Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر October 9, 2024
A A A
من يراهن على ذلك… مُغفل ابن مُغفل!
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

مُغفل من يعتقد ان الحرب ستأتي له بالمن والسلوى لأن في كل الحروب الجميع خاسر، فكيف اذا كانت هذه الحرب تشن على بلد مثل بلد كلبنان يرزح تحت تناقضات متعددة وفتنة داخلية تطل برأسها عند كل مفترق ما قد يحرق الاخضر واليابس ويوقع الجمل بما حمل.
مناسبة هذا الكلام اعتقاد البعض ان حزب الله باستشهاد اسطورته والعديد من قياديه فقد زمام المبادرة ويكاد يخسر الحرب وان الظرف مناسب للقضاء عليه وخلق توازنات جديدة.
لم يتعلم اللبنانيون بمختلف مذاهبهم وطوائفهم وعشائرهم، من تاريخ مآسيهم، وهم ان كانوا انسانياً يقفون الى جانب بعضهم البعض في الاوقات الحرجة الا ان مواقفهم واراءهم ونظرتهم الى لبنان الذي يريدون متضاربة ومتناقضة حتى العظم لاسيما في صفوف المسيحيين المتصارعين على من يجلس على قطعة الخشب في قصر بعبدا بدل التوحد والتعاون لانقاذ بلدهم حيث ينشغل البعض بنفسه ومن بعده الطوفان، وهذا ليس بمكسب بل خسارة للجميع وفي الدرجة الاولى خسارة كبيرة للبنان.
واهم من يراهن على ان حزب الله فقد زمام المبادرة لان قدرته على الصمود، رغم التدمير الاسرائيلي الممنهج، فاقت كل توقع اذ تستمر صليات الصواريخ باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة وتُقصف حيفا مقابل قصف بيروت والمستوطنات مقابل قصف الجنوب وبعلبك والبقاع، والنزوح الاسرائيلي من القرى المحتلة والمستوطنات يضاهي نزوح اهالي القرى الجنوبية والتصدي في البر لا يزال يسطر ملاحم شبيهة بما سطرته المقاومة خلال انتصار تموز عام ٢٠٠٦، وعدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي الى ارتفاع بشكل يومي.
يريد رئيس حكومة العدو تغيير منطقة الشرق الاوسط بالتدمير والاجرام وهو حتى الساعة لم يتمكن من تحقيق تقدم واحد في الحرب فلا المعركة البرية المحدودة كما سماها نجحت في اختراق البلدات الجنوبية ولا تمكن ايضا من اعادة المستوطنين حيث نجح فقط في الانقلاب على الاتفاقات المتعددة لوقف النار بحجج واهية ومضحكة ومنها القضاء على سلاح حزب الله.
ما سبق من كلام يبين ان التعاون والتعاضد بين ابناء الوطن الواحد هو الطريق الاقرب للعمل من اجل مصلحة لبنان وايقاف العدوان الاسرائيلي عليه ومن بعدها العمل لانتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس قدير وقادر لانهاض لبنان من جديد واعادة اعماره ومن يراهن على خلاف ذلك مُغفل ابن مُغفل.