Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر August 23, 2019
A A A
من سيبيريا إلى الأمازون.. حرائق تم رصدها من الفضاء الخارجي فما هي أسبابها؟
الكاتب: عربي بوست

في صيف 2019 التهمت الحرائق ما يقارب 3 ملايين هكتار من مساحة غابات سيبيريا بالإضافة إلى مساحات شاسعة من غابات الأمازون، وقد وصلت حدة هذه الحرائق إلى درجة أن الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي استطاعت التقاط صور واضحة لتلك الحرائق.
فهل تساءلتم يوماً ما أسباب حرائق الغابات؟
الأسباب الرئيسية لحرائق الغابات
على عكس المتوقع، الاحتباس الحراري ليس المتهم الأول بقضية حرائق الغابات، إذ إن الأنشطة البشرية تعتبر المسبب الأول للحرائق حول العالم.
ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تعتبر الأنشطة البشرية مسؤولة عن 80% من الحرائق التي تندلع في الغابات.
الإهمال هو المتسبب الأكبر بهذه الحرائق، فقد ينسى أحدهم إخماد النار جيداً بعد ليلة من التخييم، أو يرمي بأعقاب السجائر المشتعلة دون التأكد من إطفائها، كما أن الأعطال التي قد تحدث في خطوط الكهرباء القريبة من الغابة قد تؤدي إلى نشوب حرائق هناك.
هذا إلى جانب الحرائق المتعمدة التي قد يلجأ إليها البعض لأغراض شخصية أو حتى سياسية غير آبهين بخسارة مساحات خضراء واسعة.
الأسباب الطبيعية لحرائق الغابات
كي يحدث الحريق في الغابة بشكل طبيعي فهو يحتاج إلى ثلاث عناصر طبيعية تسمى «مثلث النار» وهي: الحرارة، الوقود، والأوكسجين.
تحدث معظم الحرائق الطبيعية في فصل الصيف، حيث تشجع درجات الحرارة المرتفعة على انتشار الحرائق، وتشكل الأعشاب اليابسة والأوراق الجافة وقوداً ممتازاً لاندلاع الحرائق، أما الرياح فتؤمن الأوكسجين اللازم لإضرام الحريق.
ومع وجود هذه العناصر الطبيعية الثلاث بوفرة في الغابة، كل ما تبقى لدينا لحدوث الحريق هو «الشرارة» فقط.
غالباً ما تكون الصواعق هي مصدر هذه الشرارة التي تسبب التهام مساحات واسعة من الغابات الخضراء.
إلى جانب الصواعق قد تسهم الانفجارات البركانية أو الشرار الناتج عن سقوط الصخور واحتكاكها ببعضها في إحداث الحرائق في الغابات.
الاحتباس الحراري
كما نعلم، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري تنتج عما يسمى «الغازات الدفيئة»، وهي عبارة عن غازات لها القدرة على امتصاص الأشعة الفوق بنفسجية القادمة من الشمس وحبسها ومنعها من الانطلاق إلى الفضاء الخارجي، وبالتالي فإن تركيز هذه الأشعة الزائد في الغلاف الجوي يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة على سطح الأرض.
وتنطلق هذه الغازات من دخان المصانع وعوادم السيارات وغيرها من مظاهر الحياة المتقدمة.
هذا التغير في درجات الحرارة الناتج عن الاحتباس الحراري، يلعب دوراً كذلك في زيادة حرائق الغابات، فكما ذكرنا فإن الحرارة هي أحد العوامل الثلاث الرئيسية لحصول هذه الحرائق.
أيضاً تلعب الغازات الدفيئة دور الوقود الذي يزيد من حدة اشتعال حرائق الغابات.
ما العوامل التي تسهم في انتشار الحرائق لتشمل مساحات أوسع؟
الطقس: غالباً ما تحدث الحرائق في فصل الصيف، حيث يسيطر الجفاف على الأعشاب والنباتات المنتشرة في الغابات.
وتؤثر درجة الحرارة والرطوبة وكذلك سرعة الرياح على مدى انتشار الحريق.
ففي حال حدث حريق ولو بسيط تسهم الرياح في انتشاره بشكل أوسع، لأن الأوكسجين يغذي النيران ويزيد اشتعالها.
الوقود: أي حريق يحتاج إلى وقود يلتهمه ليضمن استمراره.
في حالة الغابات تشكل الأشجار والأعشاب التي تنمو تحتها وقوداً حيوياً دسماً لهذه الحرائق ما يسهم في انتشارها بشدة.
التضاريس: شكل الغابات وتضاريسها تلعب دوراً مهماً في سرعة انتشار الحرائق ووصولها إلى مساحات أوسع.
حيث تميل الحرائق للتحرك بسرعة فوق المنحدرات الحادة على جانبي الجبال والتلال، على عكس الأراضي المنبسطة.
أسباب حرائق سيبيريا
في بداية تموز 2019، اندلعت حرائق مرعبة في منطقة سيبيريا شمال شرقي روسيا، حيث غطت النيران أكثر من 3 ملايين هكتار، أي ما يعادل مساحة بلجيكا تقريباً.
غطى الدخان المدن المجاورة التي تم إعلان حالة الطوارئ فيها، كما حذر العلماء من أن الغازات المنبعثة من الحريق ستزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل ملحوظ، وبالتالي ستقوم بتسريع وتيرة ذوبان القطب الشمالي.
حيث نشر بعض العلماء صوراً من الأقمار الصناعية صادرة عن وكالة ناسا تظهر وصول سحب الدخان إلى منطقة القطب الشمالي.
وقد ذكرت الوكالة الفيدرالية للغابات في روسيا أن سبب الحرائق هو العواصف البرقية الجافة في درجات حرارة تفوق 86 فهرنهايت (30 درجة مئوية)، والتي انتشرت بفعل الرياح القوية.
أسباب حرائق الأمازون
بلغ حد الدمار الذي سببته الحرائق في غابات الأمازون إلى الفضاء الخارجي، حيث رُصدت في شهر آب 2019 مشاهد الدخان المنبعث من الفضاء، وقد أدخل الدخان الأسود مدينة ساو باولو ومدناً أخرى في ظلام.
قال البعض إن الحريق يرجع إلى تغير اتجاه الرياح بسبب تعرض الأمازون لموجة برد وصقيع عملت على تصادم الرياح مع دخان حريق صغير في إحدى الغابات البرية ما أدى إلى تشكيل نيران أشعلت معظم أجزاء غابات الأمازون.
لكن الرئيس البرازيلي اتهم المنظمات الأهلية بافتعال هذا الحريق عمداً، وذلك للإضرار بصورة حكومته بعدما قرر تخفيض تمويل تلك المنظمات.