Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر June 23, 2022
A A A
ميقاتي رئيساً مكلفاً بعد حصوله على 54 صوتاً في الاستشارات النيابية الملزمة

أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بين الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم وحتى الساعة الواحدة. وقد توالى وصول النواب الى قصر بعبدا الذين استقبلهم الرئيس عون في مكتبه، فيما استقبل الكتل النيابية الكبيرة في صالون السفراء.

بوصعب
وبدأت الجولة الأولى مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي أوضح بعد اللقاء: “اكدت أن المرحلة التي يمر بها لبنان استثنائية وتتطلب من الجميع محاولة التفكير لتمريرها بسهولة وتأمين ما يطلبه جميع اللبنانيين والوقوف عند اهتماماتهم. وبما ان الخيارات اليوم كانت واضحة امام الجميع ولدينا مرشح هو دولة الرئيس ميقاتي إضافة الى مرشح آخر، وقد يكون لدى البعض اسماء اخرى، ولكن في الواقع إن الفرصة الاكبر موجودة اليوم لدى دولة الرئيس ميقاتي. لكن بما انه ليس هناك وضوح للمرحلة المقبلة، اي مرحلة ما بعد التكليف، اي التأليف، ومن غير المعروف الى اين نحن ذاهبون لناحية كيف ستتشكل الحكومة والشكل الذي ستكون عليه، فأنا قررت عدم تسمية أحد. ولكن أتمنى على الرئيس المكلف، وفي هذه الحالة قد يكون الرئيس ميقاتي، الاسراع بتأليف حكومة لأن الوضع لا يحتمل التأجيل، ووضع خطة اقتصادية وتنفيذ خطة التعافي المطروحة بالاضافة الى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وغيره من الامور المستعجلة والضرورية. ونتمى اعتماد المرونة بالتعاطي والتساهل بين الافرقاء كي تتشكل حكومة تلاقي مطالب اللبنانيين”.

الاعتدال الوطني
ثم استقبل الرئيس عون “تكتل الاعتدال الوطني” الذي تحدث باسمه النائب وليد البعريني فقال: “بعد اعلان التكتل بالأمس تم التشاور بين الزملاء واستمرينا حتى اخر الليل، كما تم التشاور مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ولهذا السبب، وبعد اطلاعنا على العنوان القادم على قاعدة انه ان شاء الله هناك امل باخراجنا من الازمة الراهنة، سمينا الرئيس ميقاتي. ونتمنى بعد التكليف الا يكون التأليف متأخرا لانه كلما طال التأليف كلما ذهب البلد الى انهيار اكبر”.

نواب الكتائب
بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية “كتلة نواب الكتائب” التي تحدث باسمها النائب سامي الجميل، فاوضح انه “انطلاقا من نتائج الانتخابات، حيث كان اللبنانيون واضحين برسالتهم ورغبتهم بتغيير النهج القائم، حاولنا القيام بدورنا كحزب معارض منذ اكثر من 8 سنوات لطريقة حكم البلد، باقتراح رئيس حكومة لديه نهج مختلف ورؤية مختلفة لإدارة الازمة واخراج لبنان من الكارثة التي يعيشها وهو السفير نواف سلام”.

الوطني المستقل
واستقبل الرئيس عون “التكتل الوطني المستقل” الذي اوضح باسمه النائب فريد الخازن “أن النائب ملحم طوق غائب عن الاستشارات اليوم بسبب السفر خارج البلاد وقد منح توكيلا خطيا للنائب طوني فرنجيه”، وقال: “ان التكتل الوطني المستقل يضم اربعة نواب، وقد عقدنا اجتماعا وتداولنا كثيرا بمسألة تسمية رئيس حكومة، وبعد أخذ ورد والتشاور بعمق في هذه المسألة، اتخذنا قرارا بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي. والسبب هو طبعا ليس لانه الخيار الذي يمكن الكثير من اللبنانيين من الوصول الى التغيير الذي يريدونه وربما الى أداء جديد ووجوه جديدة، وذلك ليس مذمة بالموجودين، ولكن لبنان والشعب اللبناني يطمح، كما رأينا في جو الانتخابات، الى أن تكون لدينا وجوه جديدة، وربما افضل من الذين كانوا في السابق. ولكن في الحقيقة، هناك مصلحة البلد التي تفرض تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، والذي لديه إمكانية أكثر وحظ أكبر ليتمكن من تشكيل حكومة في وقت سريع هو الرئيس نجيب ميقاتي. ونحن نتمنى ونطلق هذه الصرخة، كتكتل وطني وككتلة نيابية من على باب القصر الجمهوري، وندعو كل القوى السياسية أكانت في السلطة او المعارضة الى مد اليد والانفتاح و الخروج من التموضعات والتقوقعات السياسية التي خضنا الانتخابات على اساسها وكانت موجودة في المراحل السابقة. فليس المطلوب ابدا من اي جهة سياسية ان تتخلى عن مبادئها السياسية او خطها السياسي، لكننا نعتبر ان لا لون او تموضع سياسي للرغيف والقمح والطحين، كذلك الامر بالنسبة للكهرباء والبنزين ولقمة العيش والاقتصاد. فلا يمكن أن ينهض لبنان إلا اذا خرجت كل القوى السياسية من تموضعاتها السياسية ومدت يدها للقوى الاخرى. ونحن، من القصر الجمهوري، قصر كل اللبنانيين، وبمعزل عن موقفنا السياسي تجاهه، نمد يدنا الى كل القوى السياسية للتعاون بما يخدم مصلحة لبنان”.

