Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر August 26, 2021
A A A
منها الجلوس طوال اليوم… عادات تضرّ صحّة الدماغ!
الكاتب: سينتيا عواد - الجمهورية

مَن منّا لا يتمنّى الحفاظ على درجة جيّدة من الوعي واليقظة وذاكرة قويّة رغم تقدّمه في العمر؟ غير أنّ الخيارات غير الصحّية والسلوكيات السيّئة غير المتعمّدة، يمكن أن تعبث في صحّة الدماغ وتولّد مجموعة مشكلات. فما هي أبرز العادات التي يجب التخلّي سريعاً عن ممارستها؟

سلّط جرّاح الأعصاب من لوس أنجلوس الطبيب، راهول جنديال، الضوء على مجموعة عادات سيّئة من شأنها عرقلة قوّة الدماغ، وتحديداً:

 

الجلوس طوال اليوم
إنّ كثرة الجلوس تضرّ الصحّة عموماً، والدماغ خصوصاً. يرجع السبب إلى أنّ الرياضة تعزّز تدفق الدم، وفي المقابل، تنقل الأوكسيجين والمغذيات الأساسية إلى الدماغ. فضلاً عن أنّها تحسّن المزاج وتخفّض التوتر، ما ينعكس إيجاباً على صحّة المخ. لا بدّ إذاً من التحرّك أكثر والجلوس أقلّ. إستناداً إلى «Physical Activity Guidelines for Americans»، يجب على البالغين القيام بما لا يقلّ عن 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين معتدلة الكثافة أو 75 دقيقة في الأسبوع من النشاط شديد الكثافة.

الإنطواء الاجتماعي
رُبطت الوحدة بالكآبة، كما وأنّها قد تؤدي أيضاً إلى التدهور المعرفي. ووجدت دراسة نُشرت عام 2020 في «The Journals of Gerontology: Series B» أنّ الأشخاص الأقلّ نشاطاً اجتماعياً فقدوا كميات أعلى من صلابة المادة الرمادية في أجزاء محدّدة من الدماغ ذات الصلة بتطور الخرف. المطلوب ببساطة بناء علاقات إجتماعية مع الأحباء، حتى ولو اقتصر ذلك على الـ»Zoom» في زمن «كورونا».

سماع موسيقى صاخبة
إنّ التعرّض المطوّل للأصوات العالية يمكن أن يغيّر طريقة معالجة الدماغ للكلام، وفق بحث صغير أُجري عام 2014 على الحيوانات ونُشر في «Ear and Hearing». إذ لاحظ الباحثون أنّ فقدان السمع الناتج من الضجيج قد يؤثر في تعرّف الدماغ لأصوات الكلام. وفي حين أنّ هذا البحث قد أُجريَ على الحيوانات، غير أنّه قد يملك آثاراً مهمّة على البشر أيضاً، لأنّ فقدان السمع قد رُبط بالخرف مع مرور الوقت. يكفي ببساطة تخفيض الـ»Decibels» والاستمرار في الاستمتاع بالأغاني المفضّلة لكم. وبحسب «National Institute on Deafness and Other Communication Disorders»، تُعتبر الأصوات التي تصل إلى 70 dBA آمنة عموماً، في حين أنّ الصوت الذي يتخطّى 85 dBA يميل إلى تدمير السمع مع الوقت.

قلّة النوم
إنّ عدم النوم لساعات كافية يُلحق الضرر بالدماغ. في الواقع، خلُصت دراسة نُشرت عام 2018 في «Sleep»، إلى أنّ الأداء المعرفي، بما فيه الذاكرة والتفكير وحلّ المشكلات ومهارات التواصل، يكون أضعف عند الأشخاص الذين ينامون عادةً لأقلّ من 7 ساعات أو لأكثر من 8 ساعات في الليلة. لذلك من المهمّ الحفاظ على جدول نوم منتظم والتخلّص من المشتّتات. يُذكر أنّ الرياضة المنتظمة، والتنفس العميق، والتأمل تساعد كلها في تحسين جودة النوم.

التدخين
إنّ هذه العادة السيّئة لا تسبب السرطان وأمراض القلب وتلك المرتبطة بالرئة فحسب، إنما تخفّض أيضاً تدفق الدم إلى الدماغ، ليصبح بذلك شبه مجرّد من المغذيات. لذلك يجب عدم التردّد إطلاقاً في طلب المساعدة للإقلاع عن التدخين سريعاً!

الإفراط في السكّر
إستناداً إلى «Harvard Medical School»، أثبتت دراسة أُجريت على الحيوانات، وجود علاقة بين استهلاك السكّر وشيخوخة الخلايا ونقص في الذاكرة والإدراك. وبالنسبة إلى البشر، يمكن ملاحظة بوضوح انعكاسات كثرة السكّر على أدمغة مرضى السكّري. إنّ ارتفاع السكّر في الدم يؤثر في الاتصال الوظيفي للدماغ، أو يقلّص الدماغ، أو يسبب مرض الأوعية الدموية الصغيرة، الأمر الذي يعوق تدفق الدم في الدماغ ويؤدي إلى صعوبات معرفية. من المهمّ إذاً السيطرة على جرعة السكّر المُضاف، من خلال قراءة الملصقات الغذائية، وعدم تخطّي 9 ملاعق صغيرة للرجال و6 ملاعق صغيرة للنساء في اليوم، وفق جمعية القلب الأميركية.

المبالغة في الصوديوم
رُبطت كثرة الصوديوم بمشكلات صحّية مثل ارتفاع ضغط الدم. وتشمل آثار الضغط العالي المُزمن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، ما يجعله أكثر عرضة للتلاشي والضعف الإدراكي، بحسب دراسة نُشرت عام 2014 في «Neurology». المطلوب عدم استخدام المملحة، والحدّ من الأطعمة الغنيّة بالصوديوم، والتركيز على الملصقات الغذائية، بحيث أنّ تلك التي تحتوي على 80 في المئة من القيمة اليومية أو أكثر تُعتبر مليئة بالصوديوم.

الإنغماس في الكحول
بالإضافة إلى الآثار الموقتة مثل تشوّش الرؤية، وتداخل الكلام، وردّات الفعل البطيئة، يمكن للإفراط في احتساء الكحول أن يزيد من خطر التعرّض لتغيرات دائمة وأكثر جدّية في الدماغ، وفق «National Institute on Alcohol Abuse and Alcoholism». وبالفعل، فإنّ كثرة الكحول تؤدي على المدى الطويل إلى تقليص الدماغ وتسبب قصوراً في المادة البيضاء في الدماغ، أي الألياف التي تنقل المعلومات بين المادة الرمادية. لا بدّ إذاً من السيطرة على الجرعة المستهلكة، وعدم احتساء أكثر من كأس واحد للنساء وكأسين للرجال.