Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 18, 2016
A A A
من برباتوف إلى كانتونا
الكاتب: محمد نجا - السفير

من برباتوف إلى كانتونا.. عروض فردية أسطورية صبغت القمّة الحمراء
*

حملت مواجهة «ليفربول» و «مانشستر يونايتد» أمس الرقم 198 بينهما. فعبر السنين، شهدت «القمة الحمراء» الجيد والبشع والأفضل من اللاعبين الذين مثلوا هذين الناديين.
هاكم خمسة من العروض الفردية الأسطورية التي شهدتها تلك القمة التي لم تفقد بعد بريقها بين مواجهات الأندية الكروية.

1ـ ديميتار برباتوف: كانت مسيرة المهاجم البلغاري في نادي «مانشستر يونايتد» متذبذبة مع تقديمه بعض العروض الجيدة متبوعة بمباريات كان فيها عبءٌ على فريقه. وعندما حلّ «ليفربول» ضيفاً في «أولد ترافورد» يوم 19 أيلول من العام 2010، قدّم المهاجم العملاق واحداً من أفضل عروضه في قميص «الشياطين الحمر» بتسجيله «هاتريك».
افتتح برباتوف التسجيل برأسية إثر ركنية نفذها الويلزي راين غيغز. وفي الدقيقة 59 قدم المهاجم لعبة سحرية لامعة عندما سجل هدفاً رائعاً من تسديدة مقصية وظهره إلى مرمى الحارس الإسباني بيبي رينا الذي وقف عاجزاً.
بدا أن «يونايتد» في طريقه إلى تحقيق فوز سهل. لكن «ليفربول» انتفض وردّ بهدفين حملا توقيع ستيفن جيرارد. وكانت الكلمة الأخيرة لبرباتوف الذي قبل ست دقائق من النهاية خطف برأسه هدف الفوز بعد رفعة من الأيرلندي جون أوشي، ومكمّلاً ثلاثيته المشهودة.
*

31a5fd10-1009-49a6-a37a-b52874b05c3d
البلغاري برباتوف سجل هدفاً رائعاً لمانشستر يونايتد في مرمى حارس ليفربول الإسباني رينا خلال الموسم 2010 2011.
*

2ـ نايجل كلاف: انتقل المهاجم الدولي السابق من «نوتنغهام فوريست» إلى «ليفربول» صيف العام 1993 وبدأ مسيرته مع ناديه الجديد بطريقة مثالية حين سجّل هدفين ضد «شيفيلد ونزداي». لكنه عاد إلى مقاعد البدلاء مع حلول العام الجديد بسبب نجاح الشراكة الهجومية بين روبي فاولر وإيان راش. وعندما حلّ «مانشستر يونايتد» ضيفاً في «أنفيلد» يوم الرابع من كانون الثاني العام 1994، كان كلاف أساسياً في تشكيل «الحمر».
لم تبدأ المباراة كما اشتهاها مشجّعو «ليفربول» مع تقدّم «يونايتد» خلال 24 دقيقة بثلاثة أهداف حملت تواقيع ستيف بروس وراين غيغز والأيرلندي دنيس إروين. ظنّ مشجعو الفريق المضيف أن المباراة حُسمت إلى حين تسجيل كلاف هدفاً من تسديدة بعيدة المدى.
لم يتوقف ابن براين كلاف الذي كان أفضل مدرب إنكليزي لم يدرب منتخب إنكلترا عند هذا الحدّ، وأضاف هدفاً ثانياً في الدقيقة 38 ليقلص الفارق إلى هدف وحيد. وانطلقت احتفالات مشجّعي «الحمر» عندما أدرك نيل رادوك التعادل في الدقيقة 79، مكمّلاً واحدة من أكبر عمليات التعويض في تاريخ هذه المواجهة الأسطورية.
*