وردا على سؤال للنائب ميشال المر عن انضمامه الى التكتل، قال: “ان الزملاء يشبهوننا بطريقة التفكير والاخلاق والاداء السياسي. ونحن متفقون على الكثير من المبادئ السياسية “ومتل ما الله بريد”.

اللقاء الديموقراطي
ثم التقى رئيس الجمهورية “كتلة اللقاء الديموقراطي” وتحدث باسمها النائب تيمور جنبلاط فقال: ” كتلة اللقاء الديموقراطي سمت اليوم السفير نواف سلام لتأليف الحكومة، وحتى لا نعيد الكلام الذي قلناه في السنوات الثلاث الأخيرة سنختصر اكثر اليوم. لدينا طلب واحد ونتمنى من جميع المسؤولين ان يقوموا بشيء جيد واحد قبل حصول التغيير اذا ما كان هناك من تغيير ويسهلوا تأليف هذه الحكومة. اننا ككتلة وكحزب تقدمي اشتراكي لن نشارك بهذه الحكومة لكننا سنساعد بتشكيلها”.

جمعية المشاريع
واستقبل الرئيس عون “كتلة جمعية المشاريع” التي تحدث باسمها النائب طه ناجي موضحا ان الكتلة سمت الرئيس ميقاتي. وقال: “صحيح ان الحكومة سيكون عمرها قصيرا، أي لمدة أربعة اشهر، الا انه يقع على عاتقها مهمات كثيرة سواء على صعيد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي او الملفات الملحة كالخبز والطحين والكهرباء والمياه وكل عذابات الناس بحيث اننا بحاجة الى من يرعى هذه الملفات بسرعة لان هناك وجع عام”.

الجماعة الإسلامية
بعد ذلك، التقى الرئيس عون النائب عماد الحوت الذي قال بعد اللقاء: ” في ظل العمر القصير للحكومة المفترض، اننا لا نرى اننا بحاجة، او من المناسب، ان نبدأ من الصفر، وبالتالي سمينا الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة مع بعض الملاحظات على أداء الحكومة الحالية. وتمنينا على فخامة الرئيس تسهيل تشكيل حكومة غير قائمة على محاصصة سياسية، وانما على اختصاص وكفاءات كي تكون حكومة مهمة بكل ما للكلمة من معنى كي تستكمل الحوار مع صندوق النقد الدولي وتذهب باتجاه خطة تعاف حقيقية تحفظ حقوق المودعين وتنطلق بالبلد باتجاه الطريق الصحيح”.

الوفاء للمقاومة
ثم التقى رئيس الجمهورية “كتلة الوفاء للمقاومة” التي تحدث باسمها النائب محمد رعد، فقال: “موقفنا سهل ممتنع. لبنان اليوم وأكثر من اي يوم مضى بحاجة الى حكومة تدير شؤونه ومصالحه وشؤون اللبنانيين ومصالحهم. وفي الازمات، تتطلب الواقعية والمصلحة الوطنية توفير كل الفرص وتذليل كل العقبات من اجل ان تتشكل حكومة تمارس سلطة القرار في مواجهة كل الاستحقاقات والمستجدات. وطبيعي ان شخصية الرئيس المكلف من شأنها ان تعزز من توافر الفرص المطلوبة لهذه الغاية. إن كتلة الوفاء للمقاومة، وخلال الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها السيد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون قد سمت اليوم السيد نجيب ميقاتي رئيسا مكلفا لتأليف الحكومة المرجوة، متمنية له التوفيق والنجاح وللبلاد حسن التعافي ودوام الاستقرار”.

شمال المواجهة
واستقبل الرئيس عون “كتلة شمال المواجهة” التي تحدث باسمها النائب ميشال معوض فقال: “أنا وشريكي في “شمال المواجهة” النائب عبد المسيح، سمينا اليوم القاضي نواف سلام لترؤس الحكومة. فأمام الخيارات المتاحة امامنا لمواجهة المنظومة، ومن بينها عدم التسمية، فبالنسبة الينا الموقف المبدئي انه على النواب تسمية رئيس مكلف. وأمام تسمية اسم جديد أو اسم آخر يزيد من تشتت المعارضة، فقد اعتبرنا ان القاضي نواف سلام هو الخيار الافضل من بين الخيارات المتاحة امامنا لمواجهة المنظومة”.

