Beirut weather 17.43 ° C
تاريخ النشر October 3, 2024
A A A
موسكو وبكين أكثر ميلاً إلى طهران
الكاتب: ريم هاني

كتبت ريم هاني في “الأخبار”

بالنسبة إلى الغرب، فإنّ روسيا والصين اتخذتا، بوضوح، طرفاً في حربَي غزة ولبنان، أكثر ميلاً، بطبيعة الحال، إلى محور المقاومة، وإن كانتا تدعوان مراراً وتكراراً، في تصريحاتهما الرسمية العلنية، «أطراف الصراع» إلى ممارسة «ضبط النفس». وبعدما انتشرت أخيراً تقارير حول «خطط روسية لشراء صواريخ من إيران»، مقابل مساعدة موسكو لطهران على «تطوير برنامجها النووي»، وأخرى لتزويد جماعة «أنصار الله» بسفن مضادة للصواريخ، لمساعدتها على استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، جاءت سلسلة من المعطيات التي سبقت الهجوم الإيراني غير المسبوق على جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتثير المزيد من «التحفظات» والتساؤلات الغربية والإسرائيلية، إزاء مقاربة بكين وموسكو للحرب الدائرة في الشرق الأوسط.وفي هذا الإطار، كان لافتاً تداول بعض وسائل الإعلام الروسية معلومات تفيد بأنّ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حاول الاتصال بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل ساعات من شن الهجوم الصاروخي الإيراني غير المسبوق على مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإقناعه بالضغط على إيران لمنعها من شنّه، فيما لم توافق موسكو، في نهاية المطاف، على إجراء الاتصال. وبحسب موقع «ذي تلغراف» البريطاني، تُظهر محاولة اتصال نتنياهو المزعومة، كيف أنّ الحرب في أوكرانيا، التي تلتها، سريعاً، الحرب في الشرق الأوسط، «أعادت تشكيل النظام العالمي، ومزقت التحالفات القديمة». وأشار الموقع إلى أنّه مع تزايد عزلة كل من روسيا وإيران عن الغرب، يصبح بوتين، على الأرجح، أكثر ميلاً إلى «الإصغاء إلى إيران». وقبيل ذلك، أثارت الزيارات الروسية المتتالية لإيران «استياء» المراقبين في الكيان المحتل، وعلى رأسها زيارة رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، لطهران، الإثنين، ولقاؤه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لبحث «قضايا التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني بين روسيا وإيران، وتنفيذ مشاريع كبرى مشتركة في مجالات النقل والصناعة والطاقة والتعليم وغيرها»؛ إذ علّقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الزيارة بالإشارة إلى أنّ الإعلان عن الأخيرة جاء «في الوقت الذي دانت فيه روسيا عملية الاغتيال السياسية الإسرائيلية لزعيم حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران، حسن نصر الله، في بيروت»، على حدّ زعمها، علماً أنّه منذ نحو أسبوعين، زار أمين «مجلس الأمن الروسي»، سيرغي شويغو، بدوره، طهران، حيث أجرى محادثات مع بزشكيان ونظيره الإيراني.
أثارت الزيارات الروسية المتتالية لطهران «استياء» المراقبين في الكيان المحتل

وانسحبت هذه اللقاءات على المسؤولين الصينيين أيضاً، إذ أعرب، أخيراً، اثنان من كبار الديبلوماسيين الصينيين عن دعمهما لطهران، في محادثات مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، الأسبوع الماضي. وفي التفاصيل، وعلى هامش اجتماع «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك، الثلاثاء، التقى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الرئيس الإيراني، وتعهد بدعم طهران في حماية «سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها وكرامتها الوطنية»، مشيراً إلى أنّه «بغضّ النظر عن التغييرات في الوضع الدولي والإقليمي، كانت الصين دائماً شريكاً جديراً بالثقة لإيران وستدعمها، كما فعلت دائماً». وقد نقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله إن الصين «تعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية الإيرانية وفرض العقوبات والضغوط عليها». من جهتها، نقلت وكالة «إرنا» عن وانغ قوله إنّ «تصرفات النظام الإسرائيلي في غزة غير عادلة، وأدت إلى قتل وتشريد الشعب الفلسطيني، ولسوء الحظ، فإنّ مثل هذه الأعمال تمتد إلى سائر المنطقة». كما أبلغ وانغ نظيره اللبناني، عبد الله بوحبيب، في نيويورك، أنّ «بكين ستقف دائماً إلى جانب العدالة، والأشقاء العرب، بما في ذلك لبنان»، مديناً بشدة ما سماه «انتهاك القواعد الأساسية للعلاقات الدولية»، بالإضافة إلى عملية تفجير الأجهزة اللاسلكية في لبنان.
وفي إيران كذلك، التقى المبعوث الصيني للشرق الأوسط، تشاي جون، علي أصغر خاجي، كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، ومهدي شوشتاري، مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا. ومن دون الإشارة إلى الحرب بشكل مباشر، قال تشاي إن الصين «مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق» مع إيران في شؤون الشرق الأوسط، والعمل على التوصل إلى «حل شامل وعادل ودائم للقضايا الساخنة». وبحسب «جريدة جنوب الصين الصباحية»، فقد عُقدت الاجتماعات المشار إليها على خلفية اليوم الأكثر دموية الذي شهده لبنان، منذ عام 2006، الإثنين، بعدما أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 500 مدني. وفي حين زعمت إسرائيل أن هجماتها تستهدف منشآت لحزب الله، فقد قال وانغ، أمام «الجمعية العامة» للأمم المتحدة، إن الضربات كانت بمثابة «هجمات عشوائية ضد المدنيين».