Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر May 21, 2024
A A A
من تبريز إلى مشهد: ما خصوصية المدن التي تمرّ بها مراسم تشييع الرئيس الإيراني؟

بدأت صباح الثلاثاء مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومرافقيهما في مدينة تبريز الإيرانية، وسط حضور شعبي.

ومن المقرر أن تستمر مراسم التشييع حتى يوم الخميس-الجمعة، إذ تشهد عدة مدن إيرانية مراسم رسمية وشعبية للتشيع الرئيس ومرافقيه، ابتداءً من تبريز وصولاً إلى مدينة مشهد حيث يوارى الثرى.

 

 

فماذا نعرف عن المدن التي تمرّ منها مراسم التشييع؟
تبريز
تبريز هي عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية، وهي أقرب عاصمة لمكان تحطم الطائرة.

تعتبر تبريز ثالث أكبر المدن الإيرانية بعد كل من طهران ومشهد.

تشكل تبريز أحد أقطاب الاقتصاد الإيراني، حيث تذكر وكالة تسنيم الإيرانية عن المدينة بأنها تشتهر بالأعمال التجارية والصناعية وفي قطاع الاتصالات، ومن أبرز صناعاتها الإسمنت والبتروكيماويات وتجميع السيارات.

اتُخذت تبريز عاصمةً لإيران خلال عدة مراحل من التاريخ الإسلامي أبرزها المرحلتين الصفوية والقاجارية.

كذلك تشتهر بتاريخها الإسلامي وما قبل الإسلامي، واتخذت عاصمة لإيران خلال عدة مراحل من التاريخ الإسلامي. وفيها قلعة تبريز، التي تعود للقرن الثامن للهجرة، وتم بناءها على بقايا جدران مسجد قديم.

 

 

قُم
قُم هي المحطة الثانية في مراسم تشييع رئيسي، حيث وصلت الجثامين بعد ظهر الثلاثاء إلى المدينة التي تلقى فيها رئيسي دراستها الدينية.

تقع قُم جنوبي العاصمة طهران، وتعتبر أحد أبرز مراكز تكوين المراجع الدينية، وهي المدرسة الفيضية التي انطلقت منها أول شرارة للثورة الإسلامية الإيرانية التي انتهت بوصول آية الله الخميني إلى السلطة في 1979.

تحتوي مدينة قُم على مرقد “السيدة المعصومة”، العائد إلى فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم، ويعتبر المرقد أحد الوجهات الدينية التي تحظى باهتمام الزائرين للبلاد، وأقيمت في محيطة مقابر للعديد من الشخصيات المهمة.

ومرت المراسم عبر موقعين مقدسين في المدينة – مسجد “جامكاران” وضريح “فاطمة المعصومة”.

وكانت مدينة قُم أيضاً المكان الذي درس فيه الرئيس الإيراني الراحل الفقه الإسلامي.

 

 

العاصمة طهران
يصل جثمان رئيسي للعاصمة الإيرانية طهران مساء اليوم الثلاثاء وتقام صباح يوم غد الأربعاء مراسم التشييع الرسمية من جامعة طهران إلى ساحة آزادي، كما تقام مراسم عصر الأربعاء في المدينة بحضور وفود وضيوف أجانب، على أن تنقل في الساعات الأخيرة من الليل إلى مصلى الخميني بالعاصمة.

وتعتبر طهران من أكبر المدن الإيرانية وأكثر مدن المنطقة اكتظاظاً بالسكان، تتركز فيها صناعات البلاد الأساسية بالإضافة إلى الجامعات والمسارح والمتاحف والحدائق، بالإضافة إلى الجوامع والكنائس التاريخية.

قررت اللجنة التي تم تشكيلها لتشييع الجثامين أن تُقام المراسم صباح الأربعاء في طهران، موضحاً أن الجنازة ستُنقل في الساعات الاخيرة من ذلك اليوم إلى مصلى الإمام الخميني في العاصمة طهران لتوديعها.

ويقع مُصلى الإمام الخميني في منطقة عباس آباد في طهران وتبلغ مساحته قرابة 630 ألف متر مربع، ويعتبر ثاني أكبر مصلى في البلاد من حيث المساحة بعد مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان.