الجمهورية القوية
بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية “كتلة الجمهورية القوية” وتحدث باسمها النائب جورج عدوان، فقال: “ان “كتلة الجمهورية القوية” لم تسم أحدا اليوم لتأليف الحكومة. اننا لم نسم أحدا لان الكتلة كانت تحاول خلال الفترة الماضية التي فصلتنا عن صدور نتائج الانتخابات تجميع القوى التي نلتقي معها في موضوع السيادة خصوصا، وذلك كي يكون لها موقف واحد من تسمية رئيس حكومة. ومع الأسف لم ننجح في هذا الموضوع وسنظل نحاول لأننا نعتبر ان هناك إرادة الناس بوجود فريق سيادي اكثري في المجلس النيابي وان يكون لهذا الفريق القدرة على بناء الدولة كما يجب. واعتقد انه من واجباتنا كاكبر تكتل في المجلس ان يكون لدينا هذا السعي لتجميع هذه القوى. ورغم اننا لم نتمكن من ذلك، فسنكمل بهذا المسعى. وعندما لم نتمكن من هذا الامر وضعنا امام اسمين. اننا لم نختر الرئيس ميقاتي لانه وبالمواصفات والبرنامج الذي وضعناه لا نلتقي معه لا سيما في موضوع الاستمرار بتأليف حكومات تسمى حكومات وفاق وطني وتمنع المحاسبة وتحول المجلس النيابي الى مجلس مصغر في الحكومة. هذا هو احد الأسباب، الا ان هناك أسبابا أخرى لن ارددها هنا اليوم”.

السيد
ثم التقى الرئيس عون النائب جميل السيد الذي قال: “ما يجري اليوم في المشاورات المتعلقة بتكليف رئيس حكومة يذكرني بقول الشاعر “يقضى على المرء في ايام محنته بأن يرى حسنا ما ليس بالحسن”. فالعملية التي تتم اليوم سميت فيها لا أحدا، وليس ورقة بيضاء. فهي تكملة لمسار بدأ في الانتخابات ثم في رئاسة المجلس واللجان، ومن ثم اليوم في تسمية رئاسة الحكومة ومن ثم مبدئيا سيستكمل في انتخاب رئيس جمهورية جديد في تشرين. فالانتخابات فتحت فرصة للناس كي تقوم بانقلاب سياسي اذا ارادت، ولكن مع الاسف، بين الشعارات الطائفية والسياسية والاغراءات المالية وغيرها، اعادت الناس التركيبة نفسها، وهي تتحمل المسؤولية في هذا الموضوع وعادت تتكرر الصورة في مجلس النواب واليوم تتكرر في تكليف الرئيس ميقاتي، الذي ليس لدي اي شيء شخصي ضده في مفهومي الخاص ولكن، هذه رابع مرة يأتي فيها رئيسا للحكومة، وقد قال بوضوح عند استلامه الحكومة في المرة الاخيرة بأن مهمة حكومته ليست منع السقوط بل تخفيف حدة الصدام بالارض. يعني عمليا وفعليا تابعت عملية السقوط مع حكومة الرئيس ميقاتي الحالية وستكمل هذا السقوط في الحكومة الآتية”.

مراد
واستقبل رئيس الجمهورية النائب حسن مراد الذي صرح بعد اللقاء، فقال: “تشرفت اليوم بلقاء رئيس الجمهورية في اطار الاستشارات الملزمة، ونظرا لدقة المرحلة وتردي الأوضاع العامة، وضيق الوقت للحكومة المرتقبة، سمينا الرئيس نجيب ميقاتي كي يتمكن من الاستمرار في أداء مهمته على امل ان يتمكن من انجاز شيء خلال هذه الفترة الصعبة، خصوصا ان المواطن لم يعد بامكانه التحمل والصمود في ظل الغلاء المستمر ورفع الأسعار واستمرار حجز الودائع من دون وجه حق، لكي نهرب من الوصول الى اليوم الذي نستذكر فيه قول الامام علي عليه السلام “عجبت ممن لا يجد قوت يومه ان لا يخرج شاهرا سيفه”. هذا انذار فليسمعه من يعنيهم الامر”.

طالوزيان
بعد ذلك، التقى رئيس الجمهورية النائب جان طالوزيان الذي قال: “سميت الرئيس ميقاتي لاكثر من سبب، أولا من الأفضل الا يكون لدينا رئيس حكومة مكلف ورئيس حكومة تصريف اعمال بل رئيس حكومة واحد، وثانيا، جميعنا يعلم انه اذا كنا نعتبر اننا في بلد ديموقراطي، فان هذه الحكومة يجب ان تؤلف غدا او بعده كاقصى حد وسيكون عمرها قصيرا جدا لأننا امام استحقاق الانتخابات الرئاسية الذي يبدأ قبل شهرين من انتهاء الولاية الرئاسية، ومن الأفضل الا تأتي حكومة جديدة يكون عليها ان تدرس الملفات من جديد، وقد يكون الرئيس ميقاتي وبحكم وجوده على رأس حكومة تصريف الاعمال قادرا على تأليف حكومة مع تعديل معين على الحكومة الحالية”.

