Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر June 13, 2018
A A A
مَنْ سيحظى بشرف تنظيم مونديال 2026؟
الكاتب: أ ف ب

يدخل السباق نحو استضافة كأس العالم في كرة القدم 2026 مرحلته الحاسمة، مع تصويت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي «الفيفا»، اليوم الأربعاء، على الاختيار ما بين الملف المغربي من جهة، والملف المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وبعد مصادقة لجنة التقييم التابعة لـ «الفيفا» في الأول من يونيو الجاري على الملفين، يدخل 207 عضوا في الاتحاد (كامل أعضائه الـ 211 ما عدا الدول الأربع المرشحة) في عملية تصويت عشية انطلاق مونديال روسيا 2018.

وسيكون الأعضاء أمام خيار بين ملف مغربي طموح يسعى الى إقامة مونديال في القارة السمراء للمرة الثانية بعد جنوب افريقيا 2010 معوّلا على دعم قاري و«جغرافي»، وملف للقارة الأميركية يستند الى بنية تحتية جاهزة وخبرة في تنظيم الأحداث الكبرى.

وصب تقرير لجنة التقييم لصالح الملف المشترك، اذ نال علامة 4,0 من أصل 5، في مقابل 2,7 من 5 لصالح ملف المغرب الساعي للمرة الخامسة الى استضافة المونديال، علما بأن نسخة 2026 ستشهد مشاركة 48 منتخبا بدلا من 32 حاليا.

ومنحت لجنة التقييم ملف المغرب الضوء الأخضر لمواصلة السباق، على رغم شوائب أبرزتها في تقريرها، منها «مخاطر مرتفعة» في بعض المجالات لاسيما الملاعب التي يحتاج معظمها الى بناء من الصفر، والاقامة والنقل.

في المقابل، يبدو الملف الثلاثي عرضة لتأثير رياح سياسية، لاسيما الدعم الذي وفره الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصولا الى حد تلويحه بمعاقبة الدول التي لا تصوت لهذا الملف الذي يعرف باسم «يونايتد 2026». وكرر مسؤول الملف رئيس الاتحاد الأميركي للعبة كارلوس كورديرو الدعوة الى فصل السياسة عن الملف. وقال من العاصمة الروسية: «نؤمن بقوة ان هذا القرار سيتخذ على أساس الاستحقاق. الأمر لا يتعلق بالأمور الجيوسياسية، نحن نتحدث عن كرة القدم وما هو في العمق، في نهاية المطاف، الأفضل لصالح كرة القدم ومجتمع كرة القدم».

وكانت الولايات المتحدة التي سبق لها استضافة المونديال عام 1994، قد خسرت لصالح قطر في السباق لاستضافة مونديال 2022، والذي شابته اتهامات واسعة بالفساد والرشى.

المغرب يخوض معركة الاستضافة مع «التحالف الثلاثي»

أما المغرب، ففشل أربع مرات في تحقيق حلم استضافة العرس العالمي (1994 و1998 و2006 و2010)، ويعوّل في ملفه على الافادة من القرب الجغرافي من القارة الأوروبية.

وفي حين تشير التقارير الى ان رئيس «الفيفا»، السويسري جاني انفانتينو يميل بشكل كبير الى تفضيل الملف المشترك، لم يخفِ رئيس الاتحاد الافريقي أحمد أحمد دعمه للملف المغربي وطلبه من مختلف دول القارة دعمه. رغم ذلك، يتوقع ان يثير الترشيح انقساما بين الدول الافريقية، لاسيما منها الناطقة بالإنكليزية، مثل ليبيريا وجنوب افريقيا اللتين أعلنتا دعم الملف الثلاثي.

وتشير التقارير الى ان تفضيل انفانتينو للملف الثلاثي نابع من اقتناعه بنوعية المنشآت والملاعب التي يطرحها الملف المشترك، اضافة الى اعتباره ان تنظيم مونديال يشارك فيه 48 منتخبا يحتاج الى «دول كبيرة لم يسبق لها أن نظمت المونديال، على غرار الصين او الهند أو الى اتحادات من عدة دول» إذ من أجل «تغطية النفقات يجب أن يكون عدد الدول كبيرا».

