Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر May 12, 2020
A A A
من افتتاحية “الأنباء”: «كورونا» يتوعد اللبنانيين بـ«أيام صعبة»
الكاتب: الأنباء

عاد اللبنانيون الى الدوامة «الكورونية»، بعد «استراحة ذاتية» قصيرة، استفادت من تراجع الوتيرة اليومية للإصابات لفيروس «كوفيد-19»، قبل عودة المغتربين، لكن فجوة أرغمت الحكومة على العودة للتشدد، تمثلت بالانتشار المفاجئ للجائحة، عبر مغترب عائد من نيجيريا الى بلدته «جديدة القيطع» في عكار، ناقلا تقريرا طبيا يثبت خضوعه للفحص في نيجيريا وفيه انه سليم من الوباء، الأمر الذي سهل مروره عبر المطار، ولكن بعد وصوله الى بلدته العكارية بدأ ظهور كورونا من حوله، 12 إصابة بين الأهل والأصدقاء، و13 من شرطة المحكمة العسكرية في بيروت ليضاف اليهم 11 إصابة في مناطق أخرى وظروف أخرى، ليتبين لاحقا أن التقرير الطبي الذي يحمله مغترب نيجيريا،، ليس صحيحا، ليرتفع عدد الإصابات امس الاول الى 845.

ومن هنا كان التدبير الجديد لوزير الداخلية محمد فهمي بتقليص ساعات التجول بين الساعة السابعة مساء والخامسة صباحا، مع الاستمرار بنظام المفرد والمزدوج للسيارات، الى جانب إجراءات أخرى محتمل صدورها عن مجلس الوزراء اليوم.

وزير الصناعة عماد حب الله، كان الأكثر صراحة مع الواقع حيث توجه الى اللبنانيين بتغريدة قال فيها: «صدقوني، كورونا معنا لمدة طويلة، تجهزوا لأيام صعبة، اقتصدوا بالمصروف، الغوا المشتريات والمستوردات غير الضرورية، استمروا بالزراعة والصناعة، تدربوا على مهن جديدة».

سياسيا، كانت لزيارة السفير السعودي وليد البخاري الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في «بيت الوسط» أهمية، حيث التطورات على الساحة الحريرية، عقب إعلان بهاء الدين الحريري عزمه دخول المعترك السياسي من باب مكافحة الفساد والهدر والسرقات، وإصلاح المسيرة الحريرية، ما عد «قوطبة» منه على شقيقه سعد، الذي رد عليه عبر المواقع الحليفة.

في الواقع السياسي، كانت زيارة السفير السعودي محور الاهتمام وأضاف إليها البخاري خطوة أخرى لافتة تمثلت بإقامة إفطار رمضاني في دارته في «اليرزة» امس، تكريما لمفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، بمشاركة عميد السلك الديبلوماسي في بيروت سفيرنا عبدالعال القناعي وسفير دولة الإمارات حمد الشامسي، وسفير سلطنة عمان بدر المنذري وسفير مصر ياسر العلوي فضلا عن مفتي المناطق اللبنانية.

هذا، وماتزال الأوساط السياسية السنية منشغلة، بالانقسام الذي تكشف للعلن داخل البيت الحريري، خصوصا ان مظاهره تعدت البيانات والتغريدات إلى التمظهر في الشوارع، حيث تجلى الانقسام على مستوى الجمهور البيروتي وتحديدا في منطقة الطريق الجديدة التي تشكل القاعدة الشعبية الحريرية السياسية، وقد تحولت هذه المنطقة الى 3 اتجاهات، ومعها بالطبع تيار المستقبل، اتجاه مؤيد لسعد الحريري وآخر لشقيقه بهاء وثالث للنائب نهاد المشنوق الذي أعلن وقوفه الى جانب سعد فور صدور مواقف بهاء المضادة. لكن بالمقابل، كان هناك فعاليات سياسية من أجواء المستقبل كالوزير السابق بهيج طبارة والوزير السابق معين المرعبي أخذت جانب بهاء.

ومن خارج الإطار الإسلامي، كان ترحيب رئيس حزب التوحيد وئام وهاب بدخول بهاء الحريري معترك السياسة، متناولا سعد الحريري بكلام أثار حفيظة أنصار سعد في تيار المستقبل بإقليم الخروب، فأقدموا على تحطيم واجهات مكتب لحزب التوحيد في بلدة مزبود من قبيل الرد على تغريدات وئام، وردت أمانة الاعلام في حزب التوحيد العربي بالقول: «ان تحطيم زجاج المكتب والمحتويات في مركز مقفل أثناء الليل عمل ميليشياوي نضعه برسم الأجهزة الأمنية».