مخزومي
والتقى الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي الذي قال: “لم اسم أحدا لان الخيارين المطروحين لا يمثلان لا قناعاتي ولا قناعة الناس الذين انتخبونا. في السابق، سميت السفير نواف سلام مرتين لكننا لم نسمع بعد تسميته موقفا صريحا وواضحا منه في ما يتعلق بموضوع السلاح، الخطة الانقاذية، إعادة أموال المودعين، موضوع الكهرباء.. كما انه بالنسبة لي، فان فرض شخص من الخارج لموقع رئاسة الحكومة وهو لا يقيم مع اهله ولم يخض الانتخابات النيابية وليست لديه قاعدة شعبية، لا يمثل امنياتنا لهذا الموقع. اما في ما يتعلق بنجيب ميقاتي، فجميعنا يعلم انه يمثل المنظومة، وانه وباعادة تكليفه، فان هذه المنظومة تعود لتفرض نفسها. ان هذا الامر ليحزننا حقا وبموجب قناعاتي حاولت خيار الورقة البيضاء و لو كانت هناك وحدة كلمة على اسم نواف سلام لكننا سميناه وتغاضينا عن معارضتنا له. لكن وبما انه ليست هناك من معارضة واحدة، وهنا أتمنى ان تتوحد المعارضة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، لان المطلوب اليوم هو شخص لديه كفاءات اقتصادية ويعيش معنا ويعرف اوجاعنا ومشاكلنا، لا ان تكون العملية في النهاية تكريما له في هذا الموقع”.

سعد
والتقى الرئيس عون النائب أسامة سعد الذي قال: “ان استحقاق اليوم هو محطة في الاتجاه المعاكس. استحقاق اليوم، الفاشلون عائدون الى السلطة وإن على خراب مؤسسات الدولة. لبنان في ظروفه الصعبة يحتاج الى مسار آخر. مسار لم تتوفر بعد موازينه وشروطه وان توفرت رجالاته. لسنا قادرين على انتزاع مناصب لا تسمح بها موازين القوى الآن. ليس امامنا الا تصعيد النضال ضد حكام العار والقهر والفساد والاذلال. ليس امامنا الا ان نسعى الى معادلات قوة جديدة وذلك ليس ببعيد. في المجال العام كفاءات قادرة، المجال السياسي الراهن لا يسمح لها بأدوار في مراكز السلطة. للمواقف المبدئية والواقعية والصريحة أهمية وضرورة وصدقية في الظروف الاستثنائية والخطيرة لذلك لن أسمي اليوم أحدا”.

البزري
والتقى الرئيس عون النائب عبد الرحمن البزري الذي قال: “ابلغنا فخامة الرئيس اننا لن نسمي أحدا لتاليف الحكومة، وهذا الموقف ناجم عن قناعتنا بان المشروع الإصلاحي والتغييري لم يكتمل فصولا بعد وليس هناك من ورقة عمل موحدة كي نسير بها. كما ان نهج الرئيس ميقاتي نعرفه ولسنا بموافقين على ما يحصل. اما السفير سلام فمع تقديرنا الشديد له لا نعرف ما هو مشروعه، لذلك ارتأينا الا نسمي أحدا في الاستشارات”.

الضاهر
واستقبل رئيس الجمهورية النائب ميشال الضاهر الذي قال: “لم اسم أحدا. اليوم معروف ان النتيجة ستكون لصالح ميقاتي ولدي اعتراض عليه في ما خص خطة التعافي، لان الخطة التي اعدها هي خطة “امشي حافي” وليست خطة تعاف ولدي العديد من الملاحظات عليها ولا اريد ان احمل ضميري بالتصويت له”.

أضاف: “برأيي ان هذا البلد غير “راكب متل ما هو ماشي” وارى ان النظام فيه عمودي وأتمنى ان نجلس جميعا سويا كي ندرس خطة انقاذية لأننا بحاجة للاخلاص لنتوصل للخلاص”.

الصمد
والتقى رئيس الجمهورية النائب جهاد الصمد الذي قال: “إزاء تشظي التمثيل السياسي لأهل السنة نتيجة للقرار الذي فرض على دولة الرئيس سعد الحريري، ولأنني اعتقد ان مظلومية قد لحقت به انعكست على الحضور السياسي للطائفة السنية في النظام السياسي والشراكة الوطنية، ولأنني لا ازال اعتقد ورغم غيابه انه الاكثر تمثيلا لطائفته، لذا اودعت لدى فخامة الرئيس اسم دولة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة”.

مشروع وطن الانسان
ثم التقى الرئيس عون “كتلة مشروع وطن الانسان” التي تحدث باسمها النائب نعمة افرام فقال: “تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس، وكتلة مشروع وطن الانسان، وتحدثنا بالاولويات وبأوجاع الناس التي تزيد كل يوم، كأوضاع تعاونية موظفي الدولة اللبنانية العاطلة عن العمل اليوم بشكل نهائي، والضمان ووزارة الصحة، والاستحقاقات الأخرى الآتية وخصوصا في فصل الشتاء على كل عائلة في لبنان، إضافة الى التفاوض مع صندوق النقد الدولي والتفاوض غير المباشر حول الحدود البحرية الجنوبية. وكل هذه الامور تشير الى أهمية إستكمال العمل الذي بدأ، وان يكمل دولة الرئيس نجيب ميقاتي هذا العمل، ولكني كنت اتمنى ان يكون هناك عمل افضل من ذلك. ولذلك قررت كتلتنا، اي زميلي النائب الجديد عن طرابلس جميل عبود أن يسمي هو دولة الرئيس ميقاتي وأنا امتنعت عن تسمية أحد”، واوضح ان “الاتفاق بيننا واضح وليس هناك اي خلاف”.

