Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر August 9, 2018
A A A
من يريد ان تُهزم إيران في سوريا؟
الكاتب: احمد المقدادي - العالم

مرة اخرى يعود الحديث عن الوجود العسكري الايراني في سوريا وعن رغبة الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي ومن تحالف معهما من العرب بضرورة انهاء هذه الوجود او تقليصه او حتى إبعاده عن الحدود الجنوبية السورية. وتلعب روسيا دور الوسيط في ايجاد تسوية لهذه القضية بحكم انفتاحها على الأطراف كافة وحضورها العسكري الكبير في سوريا. لكن ما خفايا هذا القلق من الحضور العسكري الإيراني في سوريا ومن يصر على توجيه ضربة له بأية حيلة؟

بالتأكيد ان الأطراف التي تحالفت في يوم ما على تعبئة شاملة وبمختلف الأسلحة وتجنيد واسع شمل حتى الإرهابيين لإسقاط الدولة السوريا، لم يخطر ببالها بعد مرور عدة سنوات ان تصل الأمور في سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم بل هي حاليا ترى كابوسا لم يتصوره مخيالها لحظة قط.

فالجيش السوري بعزيمته وبسالته مدعوما من قبل إيران ومن ثم من روسيا حرر أغلب الاراضي السورية من المسلحين والارهابيين ووصل حتى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة والاردن ويستعد حاليا الى معارك في الشمال والشمال الشرقي لاستعادة ما تبقى من اراض خارج سيطرته.

هذه الانتصارات وهذا الفائض من القوة وحسن الادارة للمعارك وذكاء خارطة التحالفات، وضعت كيان الإحتلال الإسرائيلي في حال انذار واستنفار من زخم مضاف كسبه محور المقاومة بعد معركة شرسة خاضها مع مؤامرة كونية وجماعات ارهابية متوحشة وخرج منها منتصرا بكل وضوح ومكتسبا لخبرات وتجارب قتالية عالية تجعل له اليد الطولى في أية مغامرات عسكرية او امنية يقدم عليها خصومه او أعداؤه، سواء قربت المسافات من حدودهم او قربت.

وبعد كل هذه الإنجازات، يردد الإعلام المعادي لمحور المقاومة ان سيطرة الجيش السوري على كامل الحدود الجنوبية يعيد له “دوره في حراسة الحدود الشمالية لكيان الاحتلال الاسرائيلي”. ويعظم هذا الإعلام ايضا من المطالبات الاسرائيلية بإبعاد أي وجود عسكري ايراني عن هذه الحدود او تقليصه او انهائه ويبحث دون هوادة عن مثلبة او فبركة مقولات لعلها تخفف عنهم وقع الهزيمة وحساباتهم ورهاناتهم التي انتهت الى هواء في شبك.

وان كان هذا الاعلام لا يدرك حقيقة معنى سيطرة الجيش السوري على الحدود الجنوبية بعد معارك طاحنة مع مسلحين وارهابيين ورغم خطوط حمراء أميركية فان القلق الذي عبر عنه وزير الخارجية الاسرائيلي حيال هذه السيطرة المرعبة له تفند مزاعم ذلك الإعلام الذي ينفخ كذبا في بالون مثقوب لعله يغطي على خيبات مموليه وتكتيكاتهم الفاشلة ليس في سوريا فحسب بل في اغلب الجبهات رغم عدتهم وعديدهم وغطاءهم السياسي الغربي.

واما عن فاصلة الايرانيين عن الحدود، فوصول الجيش السوري الى كامل الحدود وانتصاره على المجموعات المسلحة والارهابيين هو هدف الإيرانيين وغاية ما يقدمون من استشارات عسكرية تقوي جبهة المقاومة ضد المتربصين بها شرا. وستبقى هذه الاستشارات العسكرية الايرانية متواصلة ومستمرة ولن يقرر بشأنها سوى طهران ودمشق ولا احد غيرهما.

الشراكة الاستراتيجية بين ايران وسوريا تمتد لعقود وعقود ولم تكن وليدة الارهاب المسلح بعد عام ٢٠١١. فسوريا كانت سندا لإيران يوم شن صدام حسين ضدها حربا ممولة خليجيا ومدعومة غربيا بالمعلومات والسلاح. وايران وسوريا وقفت معا في دعم لبنان ضد حروب شنها كيان الاحتلال الإسرائيلي وكذلك وقفت وتقف إيران الى جانب سوريا يوم تكالبت عليها قوى الشر والعدوان تريد الغدر بها وبمحور المقاومة.

كل ما يريده المحور المعادي من إعلامه ومزاعمه هو التقليل من حجم الانتصار الكبير الذي حققه محور المقاومة في سوريا والتغطية على هزيمته المدوية بعد كل ما بذله من اموال وقدمه من سلاح وبعد كل ما سفكه من دماء الشعب السوري وما دمره من البنية التحتية.

ولذلك هم يبحثون عن اية قشة يتمسك بها ويصورونها على هزيمة لمحور المقاومة لعلها تخفف عليهم هول غرق الهزيمة ولذلك يطبلون بلا ايقاع على معزوفة أبعاد الإيرانيين عن الحدود الجنوبية وان الجيش السوري عاد ليحمي هذه الحدود بما يصب لمصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي ولا يخجلوا أنهم في ذات الوقت يتحالفون مع هذا الإحتلال ويطبعون معه ويسوقون لصفقة تريد تصفية كل القضية الفلسطينية ويغدقون الأموال على ناتو عربي قد يكون هذا الإحتلال جزء منه.. اي قباحة وفضيحة بعد هذا ولكنهم لا يعقلون ومن هزائمهم وغدرهم لا يعتبرون ولا يخجلون.