3ـ مامادو ساكو: على الرغم من أن مواجهات «ليفربول» و «مانشستر يونايتد» تشتهر بالأهداف والهدافين، كانت الجهود الجبارة التي بذلها الفرنسي مامادو ساكو في دفاع «ليفربول» خلف بلوغ «ليفربول» الدور الثاني من كأس «يوروبا ليغ» خلال الموسم الفائت.
أوقعت قرعة الدور الثالث «ليفربول» في مواجهة «مانشستر يونايتد» فكانت الأولى بينهما في أوروبا. خرج «ليفربول» فائزاً (2 ـ صفر)، ذهابا على أرض ملعب «أنفيلد» ودخل مباراة الإياب واثقاً من نفسه.
افتتح الفرنسي أنطوني مارسيال التسجيل لـ «يونايتد» في وقت مبكر من الشوط الأول الذي شهد اختراقات عديدة من «الشياطين الحمر» لدفاع ضيفه. كان إضافة هدف ثانٍ سيعادل النتيجة ويمنح «يونايتد» الزخم. لكن ساكو كان له رأي آخر وصمد مرة بعد أخرى في وجه هجمات أصحاب الأرض.
أدرك البرازيلي كوتينيو التعادل لـ «ليفربول» قبل نهاية الشوط الأول وبقي ساكو صخرة دفاعية طوال الشوط الثاني، حيث شتّت الكرة اثنتي عشرة مرة وصدّ ثلاث تسديدات وقطع الكرة مرة واحدة واستخلصها خمس مرات، لتنتهي المباراة بالتعادل ويتأهل «ليفربول» إلى الدور التالي.
*

4ـ جيمي غرينهوف: كان «ليفربول» قوة أوروبية خلال سبعينيات القرن الماضي في الوقت الذي غاب فيه «مانشستر يونايتد» عن منصات التتويج القارية. يوم 21 أيار من العام 1977، تواجَهَ الفريقان في نهائي كأس إنكلترا في «ويمبلي» وكان «ليفربول» مرشحاً لإكمال الثلاثية في ذلك الموسم، بعد تتويجه بطلاً للدوري الإنكليزي وإحرازه كأس الأندية الأوروبية البطلة.
لكن «يونايتد» كان له رأي آخر وخرج فائزاً (2 ـ 1).
بعد شوط أول سلبي، افتتح «يونايتد» التسجيل في الدقيقة 51 بهدف ستيوارت بيرس. وردّ «ليفربول» بعد دقيقتين بهدف التعادل من جيمي كايس. في الدقيقة 55، سجل غرينهوف هدف الفوز لـ «يونايتد» عندما حوّل كرة سدّدها الاسكتلندي لو ماكاري في الشباك.
كان المهاجم سجّل هدفاً رائعاً في نصف نهائي كأس إنكلترا قبل سنتين وضد «ليفربول» بالذات، ليبلغ «يونايتد» المباراة النهائية.
*

5ـ إريك كانتونا: بعد إيقافه عن اللعب ثمانية أشهر بقرار من الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بسبب تسديدة الكونغ فو الشهيرة ضد أحد مشجعي «كريستال بالاس» يوم 25 كانون الثاني من العام 1995، عاد المهاجم الفرنسي ضد «ليفربول» خلال تشرين الأول العام 1995، حيث سجل هدفاً وصنع آخر في التعادل (2 ـ 2). لكنه شكل الفارق في المباراة النهائية لكأس إنكلترا العام 1996 بين «مانشستر يونايتد» و «ليفربول».
كان التعادل السلبي سائداً وبدا أن المباراة متجهة إلى التمديد عندما خرج حارس «ليفربول» ديفيد جيمس من مرماه لإبعاد الكرة من ركنية في الدقيقة 86، لكنه حوّلها إلى كانتونا الذي أطلقها في الشباك عبر بحر من اللاعبين.
لم يكن لك العرض الأفضل لكانتونا ضد «ليفربول»، لكنه تذكير صريح بقدرة الفرنسي على حسم المباريات الكبيرة وأثبت ذلك بإحراز «الشياطين الحمر» كأس إنكلترا، مكملاً الثنائية المحلية وجاعلاً من كانتونا إحدى الأساطير الحديثة في «مانشستر يونايتد».
***