ثم استؤنفت الجولة الثانية من الاستشارات النيابية الملزمة عصر اليوم التي كان بدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا. واختتم شريط الاستشارات عند الساعة الخامسة الا ربعاً عصراً، وافضى الى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة بأغلبية 54 صوتاً، وحصول السفير نواف سلام على 25 صوتاً، والرئيس سعد الحريري على صوت واحد، والسيدة روعة الحلاب على صوت واحد، وامتناع 46 نائباً عن التسمية، وغياب نائب واحد.

وقد ابلغ الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري بحصيلة الاستشارات، وتم استدعاء الرئيس ميقاتي الى القصر الجمهوري عند الساعة الخامسة لتكليفه. ودعا الرئيس المكلف الجميع الى “إنقاذ وطننا وانتشال شعبنا مما يتخبط فيه، لأن مسؤولية الإنقاذ مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فرد”.

أضاف: “لقد أصبحنا أمام تحدي الانهيار التام أو الانقاذ التدريجي إنطلاقا من فرصة وحيدة باتت متاحة أمامنا في الوقت الحاضر.”

وشدد على “ضرورة التعاون مع مجلس النواب، لاقرار المشاريع الاصلاحية المطلوبة قبل إستكمال التفاوض في المرحلة المقبلة لانجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد لانه من دون هذا الاتفاق لن تكون فرص الانقاذ التي ننشدها متاحة، فهو المعبر الأساس للانقاذ، وهذا ما يعبّر عنه جميع اصدقاء لبنان الذين يبدون نية صادقة لمساعدتنا”.

سلوم
وكان شريط الجولة الثانية من الاستشارات قد استُهل عند الثانية والنصف من بعد الظهر، بلقاء الرئيس عون النائب فراس سلوم الذي قال بعد اللقاء: “بسبب انحسار الخيارات باسمين فقط هما الرئيس نجيب ميقاتي والسفير نواف سلام، وبما ان برنامج السفير سلام غير معروف، ورغم قناعتي بالتغيير، قررت ان اسمي ابن طرابلس دولة الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة. الا ان هذا التكليف لا يعني بالضرورة منح الثقة للحكومة العتيدة، لان ثقتي سترتبط بأمرين: البرنامج الإصلاحي للحكومة للنهوض بالبلد، والثاني وهو الأهم، تمثيل الطائفة الإسلامية العلوية في الحكومة اسوة بباقي مكونات الوطن”.

مسعد
ثم استقبل رئيس الجمهورية النائب شربل مسعد، الذي قال بعد اللقاء: “كنا اليوم امام خيارين اما ان نسمي دولة الرئيس نجيب ميقاتي، او الأستاذ نواف سلام. بالنسبة إلي، الرئيس ميقاتي هو ضمن المنظومة التي فشلت في إدارة الازمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وهناك امر آخر اود تذكير الجميع به، وهو جريمة تفجير مرفأ بيروت، والحكومة الموجودة حاليا مقصرة في الكشف عن المجرمين ومحاسبة الفاعلين والمقصرين في هذه الجريمة. من هذا المنطلق لن اسمي نجيب ميقاتي”.

أضاف: “اما في ما يخص نواف سلام، ومع احترامي الكامل لشخصه، لم اسمع بأي مشروع طرحه لإنقاذ البلد من ازمته الاقتصادية والاجتماعية، لذا لن اسميه أيضا، وبالتالي لن اسمي أحدا لرئاسة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، واتمنى التوفيق للجميع.”

الحشيمي
واستقبل الرئيس عون النائب بلال الحشيمي الذي توجه الى الإعلاميين بالقول: “سميت الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة وتمنيت على فخامة الرئيس أن تتشكل الحكومة في اسرع وقت ممكن. وقد سميت الرئيس ميقاتي لأن هناك خطة اقتصادية للنهوض وخطة لها علاقة بالصندوق الدولي كانت تعمل عليها الحكومة، واعتقد ان الأشهر الثلاثة المتبقية غير كافية لتسمية شخصية غير الرئيس ميقاتي”.

السكاف
بعدها، استقبل الرئيس عون النائب غسان السكاف الذي قال: “بما ان الناخب اللبناني قد ابدى رغبة صريحة في انبثاق سلطة جديدة مستقبلة وخارج نغمة المحاصصة، تعطي دفعاً لمفهوم الدولة والمواطنة، وبما اني لا اؤمن بالورقة البيضاء، ولا باللاتسمية، قررت تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة. انا لم اسمّ شخص نواف سلام، فأنا لا اعرفه، بقدر ما سميت الرمز الذي يمثله كشخصية جديدة تتمتع باستقلالية وبمصداقية محلية ودولية. ربما لن يتم تكليف السفير سلام، ولكن العمل الإصلاحي والتغييري هو عمل تراكمي يجب ان يبدأ في مكان ما وربما نؤسس اليوم لمرحلة ما بعد انتخابات رئاسة الجمهورية. نحن اليوم بحاجة الى حكومة طوارئ انقاذية لتحقيق إنجازات سريعة تحاكي اوجاع الناس وتمنع تفكك الدولة وزوال البلد، والا فلنذهب الى انتخابات رئاسية مبكرة”.

