Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر December 2, 2023
A A A
من يحكم القدس؟… هكذا جاء جواب الرئيس سليمان فرنجيه
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

عطفاً على المقال الذي نشرته امس عبر موقع المرده تحت عنوان “لهذا السبب نعته الرئيس سليمان فرنجيه بالسيء الذكر” وردتني اتصالات عدة من احباء عايشوا الرئيس الراحل سليمان فرنجيه وكانوا مقربين جداً من فخامته وتمنوا ان اتطرق في مقالات لاحقة الى مواقف الرئيس الراحل تجاه القضية الفلسطينية التي حملها الى الامم المتحدة متحدثاً باسم العرب، كما تجاه لبنانيته حيث قيل عنه انه ماروني اكثر من مار مارون وعروبي اكثر من صلاح الدين الايوبي.
ويكشف لي احد المقربين من الرئيس فرنجيه ان عرض مغادرة المسيحيين لبنان لم يقتصر على السيء الذكر كيسنجر بل حمله ايضاً مندوب دولي هو الفرنسي جورج غورس المتزوج من سيدة لبنانية والذي كان انذاك وزير اعلام في الحكومة الفرنسية حيث ابلغه ضرورة ان يختار المسيحيون بين خمس دول يتم ترحيلهم اليها مع محفزات الا ان الرئيس فرنجيه اجابه اننا لن نترك لبنان الا امواتاً.
ويضيف ان الرئيس فرنجيه التقى وزير خارجية اميركا هنري كيسنجر عدة مرات وانه في خلال لقائه به في مطار رياق بناء على طلب الاخير لدواع امنية سأله كيسنجر: فخامة الرئيس برأيك من يجب ان يحكم القدس؟” فكان جواب الرئيس فرنجيه جاهزاً: “يجب ان يحكمها المسلمون”.
فوجىء كينسجر بالاجابة وطلب منه تفسير ذلك فرد الرئيس فرنجيه قائلاً: “الدين الاسلامي جاء بعد اليهودية والمسيحية وبالتالي هو يعترف بالديانتين”.
ويضيف: يومها لم يعجب الجواب كيسنجر.
كما حصل حوار بين الرئيس فرنجيه وكيسنجر حول حق الفلسطينين بالعودة وان تكون لهم دولتهم وكذلك لم يعجب الامر كيسنجر فعاجله الرئيس فرنجيه بالقول: ما من امبراطورية دامت اكثر من مئة سنة ومهما طال الزمن ستعود دولة فلسطين وستزول اسرائيل.
كما يروي لي متصل اخر قائلاً: انه خلال اقامة الرئيس سليمان فرنجيه في دارة وزير الخارجية الاسبق المرحوم الشيخ لوسيان الدحداح، وفي الاجتماع الشهير للجبهة اللبنانية آنذاك، في العام ١٩٧٦، لمناسبة زيارة دين براون الذي عرض على المجتمعين موضوع ترحيل المسيحيين من لبنان الى أميركا بالبواخر الأميركية، كانت ردة الفعل عند الرئيس فرنجيه، الذي انبرى منفرداً للرد على العرض الأميركي، مشيراً الى العريشة خارج نافذة “العقد” حيث يجلسون، على انها متجذرة في الأرض كباقي الأشجار من أرز وسنديان وزيتون وتفاح وغيرها الكثير مما لا يعد ولا يحصى، وهكذا هو حال اللبناني صانع هذا الوطن منذ آلاف السنين، خاتماً حديثه بإعلانه انتهاء الاجتماع”. مضيفاً: “هذا ما أخبرنا به الوزير الدحداح أثناء زيارة قمنا بها بصحبة أخيه الشيخ رودريك حوالي العام ١٩٩٣”.
ذات يوم توجه مستشار معاوية له بالسؤال قائلا: كيف بامكانك يا سيدي ان تحل جميع المشاكل فاجابه: انا لا ادع المشكلة تصل الى مكان لا يمكن حلها بعده.
اليوم بالفعل هذا ما يحصل مع الكيان الاسرائيلي اذ ترك المشكلة تصل الى مكان لا يمكن حلها بعده فكان طوفان الاقصى ما اعاد القضية الفلسطينية التي حملها الرئيس فرنجيه في قلبه وعقله الى واجهة القضايا في العالم اجمع.