Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 3, 2018
A A A
من بيروت الأولى، إلى بيروت الثانية
الكاتب: الأنباء

نتائج «بيروت الأولى»: محسومة للوائح.. لا للمرشحين
يرى خبير انتخابي أن نتائج دائرة بيروت الأولى غير محسومة للمرشحين، إنما هي شبه محسومة على صعيد التوزيع بين اللوائح المتنافسة. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة المشاركة في هذه الانتخابات إلى ٥٠ ألف ناخب.

على مستوى تقاسم القوى، من المتوقع أن يحصد تحالف التيار الوطني الحر ـ الطاشناق بين ٣ و٤ مقاعد كحد أقصى، رغم أن هذه اللائحة تضم الحزبين الأرمنيين الأقوى في الساحة الأرمنية.

فهذه اللائحة تعاني من ضعف في الصوت الماروني والكاثوليكي والأرثوذكسي، ومن تشتت الأصوات مع ترشيح القيادي السابق في التيار زياد عبس. أما لائحة القوات ـ الكتائب ـ فرعون، فمن المتوقع أن تحصل ٣ مقاعد على لوائح السلطة، بينما تعتبر لائحة تويني غير المكتملة قليلة الحظ في ظل التنافس الحاد بين لوائح السلطة. أما لائحة «كلنا وطني» فقد تحصد مقعدا.

والنتائج ستكون متقاربة بسبب العتبة الصغيرة المطلوبة في حال كانت المشاركة خفيفة. ومن الصعوبة جدا معرفة من سيربح لأن هناك على الأقل مرشحين قويين يتنافسان على المقعد نفسه.

وفق الخريطة السياسية للتحالفات، ثمة معركة كاثوليكية شرسة على أرض أرثوذكسية صلبة وبصوت ماروني وأرمني وسرياني تفضيلي. يتنافس على المقعد الماروني النائب نديم الجميل ومسعود الأشقر. وحتى الساعة لم تحسم الاستطلاعات الانتخابية المقعد لأحد الطرفين. المقعد الكاثوليكي يشهد معركة كبرى بين النائب والوزير الحالي ميشال فرعون والوزير السابق نقولا الصحناوي الذي فشل في الانتخابات السابقة. المقعد الأرثوذكسي الذي تشغله حاليا النائبة نايلة تويني تتنافس عليه شقيقتها ميشيل تويني بلائحة ألّفتها في وجه مرشح ين قويين هما عماد واكيم عن حزب «القوات اللبنانية» وزياد عبس عن تحالف وطني. معظم الاستطلاعات تبرز تقدم واكيم.

أما المقاعد الأرمنية، فهي أيضا تشهد معركة غير مسبوقة. فهناك مرشحو الطاشناق هاكوب ترزيان، ألكسندر ابراهام ماطوسيان وسيرج أغوب جوخاداريان، يواجههم مرشحون من لائحة «القوات» والكتائب في طليعتهم العميد المتقاعد جان طالوزيان ولائحتا «كلنا وطني» و«نحنا بيروت».

إلى مقعد الأقليات، حيث ينحصر التنافس عليه فعليا بين مرشح «القوات» رياض عاقل ومرشح التيار الوطني الحر أنطوان بانو. ويعمل كل من الفريقين على تأمين اكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية لمصلحته، إلا أن أنصار لائحة «كلنا وطني» يعتبرون أن المرشحة عن مقعد الأقليات جمانة سلوم حداد قادرة على الخرق.

بالتالي، فإن بيروت الأولى مقبلة على معركة شرسة شعارها الأول الحاصل الانتخابي وركنها الصوت التفضيلي الذهبي.
*

سيناريوهات لـ «بيروت الثانية»
وفق سيناريو ترسمه أوساط شيعية في بيروت: يمكن أن تصل نسبة التصويت في دائرة بيروت الثانية إلى أكثر من ٤٦%: نحو ٥٠% عند الناخبين السنة (١٠٦ آلاف مقترع)، نحو ٥٠% عند الناخبين الشيعة (٣٨ ألفا)، ونحو ٣٠% لدى المسيحيين (١٥ ألفا)، ونحو ٥٠% عند الدروز (٢٥٠٠)، ليبلغ عدد المقترعين نحو ١٦٢ ألفا (الحاصل الانتخابي، أي الحد الأدنى اللازم للحصول على مقعد، يمكن أن يصل إلى نحو ١٤٧٠٠ صوت).

وبحسابات غالبية الماكينات، لن يكون بمقدور الحريري الحصول على أكثر من ٦٥% من أصوات المقترعين السنة، أي أقل من ٧٠ ألف صوت. فباستثناء لائحتي ٨ آذار وحركة الشعب وحلفائها، سيغرف الآخرون من صحن «المستقبل». وإذا أضيف إلى سلة «المستقبل» نحو ألفي صوت شيعي، و٥ آلاف صوت مسيحي، ونحو ٢٠٠٠ صوت درزي، فستصبح النتيجة نحو ٨٠ ألف صوت كحد أقصى، في مقابل نحو ٨٠ ألفا لخصوم الحريري: قوى ٨ آذار، فؤاد مخزومي، «المجتمع المدني»، صلاح سلام الجماعة الإسلامية، أشرف ريفي، حركة الشعب والمرابطون وحلفائهما، وبقية اللوائح.

٨٠ ألف صوت ستمنح «المستقبل» ٦ مقاعد. أما لائحة ٨ آذار، فيمكن أن تحصل على نحو ٣٥ ألف صوت شيعي، و١٠ آلاف صوت سني، و٥ آلاف صوت مسيحي، أي ما مجموعه نحو ٥٠ ألف صوت.

بدوره، يمكن أن يحصل مخزومي على ١٥ ألف صوت (على رغم أن بعض التقديرات ترجح عدم فوز لائحته). وإذا لم تؤمن بقية اللوائح أي حاصل، فهذا يعني تقاسم المقاعد وفق الآتي: ٦ مقاعد للائحة المستقبل، ٤ مقاعد لقوى ٨ آذار، ومقعد للمخزومي.

ما ينقذ الحريري من هذا السيناريو، هو حصر التمثيل بلائحته وبلائحة ٨ آذار (ألا تفوز أي لائحة أخرى بأي مقعد). وهنا، سيحصل (في حال تحقيقه الأرقام المذكورة أعلاه) على ٧ مقاعد، ليبقى لخصومه ٤ فقط.

لكن، ثمة سيناريوهات أخرى، يمكن وصفها بسيناريوهات الرعب للحريري. عمودها ألا تصل نسبة التصويت السني إلى ٥٠%، وعدم تمكن لائحة «المستقبل» من الحصول على ٦٥% منهم، وأن تتجاوز ٤ لوائح الحاصل: «المستقبل»، ٨ آذار، مخزومي، و«المجتمع المدني» أو «سلام ـ الجماعة»، مع الأخذ في الاعتبار أن اللوائح الثلاث الأخيرة ستقاسم المستقبل أصواته، وستخفض بالتالي نسبة تصويت الناخبين السنة له. في هذه الحالة، قد يتراجع عدد الفائزين من لائحة الحريري إلى ٥.