مطر
ثم استقبل الرئيس عون النائب إيهاب مطر الذي صرح بعد اللقاء: “بعيداً عن البازارات الشعبوية والنكايات ولان البلد يحتاج الى صيغة جديدة ودم جديد، وتشكيل الحكومة يحتاج الى تكليف رئيس حكومة وفق الدستور لا وفق منطق المحاصصات والشروط المسبقة، ولانني ارفض الصيغ التي تحوّل رئيس الحكومة الى باش كاتب غب الطلب، وايماناً مني بالمرأة ودورها، أبلغت فخامة الرئيس بتسمية الدكتورة روعة حلاب، لما تملك من صفات وقدرات تتناسب مع حاجة البلاد. ان هذا الموقع ليس لتصفية الحسابات ولا صندوق بريد للبازارات، ونتمنى التوفيق للرئيس المكلف في مهامه، لان الشعب “قرفان وما بقا يحمل تعطيل”.

بدر
واستقبل الرئيس عون النائب نبيل بدر الذي قال: “قناعة منا بضرورة تشكيل حكومة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، ارتأينا تسمية دولة الرئيس نجيب ميقاتي لان يكون رئيساً للحكومة اللبنانية المقبلة. نعلم ان الأكثرية تطالب بالتغيير، ولكننا نرى انه لا إمكانية اليوم لذلك، لا بل هناك انتفاء لوصول مرشح تغييري وتشكيل حكومة في هذه المرحلة، وبالتالي اعطينا الفرصة للشخصية التي تملك الدراية الكاملة بالملفات الحساسة التي نواجهها حالياً، وبالأخص ملف ترسيم الحدود وصندوق النقد وخطة النهوض. التغيير الحقيقي سوف يبدأ عند انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

تجمع نيابي
واستقبل الرئيس عون عدداً من النواب دخلوا الى اللقاء معاً وهم: إبراهيم منيمنة، بوليت ياغوبيان، سينثيا زرازير، ملحم خلف، وضاح الصادق، رامي فنج، ميشال الدويهي، حليمة قعقور، مارك ضو، نجاة عون، الياس جراده، ياسين ياسين وفراس حمدان الذي تحدث باسم هؤلاء النواب فقال: “بدأنا حديثنا مع السيد رئيس الجمهورية بالتذكير ان 80 بالمئة من اللبنانيين تحت خط الفقر، وان قطاعات التعليم والطبابة والكهرباء والماء والمرافق العامة تنازع، وان حقوق اللبنانيين والمقيمين باتت من الكماليات غير المتوفرة الا لقلة قليلة من الناس، وان اللبنانيين باتوا محرومين من ابسط مقومات العيش الكريم يصارعون على مدار الساعة من اجل تأمين اساسيات الحياة. ومن هذا المنطلق، قلنا لرئيس الجمهورية انه من غير المقبول الاستمرار بنفس النهج ونفس الوجوه التي أوصلت البلاد الى ما اوصلتها اليه. ومن هنا، قلنا لرئيس الجمهورية ان تأمين الأكثرية لتكليف نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة هو استمرار للنهج التحاصصي الذي أدى الى انهيار البلد وتدمير أحلام اللبنانيين واللبنانيات.
لذلك، ورفضا لمنطق المحاصصة والمقايضة والمساومة على حقوق اللبنانيين، كل اللبنانيين، فقد سمى عشرة أعضاء من التكتل القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة، والاسماء هي: ملحم خلف، بولا يعقوبيان، مارك ضو، رامي فنج، وضاح الصادق، ياسين ياسين، إبراهيم منيمنة، فراس حمدان، وميشال دويهي وقد امتنع ثلاثة أعضاء عن التسمية وهم سينيتا زرازير وحليمة قعقور والياس جرادة. وقد اتفقنا على ان تكون اولويات الحكومة كالتالي:

كبارة
واستقبل بعدها الرئيس عون النائب عبد الكريم كبارة، الذي ادلى بعد اللقاء بالتصريح التالي: “نعيش اليوم ظروفا صعبة جداً، وللأسف ليس هناك حلول، او تعاون للوصول الى هذه الحلول. واستغرب كيف ان هناك كتلا نيابية تدعي السيادة وتتخلف عن دورها او تقاطع، واستغرب كذلك كيف ان هناك كتلا نيابية تتسابق لحجز مكانها في الحكومة، وتفرض أيضا شروطا، يبنما المطلوب من الجميع ان يكونوا ضمن ورشة عمل وطنية انقاذية رأفة بالشعب الذي يتعذب كل يوم. انتخبت نائبا منذ شهر ونصف، وتفاجأت بما اراه، واذا كانت الأمور ستكمل بهذا المنوال فالله يعين البلاد. لذا ايمانا مني بضرورة استكمال الخطوات التي بدأتها الحكومة الحالية، سمّيت الرئيس نجيب ميقاتي الذي اعتقد انه الاقدر على قيادة المرحلة الراهنة.”

