Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر August 16, 2019
A A A
من اسقاط الدرون الاميركية الى الافراج عن الناقلة الايرانية
الكاتب: العالم

أخيرا وبعد 41 يوما من الاحتجاز غير القانوني لناقلة النفط الايراني من قبل سلطات جبل طارق تم امس الخميس الافراج عن هذه السفينة بأمر من المحكمة العليا .

انتهى النزاع البحري بين ايران من جهة واميركا وبريطانيا من جهة اخرى بنصر مؤزر آخر للجمهورية الاسلامية الايرانية . بالامس اسقاط طائرة التجسس الاميركية المسيرة ، واليوم الافراج عن ناقلة النفط الايراني ، وما يعزز هذا النصر هو انه جاء رغم التنسيق والتعاون بين بريطانيا وأميركا في هذه القضية .

في حين كان قد اعلن سابقا بأن احتجاز ناقلة النفط الايراني من قبل بريطانيا تم تلبية لرغبة اميركية ، وفي حين ان الادارة الاميركية قدمت طلبا الى سلطات جبل طارق تطالب فيه باستمرار احتجاز الناقلة ، الا انه تم اليوم الافراج عن السفينة رغم الجهود الحثيثة المناوئة . وهذا ان دل فهو يدل على ان هذا الاحتجاز كان غير قانوني وان السيناريو الذي خططت له اميركا والقاضي بتقديم ايران على انها تشكل تهديدا لأمن الملاحة الدولية باء بالفشل . وبناء على ما قيل يمكن القول ان الجهود التي تبذلها الادارة الاميركية لتشكيل ائتلاف بحري ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ايضا سيبوء بالفشل .

اميركا التي كانت تتحدث عن دعوة سائر الدول للمشاركة في الائتلاف الدولي المناويء لايران استنادا الى احتجاز ناقلة النفط الايراني “غريس 1” من قبل سلطات جبل طارق ، لم تجن من مخططها هذا سوى هزيمة اخرى يجب ان تسجلها في سجل هزائمها التاريخية الاخرى .

الكيان الصهيوني ايضا بذل جهودا حثيثة لمصادرة ناقلة النفط الايراني “غريس 1” بذريعة التعويض لمن وصفهم بضحايا الارهاب الايراني ، الا ان جميع جهوده باءت بالفشل وذهبت ادراج الرياح .

الافراج عن السفينة “غريس” يدل على الادعاء القائم على ايقاف الناقلة بسبب نقلها النفط الى سوريا باعتبار الموضوع مخالفة دولية لا محل له من الاعراب في قاموس القوانين الدولية، تماما كما قال سفير ايران في لندن بعيدي نجاد بشكل صريح ان ايران لم تقبل بتقديم اي تعهد يخالف شرعية نقل النفط الى سوريا.

تم الافراج عن السفينة “غريس” امس، ولكن لم يتم تناقل اي انباء عن عقد صفقة بين ايران وبريطانيا في خصوص ناقلة النفط البريطانية المحتجزة في ايران . وهذا يعني ان ايران لازالت تؤكد وبكل صراحة على ضرورة احترام قوانين وضوابط الملاحة البحرية ، وانها لا تطالب سوى باستيفاء حقوقها القانونية في هذا الخصوص .

بعد اسقاط طائرة التجسس الاميركية المسيرة، هذه ثاني خسارة رسمية لأميركا في مواجهة ايران خلال الشهرين الاخيرين ، هذا فضلا عن ان الرأي العام العالمي لازال يطالب ترامب بتقديم وثائق تثبت مزاعمه السابقة بشأن اسقاط طائرتين مسيرتين ايرانيتين .