ويتكون المصلى الذي يُعرف أيضا باسم “مصلى طهران الكبير”، من مجموعة من المباني والمساحات الواسعة التي تتسع لأعداد كبيرة من الناس، وعادة ما تُقام فيه الاحتفالات الدينية والسياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والتعليمية وغيرها، إذ يعتبر مكاناً دائما لمعرض الكتاب السنوي في إيران.

 

 

خُراسان
يصل جثمان رئيسي صباح الخميس إلى محافظة خرسان الجنوبية، في طريقه إلى مدينة مشهد حيث، يوارى ثرى رئيسي يوم الخميس.

ومحافظة خراسان هي إحدى المحافظات الحدودية للبلاد، وعاصمتها مدينة بيرجند، والتي تتضمن العديد من الحدائق التاريخية، وتعبر حدائقها من المعالم السياحية في البلاد، إلى جانب بعض القلاع والقصور التي تعود إلى تواريخ قديمة.

يُظهر اكتشاف القطع الأثرية القديمة في شمال خراسان العمر المرتفع جدًا لهذه المحافظة من حيث السكن البشري. يبلغ عمر موقع بهلان وتلة ججارم الأثري ما يقرب من 12 ألف سنة، وقد تم تشييد المباني مثل مبنى سباخو الحجري في هذه المنطقة منذ عصر ما قبل الإسلام، والذي يعتبر أقدم بناء في هذا الجزء من التاريخ.

مدينة بجنورد هي مركز هذه المحافظة، وتشكل شيرفان وججارم وفروج وإسفرين بعض المدن الأخرى في شمال خراسان.

 

 

مشهد
يصل جثمان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي إلى مدينة مشهد، حيث سيتم تشييعه ودفنه بجوار مرقد الإمام الرضا ليل الجمعة.

ومدينة مشهد هي مسقط رأس رئيسي، حيث ولد وأتمّ دراسته الابتدائية فيها، وهي أحد مدن محافظة خراسان.

وتعتبر مشهد واحدة من أكبر المدن الإيرانية، وفيها الكثير من الآثار والمزارات والمقامات، ومن ضمنها “الحضرة الرضوية”، أي مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، وهو أحد أئمة الشيعة.

وشهدت المدينة مظاهر حداد وحزن فور إعلان خبر مصرع الرئيس إبراهيم الرئيسي، وعُلقت الرايات السوداء على أطراف الشوارع، كما احتشد العديد من الإيرانيين أمام منزل والدة رئيسي في مدينة مشهد للمشاركة في العزاء.

وكانت آخر زيارة لرئيسي لمدينة مشهد قبل 5 أيام من وفاته، عندما وصل للمدينة لحضور أعمال المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا، حيث زار مرقد الإمام رضا، وحظي باستقبال رسمي من قبل محافظ خراسان.

وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2021، تعمّد رئيسي إلقاء خطاب الفوز حينها في مدينة مشهد، أمام الآلاف من مؤيديه الذين احتشدوا في محيط ضريح الإمام الرضا، حيث وعد رئيسي بمحاربة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي والعمل على “حفظ كرامة الإيرانيين”.

ومرقد الإمام الرضا أو العتبة الرضوية هو ضريح الإمام علي بن موسى الرضا ثامن أئمة الشيعة الاثني عشرية، ويقع في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان، وهي ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في إيران.

ومن المتوقع أن يشارك عدد كبير من الإيرانيين في تشييع الجثامين، إذ بدأ عدد من الموالين للنظام الإسلامي في إيران بالتجمع في العاصمة طهران لأداء الصلوات والأدعية للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومرافقيهم.

