Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر November 3, 2017
A A A
موقعة التناقضات بين دورتموند وبايرن
الكاتب: حسن زين الدين - الأخبار

الموعد الكبير غداً في الدوري الألماني لكرة القدم على ملعب «سيغنال إيدونا بارك» الذي يستضيف «الكلاسيكو» أو «دير كلاسيكر» بين الغريمين بوروسيا دورتموند وضيفه بايرن ميونيخ. لكن المواجهة المرتقبة تأتي في توقيت يعيش فيه الفريقان واقعاً مختلفاً.

سيكون الدوري الألماني لكرة القدم غداً على موعد مع المباراة الأبرز بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند على ملعب الأخير. هو “دير كلاسيكر” الشهير يطلّ مجدداً في ظروف مختلفة يعيشها الفريقان. الصورة كانت لتبدو مختلفة قبل أربع جولات من “البوندسليغا”، لكنها تبدّلت الآن حيث استطاع البافاري انتزاع الصدارة من خصمه بعدما كان متأخراً عنه بفارق 5 نقاط ليبتعد في المركز الأول بفارق 3 نقاط مستفيداً من سقطات دورتموند في الجولات السابقة، وآخرها الخسارة الكبيرة أمام هانوفر 2-4.

وهذا ترافق مع خيبة أوروبية كبرى للاعبي المدرب الهولندي بيتر بوش تمثّلت أول من أمس بتعادل صاعق جديد أمام الضيف الضعيف أبويل نيقوسيا القبرصي 1-1 بعد التعادل أمامه أيضاً بالنتيجة ذاتها ذهاباً، فضلاً عن سقوطين أمام توتنهام الإنكليزي وريال مدريد الإسباني، ما جعل تأهله إلى دور الـ 16 في دوري الأبطال بمثابة معجزة.

في المقابل، فإن البافاري يعيش النقيض تماماً، إذ فضلاً عن انتصاراته في “البوندسليغا” وانتزاعه الصدارة، فإنه تمكن من بلوغ دور الـ 16 في “التشامبيونز ليغ” بعد فوزه الأخير في ملعب سلتيك الاسكوتلندي 2-1 ليرفع رصيده إلى 6 انتصارات متتالية في مختلف المسابقات.

الصورة تبدو مناقضة تماماً حالياً. دورتموند يعيش أزمة حقيقية بعد انطلاقة قوية في بداية الموسم، أما بايرن فيعيش انتعاشة بعد انطلاقة سيئة. وهنا، في واقع الفريقين الحالي، لا بد من التوقف عند مدربَيهما والدور الذي يؤديانه والذي يبدو مؤثراً في مجرى الأمور، وخصوصاً أن تشكيلتي الفريقين لم تتغيرا منذ بداية الموسم.

فبالنسبة إلى بوش، يبدو واضحاً الفرق الكبير بينه وبين سلَفَيه توماس توخيل وقبله يورغن كلوب، حيث اتضح أن هذا المدرب يفتقر إلى الحلول التكتيكية والحنكة التي كانت تميّز المدربَين السابقين لدورتموند، وهذا ما انكشف عندما صعُبت التحديات أمامه، إذ إنه يبالغ في الأسلوب الهجومي على حساب تأمين الوسط والدفاع، وخصوصاً أن الخط الأخير ليس بالكفاءة التي كان عليها في السنوات الأخيرة مع افتقاده العديد من العناصر المهمة. والأهم من ذلك أن بوش يفتقد القدرة على تحفيز اللاعبين ومدّهم بالمعنويات والثقة، حيث تتّسم شخصيته بالبرود على عكس سلفيه اللذين كانا يدبَان الحماسة في نفوس اللاعبين، وكان هذا “السلاح” فتاكاً لاستنهاض همّتهم مهما كانت الظروف.

في المقابل، فإن انتصارات بايرن الأخيرة تُحسب لمدربه الجديد – القديم يوب هاينكس الذي بدّل حال الفريق رأساً على عقب. ما فعله هاينكس بالدرجة الأولى والأساسية أنه أعاد الثقة إلى لاعبي الفريق، وهذا ما انعكس إيجابياً على عدد من اللاعبين الذين تحسّن أداؤهم مثل جيروم بواتنغ وماتس هاملس، وتحديداً توماس مولر والكولومبي خاميس رودريغيز الذي منحه الفرصة، تماماً كما حصل مع الفرنسي كينغسلي كومان والإسباني خافي مارتينيز الذي أعاده إلى وسط الملعب كما كان يحبّذ ذلك في فترته الأخيرة مع الفريق عندما توِّج بالثلاثية التاريخية عام 2013، ليثبت صوابية تكتيكه أيضاً، وهذا ما تؤكده الانتصارات.

مشهد لاعبي دورتموند يلقون التحية على عدد قليل من جمهورهم في ملعبهم الشهير كما حصل بعد نهاية المباراة أمام أبويل غريب وغير مألوف، إذ إن مشجعي الفريق اعتادوا أن لا يبارحوا المدرجات بعد صفارة النهاية ويهتفوا للاعبيهم مهما كانت النتيجة، إلّا أن ما حصل أمسية الأربعاء له دلالته بأن “طفح الكيل” وبأن الأمور لم تعد تحتمل، وهذا، لا شك، مؤشّر خطير يضع مدرب ولاعبي دورتموند أمام مطلب واحد في مهمة لا تخلو من صعوبة: إسقاط البافاري بأي طريقة.