كتب غاصب المختار في موقع “الجريدة”

وقع لبنان بين خيارين ضاغطين: خيار ضغط دولي لإنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية مقابل استعصاء داخلي قاتل، وضغط دولي لمنع اعادة النازحين السوريين مقابل تفاهم داخلي نادر على خريطة طريق لإعادتهم إلى بلادهم.

في باريس حراك دبلوماسي لإقناع القوى السياسية اللبنانية بالتفاهم على الرئاسة، وفي بروكسيل حراك وزاري أوروبي تتعدد فيه المواقف والخيارات واعتصام لبناني حزبي وسياسي الاثنين المقبل اتفق عليه “الاخوة الاعداء”.

في الموضوع الرئاسي، أفادت مصادر دبلوماسية لموقع “الجريدة” أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت القصيرة، تستمر 24 ساعة من بعد ظهر الثلاثاء حتى بعد ظهر الاربعاء، هدفها دفع مساعي اللجنة الخماسية وتكتل “الاعتدال الوطني” لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، عبر استعادة البحث في مواصفات الرئيس وبرنامجه وإمكانية عقد حوار أو مشاورات لتحقيق أكبر قدر من التوافق بين الكتل النيابية حول هذين البندين، يتم بعدها البحث بين القوى السياسية في اسم المرشح أو لائحة أسماء مصغرة لمرشحين، تجري عملية انتخاب أحدهم في دورة أو دورات متتالية.

ولكن تكمن المشكلة في عدم توافق القوى السياسية على آلية الحوار أو التشاور، وعلى عقد الدورات الانتخابية.

لذلك، سيحصل دفع فرنسي مدعوم عربياً ودولياً عبر اللجنة الخماسية لتحقيق التوافق على الآليات. فبعد حزيران ستنشغل دول “الخماسية” بملفاتها الداخلية، لاسيما أميركا التي تدخل بين حزيران وآب المقبلين مدار الانتخايات الرئاسية، فيما سيعود الإهتمام الأوروبي بحرب أوكرانيا، التي يقول مصدر نيابي متابع لها عبر اتصالات مع سفراء أوروبيين، انها باتت الشغل الشاغل مخافة تحقيق روسيا مزيداً من التقدم على الجبهات ووقوف جيشها مجدداً على أبواب أوروبا.

لذلك تعوّل مصادر نيابية على لقاء القمة الفرنسية – الأميركية بين الرئيسن ايمانويل ماكرون وجو بايدن في باريس في 6 حزيران المقبل، والتي تعقد على هامش الاحتفالات السنوية بذكرى إنزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية عام 1944. وسيكون الملف اللبناني مدار بحث بناءً لتقرير سيرفعه لودريان إلى الرئيس الفرنسي بعد زيارة بيروت، وبعد القمة لكل حادث حديث حسب نتائجها.

أما في مؤتمر بروكسيل المخصص للوضع في سوريا والمنطقة، فيقول مصدر نيابي إن ثمة حراكاً نيابياً سيواكب المؤتمر ويليه عبر لقاءات نيابية مع رؤساء البعثات الدبلوماسية في لبنان، تليها زيارات لبعض الدول الأوروبية، في إطار الدبلوماسية النيابية التي تقررت لطرح سبل معالجة قضيتي المواجهات في الجنوب وإعادة النازحين السوريين.

وينقل المصدر عن سفراء غربيين، وخصوصاً الفرنسي والأميركي، قولهم حول ملفي الجنوب والنازحين، “إن توسيع الحرب مرتبط بجنون نتنياهو، وإن عودة النازحين أصبحت عامل انقسام بين دول أوروبا”. لذلك يسعى لبنان لطرح خطته أمام مؤتمر بروكسيل لتغيير الموقف الأوروبي الرافض للعودة ولتوحيده حول موقف واحد يقضي على الأقل بدعم النازحين العائدين في سوريا.