Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 28, 2016
A A A
مليون شجرة زيتون في زغرتا: إنتاج لا يسد الكلفة
الكاتب: حسناء سعادة - السفير

تواجه المزارعين الذين يعتاشون من موسم الزيتون في زغرتا ثلاث مشكلات. الأولى، وهي الأخطر، تتمثل بإغراق السوق اللبناني بالزيت الأجنبي على ابواب قطاف الموسم الجديد وبيعه باسعار ادنى من الزيت اللبناني النخب اول وهو غالبا ما يكون زيتا مغشوشا.
يؤكد اكثر من صاحب معصرة أن الزيت المستورد غير مطابق للمواصفات، لافتين الانتباه الى أن كبار التجار يستوردون الزيت الاجنبي، ويعالجونه بزيوت اخرى من اجل بيعه في السوق المحلية او اعادة تصديره باسعار ادنى من سعر صفيحة الزيت البلدي ما ينعكس سلبا على المزارع.
أما المشكلة الثانية، فتكمن في «الرعي الجائر» لاسيما في بلدات عردات وعلما وكرم الشاويش حيث توجد مزارع للمواشي مجاورة لبساتين الزيتون، ما يؤدي الى يباس الاغصان المتدلية، وهذه ظاهرة باتت منتشرة وتقض مضاجع المزارعين الذين باتوا يعملون حراسا لاراضيهم خوفا من انتهاك حرمة أشجارهم، فالرعاة يجلبون قطعان الماعز للرعي في البساتين وكأنها ملكا لهم من دون حسيب او رقيب لا سيما في غياب النواطير عن المنطقة والذين يشكلون فحوى المشكلة الثالثة.
وفي هذا الاطار، بات اصحاب الاراضي لا يعلمون من هم النواطير الذين حددتهم القائمقامية لمراقبة وحماية البساتين، واين تقع جغرافية منطقة كل واحد منهم، ما يجعل المزارع يدفع مرتين اجرة الناطور، والا فان ارضه ستصبح مستباحة لقطعان الماشية.
توضح قائمقام زغرتا ايمان الرفاعي أنه على المزارع ان يدفع للناطور الذي يحوز على وثيقة بتوقيع صاحب الملك في المناطق المتنازع عليها بين النواطير على ان يدفع للناطور الذي تختاره البلدية وتوافق عليه القائمقامية في المناطق غير المتنازع عليها.
مع بداية كل موسم يُعاني مزارعو الزيتون في زغرتا العديد من المشكلات، منها تكدس الزيت في الخوابي، والامراض التي تؤدي الى يباس بعض أشجار الزيتون، فيما يتكاثر مرض «عين الطاووس» الذي فشل العديد من المزارعين في مكافحته في ظل غياب المساعدات من الجهات المعنية، ومع المشكلات السالفة يدفع المزارع ثمن الحراثة والتقليم والرش واليد العاملة ما يعني ان الموسم لم يعد يكفي لدفع المستحقات المترتبة من سنة الى اخرى، ناهيك عن ارتفاع اجرة اليد العاملة ومصاريف جني الموسم والعصر.
لا يوجد احصاء دقيق لاشجار الزيتون في زغرتا الا انه بحسب مزارعين هناك نحو مليون شجرة زيتون تتوزع على ساحل القضاء ووسطه وتنتج نحو خمسين الف تنكة زيت يباع ربعها في السوق المحلي. أما الباقي فيتكدس في حال لم تتوفر فرص التصدير.
وقد شهد الموسم هذا العام بعض التراجع بسبب انعدام الامطار ما جعل الثمار صغيرة الحجم ولا تعطي مردودا كافيا من الزيت وكأن الطبيعة بدورها تتآمر على المزارع ومصدر رزقه إذ اختار بعض المزارعين البدء بالقطاف من دون انتظار هطول المطر خوفا على موسمهم من الضياع فيما تريث آخرون في جني المحصول عسى ان تتساقط الامطار وهذا ما دفع بعض الكهنة الى اطلاق صلوات الاستسقاء في كنائسهم. ذلك أنه إذ روت الامطار الزيتون فان الستين كيلو ينتج صفيحة زيت لكن اليوم فإن الصفيحة تحتاج إلى مئة كيلو زيتون تباع في السوق المحلي بمئة دولار فيما تباع صفيحة الموسم الماضي بمئة الف ليرة وفي الحالتين يبقى المزارع في خسارة لان السعر لا يرد الكلفة.
***

d2d4637c-6393-4360-9f33-c1d09960542f
قطاف الزيتون في زغرتا