كتلة التنمية والتحرير
ثم استقبل الرئيس عون تكتل “التنمية والتحرير” برئاسة الرئيس نبيه بري، وبعد اللقاء، انتقل الرئيس بري الى قاعة جانبية، قبل ان يتحدث النائب ميشال موسى باسم الوفد الى الإعلاميين، فقال: “انطلاقاً من بيان كتلة التنمية والتحرير الذي اجتمع بالأمس، والذي ركّز على النهج الذي يجب ان يتّبع من حكومة تصريف الاعمال او الحكومة الجديدة، لا سيما لجهة الازمات والاستحقاقات القادمة وبصورة خاصة الحفاظ على حقوق المودعين واستعادة الثقة بلبنان، سمّت كتلتنا الرئيس نجيب ميقاتي”.

تكتل “لبنان القوي”
بعدها، استقبل رئيس الجمهورية أعضاء تكتل لبنان القوي، وتحدث بعد اللقاء النائب جبران باسيل باسم التكتل فقال: “اعتمدنا في التيار الوطني الحر خيار عدم التسمية. نحن لسنا مع تسمية دولة الرئيس ميقاتي لاسباب عدة شرحتها في الاعلام، ولكن سأذكر أهمها، ومنها ما عبَر عنه دولة الرئيس بنفسه حول صعوبة تشكيل حكومة جديدة في هذا الوقت الضيق، وصعوبة تحقيق أمور نعتبرها أساسية في المرحلة المقبلة، تتعلق بمصرف لبنان والتحقيق بانفجار المرفأ، وبالاصلاحات وخطة التعافي، والامر المستجد الأخير المتعلق بالحدود البحرية. اذاً، مقولة تمرير الأشهر الأربعة المقبلة قبل الاستحقاق الرئاسي، والتكلم بعدها بالامور الجدية لا تصح، لأن الوقت داهم والأوضاع الاقتصادية صعبة والانفجار الاجتماعي خطير وجدي، ولا يمكننا ان نتعاطى مع هذه المرحلة من منظار تمرير الأشهر الأربعة المقبلة، ولا اعتقد ان البلد بامكانه ان يتحمل ذلك. واعتقد انه بإمكاننا ان نفصل جيدا بين استحقاق رئاسي مقبل بعد أربعة اشهر وأوضاع الناس الملحة حاليا”.

 

كتلة نواب الأرمن
واستقبل الرئيس عون وفد كتلة نواب الأرمن، وتحدث باسمهم النائب آغوب بقرادونيان بعد اللقاء، فقال: ” امام المسؤولية الكبيرة اليوم وعلى ابواب الاستحقاق الرئاسي الذي نريده ضمن المهلة الدستورية حتى 31 تشرين، ونظرا للظروف الكارثية السائدة في البلد والمستقبل الغامض امام المواطن، وحرصا منا على ضرورة الغوص في الإصلاحات والمفاوضات مع المعنيين في الخارج، على الأقل في الأشهر المتبقية الى انتخاب الرئيس، ورغم بعض المآخذ على عمل الحكومة المستقيلة وملاحظات عديدة واساسية حول خطة التعافي الاقتصادي، ومع اننا لم نسم الرئيس ميقاتي في حينه لتشكيل الحكومة، انما اليوم وفي غياب المنافسة المتكافئة بين المرشحين لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء، ومع ادراكنا للواقع الأليم وضرورة افساح المجال لامل ولو ضئيل، قررنا في كتلة نواب الأرمن تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة وبسرعة قياسية، من دون الوقوع في مطبات التشكيل والشروط والشروط المضادة”.

النائب يحيى
واختتم الرئيس عون شريط الاستشارات النيابية باستقبال النائب محمد يحيى الذي قال: “في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، وخصوصا منها الحياتية، ونظرا الى مساعي الحكومة او التفاوض مع البنك الدولي، ووجوب امتلاك بعض الخبرة وامتلاك نقاط معينة للقيام بهذا الامر، وفي ظل هذا التوجه نظرا للظروف الذي تمر به البلاد والوقت القصير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فقد سميت الرئيس نجيب ميقاتي”.

بيان التكليف
بعدها، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير البيان التالي: “عملا بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، أجرى السيد رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الخميس الواقع فيه 23 حزيران 2022، وبعد أن تشاور مع السيد رئيس مجلس النواب، وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى السيد رئيس الجمهورية عند الساعة الخامسة السيد محمد نجيب ميقاتي لتكليفه تشكيل الحكومة.
بعبدا في 23/6/2022”.

وفي ما يأتي نتائج الاستشارات:
– محمد نجيب ميقاتي: 54 نائبا
– نواف سلام: 25 نائبا
– سعد الدين الحريري: نائب واحد
– روعة حلاب: نائب واحد
– عدم تسمية: 46 نائبا
– غياب: نائب واحد
وعلى الأثر، اطلع الرئيس عون رئيس مجلس النواب على حصيلة الاستشارات، وسلمه كتابا رسميا بها.

لقاء ثلاثي
وعند الساعة الخامسة، وصل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا، لينضم الى لقاء الرئيس عون والرئيس بري الذي اطلعه على نتائج الاستشارات وعلى تسميته رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة. بعدها، غادر رئيس مجلس النواب القصر من دون الادلاء بأي تصريح.

