Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر February 6, 2018
A A A
موناكو يتحدّى الصعاب
الكاتب: حسن زين الدين - الأخبار

رغم ابتعاده عن لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم، إلا أن موناكو يقدّم موسماً مميزاً بالنظر إلى مغادرة أبرز نجومه، وفي مقدمهم كيليان مبابي، صفوفه في الصيف الماضي. أن يكون موناكو الآن في المركز الثالث على بُعد نقطة من الثاني، فهذا غير قليل.

لم يكن الصيف الماضي عادياً بالنسبة إلى موناكو. ففي الوقت الذي كان فيه غريمه في فرنسا باريس سان جيرمان يستقبل النجم البرازيلي نيمار بمبلغ تاريخي لم تشهده الكرة سابقاً، كان المشهد مغايراً في موناكو الذي كان يشهد مغادرة أبرز نجومه، في مقدمهم الموهوب كيليان مبابي إلى النادي الباريسي نفسه، بالإضافة إلى تيموي باكايوكو وبنجامان مندي وفاليري جيرمان والبرتغالي برناردو سيلفا، حتى وصل الأمر إلى أن يتصدر النادي لائحة الفرق الأكثر بيعاً للاعبين بمبلغ 357,5 مليون يورو، متقدماً على برشلونة الإسباني (226 مليون يورو) وبوروسيا دورتموند الألماني (166,5 مليون يورو).

دور مؤثّر لفالكاو مع موناكو

إزاء هذا المشهد، كانت التوقعات بأن ينهار الفريق في الموسم الجديد أمام سان جيرمان، ومرسيليا وليون اللذين عززا بدورهما صفوفهما وحتى أن يخرج من دائرة المنافسة على المراكز الأوروبية المؤهلة إلى دوري الأبطال و”يوروبا ليغ”.
لكن الواقع جاء معاكساً تماماً، إذ صحيح أن سان جيرمان يبتعد بالصدارة برصيد 62 نقطة، وهذا ما كان متوقعاً وطبيعياً إزاء النجوم في صفوفه وقدوم نيمار ومبابي، فإن موناكو يوجد حالياً في المركز الثالث بـ 50 نقطة متقدماً بنقطتين على ليون ومتأخراً بنقطة واحدة فقط عن مرسيليا الثاني. هكذا، فقد تمكن الفريق من أن يحافظ على ثباته ويتحدّى كل الصعوبات وما أكثرها ليبقى بين فرق الطليعة في الكرة الفرنسية.
ما عكسه موناكو في مبارياته منذ انطلاق الموسم أنه أثبت مجدداً أنه فريق لا يعتمد على النجم الواحد، إذ إنه لم يتأثر بالدرجة الأولى بمغادرة مبابي وهذا ما كانت عليه الحال أيضاً قبل أعوام مع الكولومبي خاميس رودريغيز، بل إنه يعتمد على المجموعة المتجانسة التي تتميز بالتصميم والإرادة لتحقيق الانتصارات.

لا يعتمد موناكو على النجم الواحد، بل على المجموعة

هذه الإرادة أمكن مشاهدتها أمسية الأحد في مباراة القمة أمام ليون عندما تأخر الفريق بهدفين نظيفين وطُرد لاعبه السنغالي بالدي كيتا في الدقيقة 44، إلا أنه تمكن من مفاجأة خصمه والخروج فائزاً 3-2 بهدف في الدقيقة 88 رغم نقصه العددي.
لكن إذا كان موناكو لا يعتمد على النجم الواحد، فإن ذلك لا يمنع من أن شخصاً واحداً يعدّ عنصراً أساسياً في الموسم الجيد لموناكو وفي الإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة وفي مقدّمها التتويج بلقب “الليغ 1” في 2017 ألا وهو المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم. إذ إن هذا المدرب يثبت مجدداً عن كفاءة عالية وقدرة على إخراج الأفضل من لاعبيه، وتحديداً الشبان منهم، كما دأب على ذلك منذ فترة حيث يعود إليه الفضل في تخريجهم وتقديمهم إلى الفريق وفتح الباب أمامهم نحو النجومية مثل مبابي ومندي سابقاً وتوماس ليمار حالياً.
فضلاً عن ذلك، فإن جارديم وبما أُتيح له من ميزانية انتقى الخيارات الأفضل في انتقالات الصيف الماضي. صحيح أن موناكو لم يضمّ نجوماً، إلا أنه حصل على لاعبين شبان مؤثّرين على غرار كيتا والبلجيكي يوري تيلمانس، بالإضافة إلى استعانته بالمونتينيغري ستيفان يوفيتيتش ليكون بديلاً في الهجوم للكولومبي راداميل فالكاو.
قلنا فالكاو؟ هذا النجم الكولومبي يلعب دوراً مؤثراً بدوره في موسم موناكو من خلال خبرته وقيادته الفريق، والأهم من خلال أهدافه التي وصل عددها الأحد إلى 17 حيث يأتي في المركز الثالث في لائحة ترتيب الهدافين وراء نجمي سان جيرمان الأوروغوياني إيدينسون كافاني والبرازيلي نيمار.
صحيح أن الفارق بين سان جيرمان وموناكو هو 12 نقطة الآن، إلا أن هذا الفارق يصبح غير مهم عند الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين النجوم في تشكيلتَي الفريقين. صحيح أن سان جيرمان يتّجه لأن يحتفل باللقب، لكن بمقياس الكرة فإن موسم موناكو هو الأجدر بالثناء.