Beirut weather 12.99 ° C
تاريخ النشر October 31, 2017
A A A
مولر يضيق الخناق على ترامب ومساعديه
الكاتب: هشام ملحم - النهار

مولر يضيق الخناق على ترامب ومساعديه ومانافورت في الإقامة الجبرية
*

أحيل بول مانافورت، المدير السابق للحملة الانتخابية للرئيس الاميركي دونالد ترامب على القضاء بتهم تشمل التآمر على الولايات المتحدة، وتبييض الاموال عبر مصارف في قبرص، والادلاء ببيانات خاطئة. وهذه هي الاتهامات الجنائية الأولى يوجهها الى مسؤول بارز كان مقرباً من المرشح ترامب، المحقق الخاص روبرت مولر الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الاميركية منذ ستة اشهر.

لكن الاتهامات لم تشمل نشاطات حملة ترامب أو احتمال تورط مسؤولين فيها بالتدخل الروسي في الانتخابات، بل ركزت على نشاطات مانافورت ومساعده ريتشارد غيتس لدى قيامهما بأعمال اللوبي في واشنطن نيابة عن الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش المقرب من روسيا والذي اطاحته ثورة شعبية قبل ثلاث سنوات ارغمته على اللجوء الى روسيا.

ورأس مانافورت حملة ترامب بضعة أشهر، فصل بعدها من منصبه بعد كشف حصوله على 12 مليون دولار من يانوكوفيتش لم يصرح عنها لمصلحة الضرائب. وتناولت لائحة الاتهام المؤلفة من 31 صفحة تفصيلاً الطرق التي اتبعها مانافورت وغيتس لاخفاء مصادر الاموال وكيفية تبييض 18 مليون دولار عبر مصارف معظمها في قبرص. وأظهرت البيانات ان مانافورت حصل على قرض من رجل اعمال روسي مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بواسطة مصرف قبرصي. وقررت قاضية فيديرالية وضع مانافورت في الإقامة الجبرية بعدما رفض الاتهامات الموجهة اليه في اطار التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية 2016.

وفي تطور مفاجيء وذي علاقة مباشرة بالتدخل الروسي في الانتخابات، أعلن عن اعتراف جورج بابادوبولوس المستشار السابق لحملة ترامب، بأنه كان على اتصال بمحام روسي ابلغه في نيسان 2016 أن لدى روسيا “وسخاً” عن هيلاري كلينتون “بشكل آلاف الرسائل الالكترونية”.

وكانت السلطات الفيديرالية قد اعتقلت بابادوبولوس في تموز الماضي بسبب تضليله مكتب التحقيقات الفديرالي “إف بي آي” بعد عودته الى الولايات المتحدة من رحلة خارجية، لكنها ابقت خبر الاعتقال سراً. وأفادت السلطات ان بابادوبولوس الذي اعترف بذنبه في الخامس من الشهر الجاري يتعاون مع التحقيقات، مقابل خفض عقوبته. وأثار الاتصال بين بابادوبولوس والمحامي الروسي الذي لم يذكر اسمه في نيسان 2016، مجدداً الاسئلة عن الاجتماع الذي عقد في برج ترامب بين نجل الرئيس ترامب وصهر الرئيس جاريد كوشنير وعدد من الشخصيات الروسية الذين وعدوا حملة ترامب بتوفير وثائق تضر بهيلاري كلينتون.

ويحقق مولر في نواحٍ عدة تتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات، بينها اتصالات بين مسؤولين في حملة ترامب مع مسؤولين روس ورجال أعمال مقربين من بوتين، الى احتمال عرقلة ترامب عمل القضاء الاميركي من خلال اقصاء مدير “الاف بي آي” جيمس كومي. ويعتقد ان مولر يسعى من خلال التهم الموجهة الى مانافورت وغيتس الى الضغط عليهما للتعاون مع التحقيق وتوفير معلومات ضد افراد آخرين مقربين من ترامب كما فعل المستشار السابق المسجون بابادوبولوس .

ودفع مانافورت وغيتس ببراءتهما من تهمة تبييض الأموال وغيرها من الاتهامات الموجهة اليهما.

وسارع ترامب الى الرد على الاتهامات. وقال في تغريدة صباحية ان التهم قديمة وتسبق علاقة مانافورت بحملة ترامب، كما ان التهم لا تتطرق الى مسألة التورط في التدخل الروسي في الانتخابات.

لكن نبرة التحدي في تغريدات ترامب لم تخف حقيقة قلقه من هذه التطورات، وهذا ما تبينه تغريداته المحبطة وشبه اليائسة في الايام الاخيرة بعد الاعلان أن مولر سيوجه الاتهامات الى بعض مساعديه. ومرة أخرى شكك ترامب في صدقية التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات وجدواه، مكررا انها حملة قنص تستهدفه مبنية على معلومات مغلوطة، وحض الجمهوريين في الكونغرس في تغريدة “قوموا بشيء ما” (كتبها بخطوط عريضة) من غير ان يوضح ما يريده منهم بالضبط، مدعيا ان خطته لاصلاح القوانين الضريبية التي سيطرحها هذا الاسبوع هي السبب في توقيت توجيه الاتهامات، من غير ان يوفر أي دليل على ذلك.

وهذه المرة الاولى في تاريخ البلاد، توجه اتهامات الى مسؤولين بارزين في حملة مرشح انتخب رئيساً، في سياق تحقيقات شاملة في احتمال ضلوعه مع كبار مساعديه في التآمر مع دولة اجنبية لهزيمة المرشح المنافس له، بعد تسعة أشهر من دخوله البيت الابيض.
*

السيارة التي يعتقد انها نقلت المدير السابق للحملة الرئاسية للرئيس الاميركي ترامب بول مانافورت من مقر “الاف بي آي” في واشنطن أمس. (أ ب)