وفي ايار الماضي، وعد مسؤولون عن ملف الترشيح المشترك بتحقيق أرباح قياسية تتخطى عشرة مليارات دولار، في ما بدا انها محاولة لجذب الدول الأعضاء للاقتراع لصالحهم.

في المقابل، أبدى رئيس لجنة الترشيح المغربية مولاي حفيظ العلمي في تصريحات سابقة لوكالة «فرانس برس»، ثقته بقدرة بلاده على التنظيم.

ويعتزم المغرب الاستضافة على 12 ملعبا (من أصل 14 مقترحة) في 12 مدينة، منها خمسة ملاعب جاهزة سيتم تجديدها، على ان يتم بناء الأخرى. في المقابل، يعول الملف الثلاثي على 23 مدينة ضمن لائحة أولية (بما في ذلك 4 مدن كندية و3 مكسيكية)، على ان تتضمن اللائحة النهائية 16 مدينة بملاعب بمعدل طاقة استيعابية 68 الف متفرج «مبنية وعملية».

وستتم عملية اختيار البلد المضيف لمونديال 2026 للمرة الأولى من قبل أعضاء «الفيفا»، بعدما كان الأمر يقتصر على أعضاء اللجنة التنفيذية التي تتألف من 24 عضوا. وأتى هذا التعديل في عهد انفانتينو الذي انتخب رئيسا لـ «الفيفا» مطلع 2016، على خلفية شبهات الفساد والرشى حول عمليات منح سابقة لاستضافة كأس العالم، لا سيّما روسيا 2018 وقطر 2022.

كيف تتم عملية التصويت؟
تقوم الجمعية العمومية «كونغرس» الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، اليوم الأربعاء، بالتصويت على اختيار البلد المضيف لمونديال 2026، بين المغرب من جهة، وملف مشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وسيقوم «الفيفا» بنشر نتائج التصويت عبر موقعه الالكتروني، علما بأن التعديلات على نظام التصويت أقرّت بعد سلسلة اتهامات بالفساد والرشى في عمليات تصويت سابقة.

وهذه التعديلات أقرّت في عهد رئيس «الفيفا» الحالي السويسري جاني إنفانتينو الذي انتخب على رأس المنظمة الكروية العالمية مطلع العام 2016، بعد سلسلة من الفضائح التي هزّت كرة القدم وأدت الى الاطاحة برؤوس كبيرة أبرزها الرئيس السابق السويسري جوزيف بلاتر.

وبحسب أنظمة «الفيفا»، سيكون الأعضاء أمام ثلاثة خيارات لدى التصويت: الملف المغربي، الملف الثلاثي المشترك، أو رفض الملفين والمطالبة بعملية ترشيح جديدة. ونظرا لوجود ملفي ترشيح فقط، يفوز الملف الذي ينال الغالبية المطلقة (أكثر من 50 في المئة) من الأصوات.

وفي حال نيل خيار «عملية ترشيح جديدة» الغالبية، سيؤدي ذلك عمليا الى رفض الترشيحين وقيام «الفيفا» بالطلب من الأعضاء الراغبين (باستثناء المرشحين الأربعة) التقدم بطلبات ترشيح للاستضافة.

ثمة احتمال آخر، هو ألّا ينال أي من الاحتمالات الثلاثة الغالبية، وعليه يتم الآتي: في حال كان عدد الأصوات لصالح «عملية ترشيح جديدة» أكبر من عدد الأصوات لصالح الملفين مجتمعا، يرفض ملفا الترشيح ويتم اعتماد إطلاق عملية ترشيح جديدة أيضا. أما في حال نال الملفان مجتمعين عددا أكبر من عدد الأصوات لعملية ترشيح جديدة، تجرى جولة اقتراع ثانية يكون الأعضاء خلالها أمام خيارين لا ثالث لهما: المغرب او الملف الثلاثي.