Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر September 21, 2018
A A A
من يكتب إخراج التنازلات؟
الكاتب: سمر رزق - موقع المرده

فلنضع جانباً القالب التشاؤمي الذي أسقطه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، على المشاورات الحكومية، لاعتبارات قد تدفع بالضاحية الجنوبية الى تصوير يديها في الماء البارد كي لا يؤخذ عليها أنها “محروقة” على تشكيل الحكومة، فيصار إلى الضغط بهذه اليد… ولنركز على اصرار السيد نصر الله على حكومة الوحدة الوطنية.
فهذا الشق لوحده، كفيل بتسريع وتيرة العجلة الحكومية بعدما ثبت للجميع بالوجه الشرعي أن “حزب الله” يرفض اخراج أي مكون سياسي من الحكومة ومتمسك بمشاركة الجميع. ماذا يعني؟ يعني أن محاولات الاحراج لن تنفع بعد اليوم، ويفترض بطهاة الحكومة أن يأخذوا في الحسبان أنّهم سيجلسون سويا عاجلا أم آجلا. وبالتالي سياسة الضغط لن تنفع، ولا بدّ من معالجات “لا يموت معها الديب ولا يفنى الغنم”!
أشاد وزير المال علي حسن خليل بمناخ التهدئة الذي اتخذ على محور “التيار الوطني الحر”- الحزب التقدمي الاشتراكي بعد جولات من السجالات والخلافات التي وتّرت الأجواء بين الفريقين، لا بل امتدت إلى كامل البقعة المشتركة بينهما، ما دفع بالقيادتين إلى تعليق الحملات بينهما وإعادة العمل بقنوات الحوار والتواصل والاستعانة بلغة الهدوء والتروي.
يقول أحد المعنيين بالطبخة الحكومية إنّ هذا القرار الصادر عن الجهتين المعنيتين، له دلالاته الايجابية، وهو مؤشر جيد يمكن البناء عليه، ليس فقط من باب حماية الاستقرار السياسي الذي بدا مهدداً بسبب السجالات التي نبشت “قبور الخلافات والماضي”، وإنما من باب تهيئة الأجواء لإعادة تفعيل خطوط التواصل الحكومي والحوارات المتقطعة بين طهاة الحكومة.
يضيف: صحيح أنّ بورصة الاتصالات تشي بأنها مجمدة هذه الأيام وبأن أيا من القوى المعنية بصدد التقدم بخطوة للأمام، يفترض أن تكون تنازلية، لا بل ذهبت “القوات” أبعد من رفض تقديم أي تنازل، وقررت العودة إلى مربعها الأول مطالبةُ بحصة من خمسة وزراء بعدما كانت “تواضعت” واكتفت بأربعة وزراء.. لكن المعطيات الجدية تؤكد أن ثمة خيطاً رفيعاً لم ينقطع قد يتعزز في القريب العاجل ليسهل عملية ولادة الحكومة.
يعتبر المعني أنّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعرف جيداً أنّ زمن شدّ الحبال قصير، ولا يمكن له أن يطول أكثر، لأن مصحلة الجميع، وعلى رأسه العهد، في تشكيل الحكومة وعدم ترك المشاورات أسيرة التنشج.
برأيه إنّ المشاورات قطعت شوطاً كبيراً، هو الأصعب، ولم يبق الا بعض التفاصيل القابلة للمعالجة في وقت سريع، ولكن بعد تهيئة المناخ المناسب.
وهو يدرك جيداً أنّ الجميع مطالب بتقديم التنازلات، لكن لا بدّ من اخراج لائق يحفظ ماء كل الاطراف لكي لا يظهر أي منهم بمظهر المغلوب على أمره. ويقول المعني إن هناك من يحاول أن يبحث في الوقت المستقطع عن هذا الاخراج الذي يحمي الجميع.
ويقول إن الحريري يمارس سياسة القضم في مهمته، ولهذا هو يحاول التقدم في خطواته بشكل بطيء لكي ينجح في مهمته وينهيها على أكمل وجه بلا عقبات كثيرة.
ويتوقع أن تحمل الأيام المقبلة، وتحديداً بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من نيويورك مساحة جديدة من الحوار الحكومي الذي يفترض أن يتوصل الى خلاصات جديدة.