Beirut weather 24.41 ° C
تاريخ النشر November 1, 2024
A A A
“من بيت ابي ضُربت”
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

امام صمت العالم اجمع يقوم العدو الاسرائيلي بتدمير ممنهج لقرى وبلدات بأكملها لا في جنوب لبنان وحسب بل في بقاعه وضاحية عاصمته وصولاً ليس فقط الى مدينة الشمس بعلبك ولا الى صور المدينة الاقدم بين المدن في التاريخ والاغزرها اثاراً والمدرجة على لائحة التراث العالمي بل الى عمق الابنية المكتظة باهلها والتي سويت بالارض وباتت اثراً بعد عين وارض محروقة بحجة وجود اسلحة وما شابها مع انذار السكان بضرورة اخلاء هذه المنازل قبل قصفها بدقائق ليبدو هذه العدو امام العالم انه يتجنب المدنيين متناسياً اعداد الشهداء من المدنيين والاطفال والنساء والعجز والذي بلغ حتى يوم امس ٢٨٦٧ شهيداً الى ١٣٠٤٧ جريحاً.
ماذا يريد هذا العدو هل يريد احتلال لبنان؟
بالمبدأ ان اعادة اجتياح لبنان لا يزال حلماً يراود اسرائيل لكنه لم يعد بالمستطاع بوجود المقاومة الباسلة التي لم تسمح لجيش الاحتلال بالدخول الى متر واحد من القرى والبلدات المتاخمة للحدود وكبدت هذا العدو خسائر موجعة تأكد معها ان حلمه بات مستحيلاً وانه من الافضل ونظراً لتفوقه العسكري وكمية الاسلحة المرسلة اليه ان يعتمد سياسة الارض المحروقة لمنع السكان من العودة الى منازلهم وبالتالي حماية مستوطناته بحزام من الدمار والخراب والتهجير فور اعلان وقف النار، كما رأى انه من الافضل والاوفر عليه اعتماد الفتنة الداخلية ودفع اللبنانيين الى التلهي بقتال بعضهم البعض وتفجير لبنان من الداخل وبيد ابنائه عبر التأليب ورمي الاشاعات التي من شأنها ان تؤدي الى حرب اهلية في بلد انتماء المواطن فيه لطائفته وحزبه قبل انتمائه لوطنه ودولته.
هذه هي اسرائيل على مر تاريخها الدموي مع لبنان فهي الى جانب الاجرام الذي يتخطى كل حدود تعتمد سياسة فرق تسد وتحاول دائماً وابداً استمالة فريق لجهتها وتأليبه على شريكه في الوطن تحت شعار “من بيت ابي ضُربت” فهل نتعظ هذه المرة ولا نسمح لها بتحقيق اهدافها ام ان احلام البعض ستجرفه وتجرف معه كل لبنان؟