Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر September 11, 2016
A A A
من هو “أبو خالد” أسد “جيش الفتح” ومؤسس خلايا “الجبهة” في لبنان؟
الكاتب: محمد نمر - النهار

“أبو هاجر الحمصي”، “ابو عمر سراقب”، “أبو خالد لبنان”، تعددت الاسماء والشخص واحد، انه السوري أسامة نمورة (أبو محمد) الذي سقط في غارة جوية استهدفت اجتماعاً قيادياً لـ”جبهة فتح الشام” في ريف حلب، ولا تزال الجهة المنفذة غامضة، فمنهم من اتهم التحالف الدولي بتنفيذها، فيما اعتبر آخرون أن الموقع الجوي هو من اختصاص روسيا. وتزامنت هذه العملية الجوية مع إحياء الذكرى الثانية لمقتل قادة حركة “أحرار الشام”، إثر انفجار غامض خلال اجتماعهم في بلدة رام حمدان – شمالي ادلب، وأتت قبل ساعات من لقاء يجمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وهو الاستهداف الأول لـ”فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) بعد فك ارتباطها عن “القاعدة”.

%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af

وبالعودة إلى مقتل الحمصي، ووفق المعلومات التي حصلت عليها “النهار” من مصادر عدة مقربة من “فتح الشام”، فإن “أبو هاجر” أربعيني، من بلدة سراقب الادلبية، وسكن في حمص لفترة طويلة، انطلق في نشاطه الجهادي مع تنظيم “القاعدة” في العراق أيام التدخل الاميركي، واعتقل هناك ثلاث مرات، وما أن انطلقت الثورة السورية حتى انتقل إلى سوريا”.

هو من أبرز قادة “فتح الشام”، نشط أولاً في القلمون، وعمل مع أمير المنطقة “أبو مالك الشامي” الذي أسس التنظيم في القلمون، وبحسب المصادر “فإن ابو هاجر عمل على تأسيس فرع للنصرة في لبنان لم يصل إلى مرحلة التنظيم المكتمل، بل اقتصر على الخلايا”، وكان معروفا باسم “ابو خالد”.

وتوضح “أن مواقع النصرة فعلياً كانت في الجرود، لكن كان لها بعض العناصر في طرابلس، والمجموعات التي تعاون معها ابو هاجر هي المسؤولة عن غالبية التفجيرات التي تبنتها النصرة آنذاك، كالتفجير الذي استهدف المستشارية الايرانية في بئر حسن”، وتصفه المصادر بـ”مدير العمليات في لبنان سابقاً والمخطط الأمني لها”.

انتقل “ابو هاجر” الى ادلب وعيّن أميراً عليها، ثم أميراً لحلب، وشارك في قيادة أبرز المعارك كمعسكري وادي الضيف والحامدية في جنوب إدلب. ويعتبر من مؤسسي غرفة عمليات “جيش الفتح”، وهو مندوب “فتح الشام” فيها. وتقول المصادر: “ابو هاجر ليس القائد العام لجيش الفتح، بل هو القيادي الابرز في الغرفة، والقائد الحالي هو نقيب مهندس منشق وخريج الاكاديمية العسكرية بحلب، وكان له دور كبير في معركة حلب”. وترفض المصادر الكشف عن اسم القائد العام لدواع أمنية. وتوضح: “كان ابو هاجر القائد العام قبل وقف العمل بالغرفة العام الماضي، وخاض معارك ادلب، لكن بعد إعادة إحياء العمل في جيش الفتح اشترطت حركة أحرار الشام وفيلق الشام وأجناد الشام تغيير ابو هاجر، فهو معروف بأنه غير متساهل وقاسٍ، إلا ان جدارته العسكرية تضعه دائما في مقدم المعارك، وهو من قاد معركة تحرير ادلب وجسر الشغور وسهل الغاب”.

عُرف “ابو هاجر” بالشدة والقساوة في التعامل، واختلف مع قياديين كثر بسبب اسلوبه الحاد، وفي حزيران الفائت، خلال توليه إمارة حلب، سجن لأيام بسبب خطأ إداري وصف بـ”سوء استخدام المنصب”، وبعد خروجه، رجح البعض ان ينتقم من أميره أو ينشق عن التنظيم، لكنه أكمل المسيرة رغم تجريده من منصبه، وتابع مهمته عسكريا قياديا في المعارك. وبحسب المصادر فإن “أسلوب ابو هاجر” العسكري المفضل هو محاصرة المنطقة العسكرية كما حدث في مطار ابو الظهور العسكري، وبالتالي ابادة كل من فيها بعكس قادة الأحرار الذين يفضلون ترك طريق للعدو للانسحاب كي لا يستميت الأخير بالدفاع”.

تعتبر مصادر سورية معارضة أن “هذه الضربة معنوية، لكنها لا تؤثر على مجريات الأحداث والقرارات”، مذكرة بأنه “لم يشهد للتنظيمات أو المجموعات ان توقفت على اشخاص”. وسبق أن خسرت “أحرار الشام” غالبية قادتها وأكملت الطريق، كما تم اغتيال قائد “جيش الاسلام” زهران علوش واكمل الجيش طريقه، ومن المعطيات التي كشفتها المصادر أن “أمير فتح الشام أبو محمد الجولاني كان حاضرا في غرفة العمليات عند فك الحصار عن حلب، وهذه الغرفة كانت خلف ‏الخط الأول بمئات الأمتار فقط، ولو قتل فلن يتغير اي شيء سوى اسم القائد”.