 

 

أبرز ما حدث في اليوم الأول من مراسم التشييع:

بدأت اليوم الثلاثاء مراسم تشييع جثامين الرئيس الإيراني ومرافقيه من مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية، حيث سقطت المروحية التي كانت تقلهم ما أسفر عن مقتل كلّ ركابها.
أظهرت صور من مدينة تبريز نقلتها وسائل إعلام إيرانية عددا من المواطنين الذين تجمعوا للمشاركة في مراسم التشييع.
عقد مجلس خبراء القيادة في إيران جلسة صباح الثلاثاء، أُلقيت فيها كلمات لتأبين الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحداد خمسة أيام في كافة أنحاء البلاد، بعد الإعلان رسمياً عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المرافقين لهم.
أعلن مساعد رئيس الجمهورية للشؤون التنفيذية محسن منصوري، تعطيل الدوام الرسمي في كافة محافظات إيران ابتداءً من يوم الأربعاء، وإلغاء كافة امتحانات نهاية السنة الدراسية بداية من اليوم الثلاثاء حتى نهاية الاسبوع الجاري.
تقام مراسم التشييع بمدن تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية وطهران، وقُم جنوبي العاصمة طهران، وبيرجند ومشهد في محافظة خراسان.
نُقلت جثامين الرئيس الإيراني ومرافقيه إلى مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية حيث سقطت المروحية، و تم عرضها على الطب الشرعي قبل بدء مراسم تشييعها، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
ولا يزال يجري التحقيق في سبب الحادث.
أقرّ مجلس صيانة الدستور الإيراني موعد الانتخابات الرئاسية القادمة في 28 يونيو/حزيران المقبل.
وقال المتحدث باسم المجلس هادي طحان نظيف إن الأعضاء وافقوا على مقترح قدمته وزارة الداخلية حول الموعد المقرر لإجراء الانتخابات.

 

 

ما الدول التي أعلنت حداداً وطنياً اليوم للتضامن مع إيران؟
أعلن لبنان وسوريا، وهما من أقرب حلفاء طهران في الشرق الأوسط، الحداد لمدة ثلاثة أيام على رئيسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي لقي مصرعه في نفس حادث تحطم المروحية، مع مرافقيهما.

كما أعلن العراق، وهو بلد مجاور وله علاقات وثيقة للغاية مع إيران، يوم حداد وطني.

أُقيمت مراسم تأبين لرئيسي في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في العراق وتم إغلاق الطرق في مناطق البلاد.

وأعلنت كل من باكستان والهند وتركيا أيضاً يوم حداد وطني لإظهار الاحترام للرئيس الإيراني الراحل.

 

 

 

ملخص الحادث
بعد ظهر يوم الأحد، تعرضت مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه لحادث في أذربيجان الشرقية.

في صباح يوم الاثنين، عندما تم العثور على المروحية، تم الإعلان رسمياً عن نبأ مصرع رئيسي وكل من كان على متن المروحية، منهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني مصرع رئيس البلاد إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له إثر سقوط مروحية كانت تقلهم في أذربيجان الشرقية، فيما المرشد الأعلى الإيراني يعلن الحداد لخمسة أيام في البلاد.

وبالإضافة إلى الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، توفي في هذا الحادث أيضاً محمد الهاشم إمام جمعة تبريز، ومالك رحمتي، حاكم أذربيجان الشرقية، ومهدي موسوي، قائد وحدة الحماية الرئاسية.

وتم إعلان يوم الأربعاء، وهو الموعد المقرر لإقامة مراسم الجنازة الرسمية لإبراهيم رئيسي في طهران، عطلة رسمية.

واستمرت عمليات البحث عن مروحية رئيسي قرابة 15 ساعة قبل أن تعثر فرق الإنقاذ صباح الاثنين على حطامها، بالإضافة إلى جثث كلّ من كان على متنها.

مسار التحقيقات في الحادث
لا تزال تفاصيل سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي غير واضحة.

وأسفر تحط المروحية يوم الأحد عن مصرع رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وستة أشخاص آخرين.

ويقول المسؤولون في إيران إن المروحية اضطرت إلى الهبوط الاضطراري بسبب “سوء الأحوال الجوية والضباب في المنطقة”.

وتمتلك إيران أسطولاً من الطائرات القديمة بسبب سنوات من العقوبات المفروضة على البلاد. وفي السنوات الماضية شهدت إيران سلسلة من حوادث سقوط الطائرات.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري أمر “لجنة رفيعة المستوى” بفتح تحقيق في الحادثة.

وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام، فقد حضرت اللجنة المختصة إلى موقع تحطم المروحية في مقاطعة أذربيجان الشرقية الشمالية، فيما قالت وسائل الإعلام الرسمية الروسية والإيرانية أيضاً إن روسيا عرضت المساعدة في التحقيق.