تصريح الرئيس المكلف
وبعد انتهاء اللقاء مع الرئيس عون، ادلى الرئيس المكلف ميقاتي ببيان قال فيه: “بداية أقول شكرا لمن سماّني. وشكرا أيضا لمن لم يزكّني، لانهم جميعا مارسوا دورهم بكل ديموقراطية. هذا التكليف الجديد يحمّلني اليوم مسؤولية مضاعفة، ولكن تبقى الثقة الملزمة للجميع من دون استثناء لها عنوان واحد هو التعاون. فلنتعاون جميعنا اليوم على إنقاذ وطننا وانتشال شعبنا مما يتخبط فيه، لأن مسؤولية الإنقاذ مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فرد.
بكل صدق وإخلاص وتجرّد أمدّ يدي إلى الجميع من دون إستثناء، بارادة وطنية طيبة وصادقة”.

أضاف: “الوطن بحاجة اليوم إلى سواعدنا جميعا. لن تنفعنا حساباتنا ومصالحنا وانانياتنا اذا خسرنا الوطن.
المهم اليوم أن نعي أن الفرص لا تزال سانحة لإنقاذ ما يجب إنقاذه. نحن قادرون معا على إنتشال البلد من أزماته.
المهم أن نضع خلافاتنا واختلافاتنا جانبا وننكب على إستكمال الورشة الشاقة التي تتطلب أن نضع أمامنا انقاذ شعبنا ووطننا كهدف واحد اوحد . لم نعد نملك ترف الوقت والتأخير والغرق في الشروط والمطالب. أضعنا ما يكفي من الوقت وخسرنا الكثير من فرص الدعم من الدول الشقيقة والصديقة، التي لطالما كان موقفها واحدا وواضحا ساعدوا انفسكم لنساعدكم”.

وتابع: “لقد أصبحنا أمام تحدي الانهيار التام أو الانقاذ التدريجي إنطلاقا من فرصة وحيدة باتت متاحة أمامنا في الوقت الحاضر. على مدى الاشهر الماضية دخلنا باب الانقاذ من خلال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ووقعّنا الاتفاق الاولي الذي يشكل خارطة طريق للحل والتعافي، وهو قابل للتعديل والتحسين بقدر ما تتوافر معطيات التزام الكتل السياسية، وعبرها المؤسسات الدستورية، بالمسار الاصلاحي البنيوي. وفي هذا الصدد علينا في اسرع وقت التعاون مع المجلس النيابي الكريم لاقرار المشاريع الاصلاحية المطلوبة قبل إستكمال التفاوض في المرحلة المقبلة لانجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد وبدء مسيرة التعافي الكامل”.

وأردف: “اليوم أكرر القول إنه من دون الاتفاق مع صندوق النقد لن تكون فرص الانقاذ التي ننشدها متاحة ،فهو المعبر الأساس للانقاذ، وهذا ما يعبّر عنه جميع اصدقاء لبنان الذين يبدون نية صادقة لمساعدتنا . كما أننا في صدد استكمال الخطوات الاساسية لحل معضلة الكهرباء التي تستنزف الخزينة وطاقات الناس، وندعو الجميع للانخراط في هذه الورشة بعيدا من الشروط والاعتبارات المسبقة والتجارب التي اثبتت فشلها في تعافي هذا القطاع”.

وقال: “من هذا المكان بالذات، أدعو جميع القوى السياسية الى لحظة مسؤولية تاريخية، لحظة نتعاون فيها جميعا لاستكمال مسيرة الإنقاذ الفعلي باقصى سرعة، وبثقة كاملة من المجلس النيابي الكريم لوضع لبنان على مشارف الحلول المنتظرة”.

أضاف: “دعوتي للجميع لملاقاتنا في هذه الورشة بكل ايجابية وروح بناءة. لتتضافر كل جهودنا ولنبحث عن كل اسباب تعزيز الشراكة الوطنية وحماية الاستقرار الوطني. لنتجاوز كل اسباب الانقسامات والرهانات التي دمرت مجتمعاتنا واقتصادنا وضربت مؤسساتنا”.

وتابع: “في الختام تبقى كلمة أتوجه بها الى أبناء وطني.ثقتي كبيرة بكم أنتم الذين لم تقهركم شدّة، ولم تهزمكم المحن والشدائد رغم كل ما مرّ على هذا الوطن عبر تاريخه. بتعاوننا جميعا نصنع من الضعف قوة، معا عقدنا العزم على النهوض، لأننا مؤمنون بأن لا خلاص لوطننا إلا بتكاتفنا وتآزرنا”.

وأردف: “هذا اللبنان، الذي يستأهل منا كل تضحية ممكنة، لن نتركه ينهار. أمامنا عمل كثير، ولا وقت نضيّعه. نظرة واحدة ، ولو سريعة الى بعض الايجابيات في هذه الايام مع بدء فصل الصيف تكفي لإعادة الأمل بأن لبنان لن يموت، وهو سيتغلب على محنه”.

وختم: “أكتفي بهذا سائلا المولى عزّ وجلّ ان يسدد خطانا لما فيه رضاه، ولما فيه خير لوطننا الحبيب لبنان”.