Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 13, 2017
A A A
مهاجم تايمز سكوير استعان بـ… «شجرة الميلاد»
الكاتب: وكالات

مهاجم «تايمز سكوير» المتأثر بدعاية داعش كان سائق ليموزين واستعان بـ… «شجرة الميلاد»
*

كشف مسؤولون أميركيون أن المواطن البنغلاديشي الذي فجر عبوة يدوية الصنع في أحد أنفاق مترو ساحة تايمز سكوير في نيويورك، أول من أمس، هو سائق ليموزين سابق تعلم طريقة صنع قنبلة من على شبكة الإنترنت في شقته الواقعة في بروكلين.
وقال المفتش العام للشرطة البنغلاديشية إيه كيه إم شهيد الحق إن منفذ الهجوم الذي يدعى عقائد الله (27 عاماً) ينحدر من منطقة تشيتاغونغ في جنوب شرقي بنغلاديش وقام بآخر زيارة لتلك المنطقة في الثامن من سبتمبر الماضي، مؤكداً أنه ليس لعقائد الله أي سجل إجرامي في بلده، علماً أنه وصل إلى الولايات المتحدة قبل سبعة أعوام بتأشيرة عائلية، حسب ما أوضح مصدر أميركي مسؤول.
وفي إطار التحقيقات، استجوبت شرطة بنغلاديش، أمس، زوجة منفذ الهجوم، حسب ما أفاد مسؤولان رفضا إعطاء مزيد من التفاصيل، مكتفيان بالقول إن الزوجين لديهما طفل يبلغ من العمر ستة أشهر.
بدورهم، أكد مسؤولون أميركيون مطلعون على التحقيقات أنه لا توجد أي معلومات تؤكد أن عقائد الله كان معروفاً من قبل لأي عميل استخبارات أميركي أو لوكالات إنفاذ القانون على أن له صلة بجماعات متشددة.
ويعتقد محققون أميركيون أنه تبنى الفكر المتطرف بعد دخول الولايات المتحدة، وعثروا على أدلة تفيد بأنه كان يشاهد دعاية تنظيم «داعش» على الانترنت.
وبالفعل، قال عقائد الله للمحققين إنه أراد الانتقام إثر الضربات الجوية الأميركية على مواقع تنظيم «داعش» في سورية والعراق، وأشار كذلك إلى أنه استلهم من الهجمات التي خطط المتطرفون لشنها في أوروبا خلال فترة عيد الميلاد.
وحسب التحقيقات الأولية، فإن عقائد الله استعان بمصابيح شجرة الميلاد، ليصنع قنبلة بدائية مكونة محتوياتها من أنبوب بلاستيكي طوله 13 سنتيمتراً، فيه بطارية 9 فولت وسكر وعود ثقاب للإشعال وبراغٍ، مربوطة بصاعق من سلك مصباح بشجرة الميلاد.
وتفيد تقارير أن مصباح زينة شجرة الميلاد، هو أكثر ما يستعين به الإرهابيون لصنع ما ينوون تفجيره «بسبب صغر حجمه وسهولة التعامل معه»، كما أن المصباح (اللمبة) يناسب أكثر من أي شيء آخر لوضعه في صواعق التفجير بعد كسر زجاجه والإبقاء على سلك «التنجستن» الموهّج عادة للضوء في مصابيح أشجار عيد الميلاد.
ومع تواصل التحقيقات، أفادت لجنة سيارة الأجرة والليموزين في مدينة نيويورك، في بيان، أن المشتبه به حمل رخصة سائق ليموزين كمتعاقد مستقل بين آذار 2012 وآذار 2015.
وقالت جارة للمشتبه به في حي ويندسور تيراس في بروكلين، حيث يعيش مع والدته وشقيقته واثنين من أشقائه، إنها لم تشاهده منذ أشهر، لكنها وصفت أسرته بأنها هادئة وملتزمة بالتعاليم الإسلامية، مشيرة إلى أنها لم تلحظ أي مؤشرات على التطرف.
من جهته، قال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إن المشتبه به عمل بمفرده مثل الأوزبكي المشتبه به في أحدث هجوم وقع في نيويورك (سيف الله سايبوف – 29 عاماً) الذي قام بتأجير شاحنة ودهس أشخاصا في ممر للدراجات يوم 31 تشرين الأول الماضي ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص. وأضاف ان كلاً منهما تحرك بمفرده واستلهم فكر جماعات متشددة مثل تنظيم «داعش».
وكان كومو أعلن في وقت سابق أن الهجوم أسفر فقط عن اصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة إذ لم تنفجر العبوة سوى جزئياً، مبديا ارتياحه لتفادي «أحد أسوأ الكوابيس»، فيما قال رئيس البلدية الديموقراطي بيل دي بلازيو «الحمد لله ان المنفذ لم يتمكن من تحقيق هدفه».
وأوقفت السلطات بشكل سريع منفذ الهجوم الذي أصيب بجروح وحروق في البطن.
وبعد ساعات من وقوع الهجوم، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرض قيود جديدة على سياسة الهجرة الأميركية. واعتبر أن الهجوم «دليل على الحاجة الملحة» لأن يقرّ الكونغرس إصلاحات تشريعية لحماية الاميركيين. وكان الرئيس الأميركي أصدر مرسوماً يحظر دخول رعايا سبع دول، معظمها دول ذات غالبية إسلامية، لكن بنغلاديش ليست ضمنها. وشدد ترامب أن «على الكونغرس وضع حد للهجرة المتسلسلة»، في اشارة الى تأشيرة لم شمل الأسر التي دخل عقائد الله بموجبها الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن شاباً من هيوستن يبلغ من العمر 18 عاماً، اتهم أول من أمس بمحاولة تقديم الدعم لتنظيم «داعش» ونشر معلومات عن كيفية تصنيع القنابل. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن الشاب كان سيركان داملاركايا، وهو مواطن أميركي، اعتقل يوم الجمعة الماضي في هيوستن بعد دعوى جنائية أقامها ممثلو ادعاء اتحاديون.
ويأتي ذلك في أعقاب تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الاتحادي، الذي وجد أنه كان ينوي السفر إلى الخارج للقتال في صفوف «داعش» أو سينفذ هجوماً في الولايات المتحدة إذا فشل في تحقيق ذلك.