن اكتفائها بما حققت تقول بأنّ التحدّي الذي كسبته هو الاستمرارية التي استطاعت الثبات عليها بأصعب الظروف بالرغم من التحدّيات وعلى كل الأصعدة، ولكنها ما زالت تحلم بتحقيق الكثير من الأمور… وبالرغم من الوضع الذي ساء اجتماعياً وبيئياً وثقافياً وتربوياً يزداد طموحها إلى الابتكار والإنجاز والعمل ليس فقط للشمال إنما للبنان البيت الكبير.

وعن أفكارها تقول: “لا حدود لها مع كل يوم عند شروق الشمس”.

 

 

حكاية مسرح “دوار الشمس!”

تقول ريما فرنجيه إنّ ريع “مهرجان إهدنيات” يعود دائماً لدعم قضايا مختلفة، وهذه السنة، ستخصّص لـ”مسرح دوار الشمس” في بيروت الذي تعرّض لحريق هائل فَقَد بنتيجته كل معداته التقنية، وهو اليوم بحاجة إلى مبلغ كبير لاستعادة عافيته.

تقول فرنجيه: “لفتني في هذا المسرح أمران، الأول أنّ لديه كافة الممرات المسهّلة المطلوبة لذوي الاحتياجات الخاصة كي يتمكنوا من الدخول إلى المسرح بسهولة ومشاهدة الحفلات، والثاني أنّه يقدّم خشبة مسرحه مجاناً لطلاب الجامعة اللبنانية كي يقدّموا مشاريع التخرّج. ولأجل هذين الأمرين قرّرنا دعم المسرح، ونؤّكد بذلك انتماءنا ليس فقط لإهدن إنما لبيتنا الأكبر لبنان، ولفنه، وطلابه وللخدمة الاجتماعية. في المقابل، تدعو فرنجيه كل الجهات والأفراد المهتمين بالمسرح والثقافة إلى المبادرة لدعم هذا المسرح، مؤكّدة أنّ الدعم الفردي غير كافٍ، وأنّ المسرح يحتاج إلى الدعم والتضامن الجماعي لإعادته إلى الحياة ولإعادة الشمس مشرقة على مسرحه وبأبهى حلة.

وعن سبب اختيارها دعم “مسرح دوار الشمس” في بيروت، توضح فرنجيه: “عملنا لا يقتصر فقط على إهدن وزغرتا والشمال بل ننظر دائماً إلى الصورة الأكبر، إلى لبنان البيت الكبير، وبخاصة أنّ المواطن اللبناني اليوم بحاجة إلى مساحة واسعة للتعبير عن فرحه، وغضبه، وأفكاره، والمسرح والفن هما من أرقى وسائل التعبير، ولذلك ندعم بكل ثقة روح الشباب والفن والفنانين في لبنان، وندعم الإبداع اللبناني الذي ما زال حياً وبألف خير بالرغم من كل الذي حصل”.

 

 

التوقيت المقدّس

عن التوقيت المقدّس، تعبّر فرنجيه عن فخرها الكبير وتؤكّد أنّها محظوظة وأبناء إهدن بالحدث المجيد المتمثل بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي، وتقول لـ”الجمهورية”: “عظيم جداً أن يخرج من لبنان بلد الرسالة رجالات مثل البطريرك الدويهي ويوسف بك كرم، والأجمل إحتضان كنيسة مار جرجس القريبة من ميدان إهدن جثمانيّ الطوباوي اسطفان الدويهي وبطل لبنان يوسف بك كرم، وقد أصبحا رمزاً للقداسة والبطولة، وهذا فخر مطلق لإهدن وللكنيسة المارونية وللبنان”.

وتكشف فرنجيه: “كنا نعلم منذ أشهر عدة بمواعيد تطويب البطريرك الدويهي في 2 آب في بكركي وفي 3 آب في إهدن، حيث سيُقام قداس الشكر، وقد طُلب منا تجهيز مسرح إهدنيات لهذه المناسبة ليُقام فيه القداس الشعبي، وعليه قدّمنا موعد إهدنيات، من منتصف آب إلى منتصف تموز، ليتسنّى لنا تجهيز المكان كما يجب ليليق بالقداس الإلهي الذي يُتوقع أن يشارك فيه الآلاف من كل لبنان، والذي سنضع لإنجاحه كل إمكانياتنا وخبراتنا في التحضير والتنظيم والتنسيق وإدارة السير والطرقات في البلدة، علماً أنّ فريق “إهدنيات” سيكون مجنّداً وفي أعلى الجهوزية كعادته في انتظار الحدث الكبير”.

 

 

عن عشرينيات “مهرجان إهدنيات الدولي”

لا يمكن سؤال ريما فرنجيه عن نسخة “إهدنيات” الأحب إلى قلبها أو الفنان المفضّل لديها أو الحفلة الأهم، فهي تساوي سنوات المهرجان العشرين ببعضها من حيث التميز والفرادة والبريق والأثر، وفي هذا السياق تقول لـ”الجمهورية”، إنّ المهرجان بالنسبة لها يشبه باقة من الورود الملوّنة، ولكل وردة لون ورائحة وطعم ورمزية. وهنا يكمن جمال هذه الباقة وحلاوتها.

 

 

وعن فيرا والحسّ الفني؟

تكشف فرنجيه عن الحسّ الفني لابنتها فيرا التي تشاركها اختياراتها بالنسبة للحفلات الشبابية في “إهدنيات”، لافتة إلى أنّ فيرا تجيد العزف على البيانو والغيتار وتمارس هواية الرسم وقد ساعدتها في اختيار حفل الليلة الأخيرة الذي خُصّص لأبناء جيلها من خلال سهرة Dancing moon وهي سهرة مخصّصة للـ gen Z و generation alpha بعدما لاقت رواجاً واستحساناً السنة الفائتة من قبل أبناء جيلها. وتقول إنّ فيرا سيكون لها بالطبع في المستقبل دورٌ أكبر، أما بالنسبة لمتابعتها اليوميّات السياسية فتكشف فرنجيه بأنّ فيرا مدركة للجو العام لكنها عملياً بعيدة من الأجواء اليومية السياسية وتركيزها الكامل على دراستها.

 

من يجالس ريما فرنجيه يستمتع بحديثها عن تفاصيل يوميّاتها مع أبناء إهدن وروحهم الجميلة، وقد أصبحوا عائلة واحدة. وحين نكشف لها بدورنا ما يقول عنها أبناء البلدة وكيف استطاعت التربّع ملكةً في قلوبهم، وكيف يليق بها لقب سيدة أولى ومن دون منازع! تبتسم متأثرة وتصمت… فنسألها بدورنا: هل ستكون ريما فرنجيه سيدة أولى وملكة دون منازع أيضاً في قصر بعبدا؟

تضحك للسؤال الأخير وتجيب: “أكنّ محبة كبيرة لكل الزغرتاويين وأبادلهم المشاعر ذاتها، وأعترف أنني أحببتهم قبل معرفتي بهم بفضل محبتي لسليمان فرنجيه”. وتختم: “لبنان بحاجة إلى ورشة عمل حقيقية نتشارك فيها جميعاً، لنتجاوز معاً موحّدين كل التحدّيات. وأنا جاهزة لأجلهم للعمل في جميع الأماكن” ..