Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 22, 2024
A A A
“ميزان من ذهب” على ضفاف “بنشعي”!
الكاتب: مرسال الترس

كتب مرسال الترس في “الجريدة”

كثيرون من أهل السياسة، ولا سيما منهم الطامحون للوصول الى كرسي قصر بعبدا، أغاظهم إعلان رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجيه أنه ما زال مرشحاً لانتخابات رئاسة الجمهورية، فيما المناصرون للتيار وشرائح عديدة من اللبنانيين وصفوا الكلام الذي نطق به “أبو طوني” بأنه تم وزنه بميزان من ذهب، وتحديداً إزاء مواصفات رئيس الجمهورية الذي يُفترض أن يكون جالساً على أعلى كرسي يخص الطائفة المارونية في الجمهورية اللبنانية، أو لجهة الوضع المستجد في الجارة الشقيقة سوريا… من دون أن يقارب علاقته بالمقاومة في لبنان سابقاً ومستقبلاً من قريب أو بعيد!

فقد خلط فرنجيه الأوراق من جديد في الاستحقاق الرئاسي، بإعلانه استمرار ترشيحه، ووجه أكثر من رسالة إلى من يعنيهم الأمر في الداخل، ولاسيما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أوفد إليه مؤخراً من يفاوضه على الأسماء، فكانت أجوبته حازمة، وبما يشير الى أن “زمن الأول قد تحوّل”.

وكانت ملفتة إشارته الجازمة إلى “شخصية رئاسية من طينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، فهو رغب بتحريك عواطف الطائفة السنية التي بات معظم نوابها يعزفون على أوتار متعددة، من دون أن يكون أمامهم ذلك الرئيس الواسع الأفق، والقادر على اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة لإنتشال البلد من الهوة التي هو فيها.

تجاهل الخوض في موضوع المقاومة سابقاً ومستقبلاً، لأن ما سيأتي لا يرتبط إطلاقاً بما كانت عليه العلاقة الوثيقة مع سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله.

أما في الموضوع السوري الذي انقلب رأساً على عقب، فلم يشأ الخوض في ما كانت عليه علاقته المتجذرة به، أو ما ستكون عليه مستقبلاً، من منطلق أنه مختلف بتعاطيه السياسي عن معظم الشخصيات اللبنانية القادرة على نقل البندقية من كتف الى أخرى بين ليلة وضحاها. الأمر الذي أكسبه احترام الخصوم قبل الأصدقاء.

صحيح أن فرنجيه قال ما يريد بكلمة مقتضبة بعباراتها، ولكنها مليئة بالرسائل إلى بعض الداخل الذي يرغب في الاستمرار بالامساك برقاب البلاد والعباد. وإلى الخارج الذي يرسم الخرائط وفق ما تمليه عليه مصالحه وإن كانت على حساب الآخرين.
صحيح أن كلمته كانت مقتضبة بعباراتها، ولكنها مليئة بالرسائل إلى بعض الداخل الذي يرغب في الاستمرار بالإمساك برقاب البلاد والعباد. وإلى الخارج الذي يرسم الخرائط وفق ما تمليه عليه مصالحه وإن كانت على حساب الآخرين.

واللافت أن كلام فرنجيه جاء في مرحلة حساسة جداً تسبق موعد جلسة الانتخاب بنحو 3 أسابيع ، وسط شكوك متزايدة أن الجلسة لن تخرج بالدخان الأبيض، وإنما ستفتح الباب على معطيات جديدة قد تمتد لبضعة أشهر، يكون خلالها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد تسلم سلطاته الدستورية.