Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 11, 2018
A A A
مهاجرون يرفضون جنّة أوروبا
الكاتب: شربل كريم - الأخبار

في خضمّ البذخ التي تعتمده الأندية الأوروبية في سوق الانتقالات الشتوية، تبقى بعض الأسماء عصيّة عليها، ومنها من يلعب خارج «القارة العجوز» ومقتنع بخياره بشكل مثير للغرابة، رغم أن بإمكانه اللمعان في إحدى البطولات الخمس الأوروبية الكبرى.

يأتي فكّ ارتباط نادي شنغهاي شينوا بالنجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي أقفل عائداً إلى ناديه الأم بوكا جونيورز، ليفتح الباب على مسألة مهمة، وهي دخول بعض النجوم الكبار في غياهب النسيان عند خروجهم من إحدى البطولات الوطنية الخمس الكبرى في أوروبا، وذلك لأسبابٍ باتت معروفة وترتبط بعنصر المال، حيث وجدوا رواتب خيالية في بطولات متواضعة مثل الدوري الصيني الذي اعتاد في الأعوام القريبة الماضية استقطاب نجومٍ كبار.

اليوم، مع فتح باب الانتقالات الشتوية، تبدو بعض الأندية الأوروبية المهمة مستعدة لإعادة نجومٍ عرفتهم الملاعب الأوروبية جيداً من خلال تألقهم محلياً وقارياً فيها، وذلك بعدما تركوا بصمةً هناك، لكن اللافت أن بعض الأسماء لا تجد مشكلة في رفض عرضٍ أوروبي، في وقتٍ درجت فيه العادة ألا يقول أي لاعب كلمة لا لنادٍ أوروبي.

ومن الأسماء المرغوب بعودتها الى أوروبا نجم الوسط البلجيكي أكسل فيتسل الذي كان قد انتقل الى تيانجين كوانجيان الصيني، في وقتٍ لا يزال فيه تشلسي الإنكليزي يراقب مدى استقرار لاعب زينيت سان بطرسبورغ الروسي في بلاد المليار نسمة، وخصوصاً بعدما رفض الانضمام اليه سابقاً طمعاً بالأموال الصينية، حيث انتقل الى نادٍ صعد حديثاً الى دوري الأضواء في الصين!

وفيتسل بطبيعة الحال، لم يوجّه مسيرته كروياً، اذ يعلم الكل ان يوفنتوس الايطالي سعى وراءه ايضاً قبل اعوام، لكن المفارقة انه قضى 4 سنوات في زينيت المعروف بمنحه رواتب عالية للاعبيه.

* هناك من يرفض الأندية الكبرى وإغراء جاذبية الكرة الأوروبية.

وبالحديث عن تشلسي، فقد خسر “البلوز” لاعباً آخر اتجه نحو الصين، وهو لاعب الوسط الدولي البرازيلي أوسكار الذي انضم في الشتاء الماضي الى شنغهاي سيبغ، لكن عودة اللاعب الى “ستامفورد بريدج” غير مستبعدة، وهو رحّب بها أصلاً عندما قال قبل حوالى ثلاثة اشهر إنه لن يمانع الانضمام مجدداً الى ناديه السابق. مسألة تبدو شائكة نوعاً ما، إذ لا يمكن لتشلسي منح اوسكار راتباً قريباً من ذاك الذي يحصل عليه حالياً مع شنغهاي ويصل الى 540 ألف دولار في الأسبوع.

اسمٌ لفت الأنظار ايضاً على الساحة الدولية في الأعوام الأخيرة وهو المهاجم الإيطالي غراتسيانو بيللي، الذي سجل هدفين حاسمين لإيطاليا امام بلجيكا وإسبانيا في كأس اوروبا 2016. لكن لاعب ساوثمبتون الانكليزي السابق يظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي سعيداً ويعيش حياة رغيدة مع شاندونغ لوننغ الصيني، ولا يبدو مستعداً لتركه، فلا يهمه اهتمام عددٍ من الأندية الايطالية والانكليزية بالحصول على خدماته، وخصوصاً انها لا يمكنها مقاربة الراتب الذي يحصل عليه حالياً في الصين ويصل الى 350 ألف دولار اسبوعياً.

وربما لم يلتفت كثيرون للاعب برازيلي اسمه أليكس تيكسييرا، الذي انتقل الى جياننغسو سانينغ عام 2016 مقابل مبلغ قياسي آسيوي بلغ وقتذاك 50 مليون يورو. لكن تيكسييرا لاعب تفتح اوروبا ذراعيها له الآن، فهو كما كان مطلوباً في ليفربول الانكليزي قبل عام، لا يزال مرغوباً به في “البريميير ليغ”، حيث سبقته سمعته بحصوله على هداف الدوري الأوكراني مرتين، وقيادته شاختار دونيتسك الى لقب الدوري خمس مرات.
ويطل اسمٌ آخر ليمنح فرصة لإظهار نفسه مجدداً على أعلى مستوى، وهو الإيطالي سيباستيان جوفينكو الذي يلمع موسماً بعد آخر في الدوري الأميركي بعد انضمامه الى تورونتو الكندي، الذي تحوّل رمزاً بالنسبة اليه. لكن وسط اهتمام عدد من الأندية الايطالية بإعادته الى الـ”سيري أ”، لا يبدو هذا اللاعب المهاري مهتماً بأي عرضٍ، حتى انه أفصح عن عدم ندمه لتركه يوفنتوس يوماً، والسبب انه وجد نفسه مع تورونتو وحصل على النجومية التي افتقدها في نادي “السيدة العجوز” كما الراتب العالي، وذلك بسبب وفرة النجوم مع بطل ايطاليا.

إذاً، هناك من يرفض الأندية الكبرى، وهناك من يرفض اغراء جاذبية الكرة في اوروبا، فكما استخدمت الأندية الأوروبية المال الوفير طُعماً لخطف أبرز الأسماء من كل حدبٍ وصوب، ها هي تتجرّع الكأس نفسها.
*

كيف للاعبٍ مثل أوسكار أن يفكّر بالعودة إلى تشلسي وهو يتقاضى 540 ألف دولار أسبوعياً في الصين.