Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر December 4, 2018
A A A
من الجاهلية إلى “سيدر” الوضع لا يدعو الى الارتياح
الكاتب: إلهام سعيد فريحة - الأنوار

حصل ما حصل.
بعد الكلام الدامي من الوزير السابق وئام وهاب، ولو تم الاعتذار لاحقاً، فالمس بكرامة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يبقى الجرح بذهن الشيخ سعد الحريري ينزف حتى الممات.
تدني مستوى التخاطب السياسي بمعنى الدخول بتفاصيل شخصية غير مقبول ذكرها تحت أي إعتبار، مما يؤدي بالنهاية إلى الشرخ الذي وصلنا إليه.
حسناً وضع وزير العدل سليم جريصاتي يده على ما بات يُعرف بملف الجاهلية، خصوصاً بعدما وصلت “كرة النار”، لما حدث، الى القضاء، وكانت أتخذت هذا المنحى منذ بعد ظهر السبت الفائت بعدما توجهت قوة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى بلدة الجاهلية الشوفية لتبليغ الوزير السابق وئام وهاب مذكرة بالمثول أمام القضاء.
حدث ما لم يكن في الحسبان، وتطور الموقف إلى إطلاق نار وإلى سقوط أحد مرافقي وهاب. عند هذا الحد يمكن التوقف لطرح الاسئلة التالية:
هل صحيح ان القوة التي توجهت إلى الجاهلية هي بهذا العدد الكبير من النخبة لأن هناك احتمالاً بأن تواجه بمقاومة عسكرية؟ كون وهاب يملك عشرات المسلحين وكان يتباهى علناً بأن الجاهلية عصية على الدولة. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تمت عملية الإنسحاب قبل إنجاز المهمة؟ هل صحيح لأنها أبلغت بأن وهاب لم يكن في المنزل؟
الوجود في المنزل، أو عدم الوجود، بلوره وهاب بنفسه انه كان لديه “ضيوف على الغداء” وأن هؤلاء الضيوف وبعد انتهاء الغداء، وفي طريق عودتهم الى بيروت، اتصلوا بوهاب وأبلغوه ان هناك دورية لفرع المعلومات على طريق الشوف في اتجاه الجاهلية.

بعد الوصول إلى الجاهلية وسقوط مرافق وهاب، تبدَّل الموقف رأسا على عقب.
اتخذ الجيش اللبناني المبادرة، فكانت تعليمات صارمة بالمحافظة على الاستقرار في الجبل، وكانت متابعة من قائد الجيش مباشرة العماد جوزيف عون، وباهتمام مباشر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وضع وزير العدل سليم جريصاتي يده على الملف القضائي، والتحرك لن يستثني أحداً وسيطاول الجميع وصولاً الى التدقيق في كل ما حدث منذ الإخبار الذي يتقدم به محامو تيار المستقبل مروراً بقبول الإخبار وصولاً الى التحرك في اتجاه الجاهلية بموجب هذا الإخبار.

ويبقى السؤال المحوري من كل ما تقدم: ما هو المسار القضائي والسياسي الذي ستتخذه قضية ما حدث يوم السبت في الجاهلية؟
ما هي المضاعفات القانونية في حال رفض الوزير السابق وهاب ان يمتثل ويمثل أمام القضاء؟
كيف ستكون نهاية هذا الملف؟ وهل سيبقى عالقاً؟

الأكثر من كل ذلك، ما هي انعكاسات كل ما جرى على الملفات المطروحة قبل حادثة الجاهلية، ومستمرة بعدها؟
أين أصبح تشكيل الحكومة؟ فالمبادرة الأخيرة والوساطة الأخيرة كانت من رئيس تكتل لبنان القوي، الوزير جبران باسيل، وخارج هذه المبادرة كل شيء مجمد.
وإذا كانت الحكومة الجديدة مجمدة، والبلاد تسير وفق حكومة تصريف الأعمال، فكيف سيواكب لبنان مقررات مؤتمر سيدر؟
الوضع لا يدعو الى الارتياح.