Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 24, 2020
A A A
ميلاد زغرتا.. فرح ومحبة وتعاون بين المغتربين والمقيمين!
الكاتب: حسناء سعادة - سفير الشمال

لن يجوع اللبناني بسبب شح الاموال، انما قد يجوع بسبب غياب الخطط الاقتصادية والرؤية المستقبلية لدى المسؤولين او بسبب جشع التجار الكبار..

هذا ما عكسته الايام القليلة التي تفصلنا عن عيدي الميلاد ورأس السنة، اذ دقت الايادي الخيرة ابواب البيوت المستورة والفقيرة حاملة معها المونة الشتوية ومستلزمات صمود العيش اليومي الى مستلزمات التعقيم والنظافة وصولا الى حلوى العيد، الا ان الايام هذه عكست ايضاً طمع البعض اذ اختفت بعض المواد الغذائية من الاسواق اما بفعل الاحتكار واما بفعل ترقب هبوط او ارتفاع سعر الدولار بعد الاعياد وانعكاساته على سعر هذه المواد، الا انه رغم ذلك اتشحت المناطق اللبنانية بمعظمها بثوب الفرح والمحبة والتعاون الانساني، ومن هذه المناطق منطقة زغرتا التي تنادى اهلها من الفاعليات السياسية والاجتماعية الى الافراد الى المغتربين لمساعدة من هم بحاجة، وما اكثرهم هذه الايام الصعبة، فتنفست المحال التجارية بعض الصعداء وكذلك العديد من العائلات التي وصلتها البحصة التي تسند الخابية في زمن القلة.

يقول احد اصحاب المحال التجارية في زغرتا انه اندهش بحجم العطاء ليس فقط من قبل الميسورين بل كان هناك ايضا فلس الارملة، كاشفاً ان العدد من الافراد كانوا يقصدون متجره من اجل تقديم حصة غذائية لعائلة مستورة لا تمت لهم بصلة ولا يريدون حتى ان يعلموا من هي هذه العائلة.

اللافت زغرتاوياً ايضاً، الخطوة المليئة بالعنفوان والكرم الزغرتاوي التي خطاها الكاتب المغترب في اوستراليا سركيس كرم والذي جيّر ريع كتابه “زغرتاويون في اوستراليا” بكامله لدعم الاسر المحتاجة في مسقط رأسه.

ويقول رئيس البيت الزغرتاوي انطونيو يمين ان مبادرة كرم لم تميز بين زغرتاوي واخر او حي واخر بل طلب ان تشمل جميع المعوزين من دون رغبة في معرفة الاسماء، كاشفاً انه سلم القيام بهذه المهمة الامانة الى البيت الزغرتاوي بالاضافة الى دعمه ايضاً بعض الجمعيات التي تعمل من اجل الخير العام.

ومثل الكرم الذي يتحلى به كرم كذلك عمد عدد من المغتربين من ابناء زغرتا الى مد يد العون، فكانت حصص غذائية من شباب وشابات زغرتاويين في قطر واميركا واوستراليا وابو ظبي وغيرها من البلدان التي ينتشر فيها اهل زغرتا.

الميلاد محبة وقد تجلت هذه المحبة بابهى صورها في زغرتا التي عادت الزحمة الى شوارعها هذه الايام لاسيما مع ساعات الليل الاولى حيث ينشط قرع الابواب ليس من قبل بابا نويل الذي كان يعجق الدنيا في مثل هذه الايام بهداياه بل من اجل تسليم الحصص من دون ان تدري اليد اليمنى ما فعلت اليسرى والله هو الذي يرى ويسمع فعسى ان يرى المسؤولون ما فعلوا بنا والى اين اوصلونا!