Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 29, 2023
A A A
موقع “المرده” يكشف: هذه اضرار قنابل العدو الفوسفورية على الجنوب
الكاتب: نور فياض - موقع المرده

يعتاش الجنوبيون بمعظمهم من خيرات اراضيهم وهذا يعلمه العدو الاسرائيلي علم اليقين فيسعى جاهداً الى تهجيرهم وقطع ارزاقهم كما حصل في حرب تموز وكما يحصل اليوم اذ منذ بدء عملية طوفان الاقصى، تهجّر ما يقارب الـ ١٩ الفا، منهم من لجأ الى مناطق ضمن الجنوب، ومنهم من فضّل الذهاب الى بيروت والشمال خوفاً من توسّع الحرب من دون التمكن من جني مواسمهم من صنوبر وزيتون ومزروعات الا انه
مع الهدنة استعاد الجنوبيون مشاهد نصر تموز، اذ ان الحياة عادت الى المناطق المحادية للحدود وعاد المواطنون الى قطف محاصيلهم الزراعية.
تعرّضت المناطق الحدودية اللبنانية في الجنوب خلال العدوان الاخير الى غارات جمّة وقصف للمنازل ما ادى الى دمار هائل، لم يكتفِ العدو بذلك فقط، انما تعداه الى رمي قنابل الفوسفور المحرّمة دوليا وبالتالي ادى ذلك الى احتراق عدد كبير من المساحات الخضراء اضافة الى اشجار مثمرة ومعمرة.
في السياق، يقول مستشار وزير الزراعة عبدالله ناصر الدين لموقع “المرده”:” منذ بدء الاعتداءات الصهيونية على جنوب لبنان احدث العدو الاسرائيلي 438 حريقاً في 53 بلدة جنوبية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة عبر رميه قنابل الفوسفور الابيض المحرمة دولياً، و استطاع في ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٣ ان يفتعل 97 حريقاً بفعل رميه لتلك القذائف، وبالتالي تخطت المساحات المحروقة بالكامل 1120 دونم ، والمساحات المستهدفة والمتضررة وصلت الى حد 4500 دونم.
اما اشجار الزيتون المعمّر، فكانت ايضا هدفاً للعدو حيث استهدف اكثر من 60 الف شجرة زيتون من خيرة الثروات النباتية اللبنانية بالاضافة الى عشرات الآلاف من الأشجار الحرجية من سنديان و حور و سرو وغيرها.
اما فيما يختص بالبلدات الاكثر استهدافاً، يشير ناصر الدين الى ان العدو طاول احراج كفرشوبا 42 مرة ، علما الشعب 34 مرة ، واحراج اللبونة استهدفت اكثر من 32 مرة.
ويوضح:” لم تقتصر الخسائر على الثروة الحرجية والنباتية فقط، بل تعدتها الى الثروة الحيوانية، اذ نفق اكثر من 250 الف طائر دجاج، حوالى 800 رأس من الاغنام و الابقار ، وما يقارب 200 قفير نحل”.
ويلفت الى انه بالاضافة الى كل ذلك ادى العدوان الى تضرر عدد كبير من المزارع ومستودعات الاعلاف و المراكز الخدمية للقطاع.
ويوضح انه :”منذ ٨ تشرين الاول وضعت فرق مختصة بالتعاون مع الوزارة والبلديات لإحصاء الاضرار وتسعى الوزارة مع المنظمات الدولية من اجل التعويض على المزارعين، وهي بتواصل يومي مع البلديات ولكن حتى الآن لم تضع آلية حول هذا الموضوع بٱنتظار ثبوت الهدنة”.

ما هي القنابل الفوسفورية وما خطورتها على الاراضي الزراعية؟
يقول احد المختصين في دردشة مع موقع المرده” انها مادة شمعية تُصنع من الفوسفات، لونها أبيض مائل إلى الاصفرار، ورائحتها قريبة الى رائحة الثوم. يتفاعل الفوسفور الأبيض مع الأوكسيجين بسرعة كبيرة، وينتج عن هذا التفاعل غازات حارقة ذات حرارة عالية تصل الى 815 درجة مئوية، وسحب من الدخان الأبيض الكثيف، كما انها تترسّب في التربة أو في أعماق الأنهار والبحار وعلى الكائنات البحرية، وتتسبّب بتلويث التربة و تفقدها خصوبتها لفترات طويلة، إذ تقتل البكتيريا المسؤولة عن تحليل المادة العضوية وتثبيت عنصر النيتروجين فيها.”
رغم اجرام العدو تحدى اهالي الجنوب كل هذه المخاطر ومخلفات العدوان، وسارعوا للذهاب الى ارضهم وجني ما تبقى من ثمار زيتونهم فغالبيتهم يعتاشون من ما يجنوه من موسم قطف الزيتون.
بالمقابل، لم تخلو المناطق الحدودية من السكان، فهذا القسم قطف الزيتون تحت اعين طائرات التجسس، وعند الغارات كان يختبئ بين الصخور او يعود الى المنزل الى حين يهدأ القصف، وفق ما قاله احد المزارعين لموقع المرده.
ويتابع المزارع:” لم نسمح للعدو حرماننا من رزقنا، صحيح ان الوضع كان خطيراً وخاصة ان العدو كان يرمي القنابل والصواريخ عشوائيا، الا ان الزيتون هو مصدر رزقنا، وننتظره من سنة الى اخرى فلن نتخلى عنه، ولن نسمح للعدو بإخافتنا.”
اذا، يعيش اليوم الجنوبي بحالة استقرار مؤقتة، ينتظر ما سيحصل من تطورات في الايام المقبلة، فالبعض سيغادر ان ساءت الاوضاع الامنية ليس خوفاً من العدو انما خوفاً على الاطفال، والبعض الآخر سيبقى صامداً يشاهد ويشهد على اجرام العدو.
لم يخلو الجنوب طوال فترة العدوان من مواطنيه، فهم رمز للبقاء والصمود، رمز للحياة والاستمرارية، وهم ابناء هذه الارض، والارض لهم وستبقى لهم دائماً.