Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 30, 2022
A A A
موقف المفتي أراح ميقاتي… وترقّب لخطوة بهاء
الكاتب: فادي عيد - الديار

لم تأتِ مواقف قادة الطائفة السنّية بشكل عابر، أو تصحيحاً لما تم تداوله بعد تعليق الرئيس سعد الحريري مشاركته في الحياة السياسية والإنتخابية، إذ ثمة معلومات ومعطيات، عن اتصالات جرت قبل إقدام الحريري على هذه الخطوة، ولا سيما الزيارة التي قام بها رئيس تيار «المستقبل» إلى دار الفتوى يوم وصوله إلى لبنان، وحيث سأل المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، عن مستقبل ودور وحضور أبناء هذه الطائفة في المعترك السياسي والإنتخابي، وحيث لم يَغِب يوماً أو يقاطع، إذ تفهّم المفتي دريان خطوة الحريري، وما تنطوي عليه من اعتبارات شخصية وسياسية، إلا أنه سأله هل هناك من دعوة للمقاطعة الشاملة، فأجابه رئيس «المستقبل»، أنه ملتزم بشخصه وتياره فقط، ومن يرغب في الترشّح فذلك حقّه. ومن هنا، وبعد ضياع البعض واستثمار موقف الحريري من جانب قوى معيّنة، تعمّد المفتي زيارة السراي والإجتماع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم اصطحابه للصلاة سوياً، على أن يحسم ميقاتي موضوع المشاركة السنّية في الإنتخابات النيابية بعبارة معيّنة بعد هذه الزيارة للمفتي، والتي حملت إشارات ودلالات كانت كافية لتوضيح الصورة، وهذا ما حصل.

ومن هذا المنطلق، وفي المعلومات المتأتية من أكثر من جهة سياسية مواكبة، فإن إطلالة السيد بهاء الحريري، وإعلانه عن المشاركة في الحياة السياسية والإنتخابية، وأن «إبن رفيق الحريري لن يترك بلده»، فذلك يؤكد، وفق المواكبين من الدائرة الضيقة في الطائفة السنّية مما يجري، بأن هذه الإطلالة أيضاً ترافقت مع زيارة المفتي للسراي، وتأكيد الرئيس ميقاتي بأنه لا مقاطعة سنّية للإنتخابات النيابية المقبلة، ما يعني أن ثمة مرحلة جديدة على صعيد القيادة والدور لهذه الطائفة، وعلى المستوى الوطني والعربي والدولي بشكل عام، ما يؤكد بأن خطوة بهاء الحريري وموقفي المفتي والرئيس ميقاتي، لا يمكن إلا أن يكون بفعل غطاء عربي وخليجي تحديداً، ويحظى أيضاً بغطاء دولي، وفي طليعتها فرنسا التي لديها صداقة شخصية مع رئيس الحكومة ومع بهاء الحريري،والتي تتابع وتواكب المسار اللبناني من كافة جوانبه بتفوضي دولي، وهذا ما ظهرت مشهديته في الآونة الأخيرة من خلال التسوية الفرنسية ـ السعودية.

وفي هذ الإطار، السؤال المطروح، ما إذا كانت قد انتهت حقبة الرئيس سعد الحريري، ولم تعد حتى مرحلياً بعد إعلان شقيقه بهاء خوض المعترك السياسي؟ هنا، تؤكد مصادر سياسية متابعة لمسار الحريرية السياسية، وما يحدث داخل الطائفة السنّية، بأن هناك حقبة جديدة فعلاً ستظهر مؤشّراتها خلال الأسابيع المقبلة، بداية على ضوء الردود حول ما أعلنه شقيق سعد الحريري، ولا سيما بالنسبة للتحالفات الإنتخابية من قبل الفريق الذي كان ينضوي في قوى الرابع عشر من آذار، وشخصيات مستقلة كذلك، ترقّب تفاعل الساحة السنّية مع موقف بهاء، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه حول التحالفات السياسية والإنتخابية، ولكن هناك أجواء تؤكد بأن المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، قد يكون وصلته كلمة السر من سعد وبهاء والمملكة العربية السعودية، ولهذه الغاية أطلق قطار المشاركة سنّياً في الإنتخابات النيابية وعدم المقاطعة لحفظ كرامة الجميع، وبمعنى آخر، فإن ذلك ما أراح في الدرجة الأولى الرئيس ميقاتي، إذ أن حكومته هي من سيشرف على هذا الإستحقاق، وبالتالي، لم يعد ميقاتي مُحرجاً في حال قرّر تشكيل لائحة إنتخابية، بعدما أكد هو عدم المقاطعة السنّية، ونقلاً عن أعلى سلطة روحية في هذه الطائفة.