Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر December 11, 2018
A A A
مليارات العجز على امتداد الوطن والسبب الهدر والفساد… فمتى المحاسبة؟
الكاتب: إلهام سعيد فريحة - الأنوار

في الحسابات الحكومية، الأسبوع الذي هو في بدايته سيُحتسب لكن من دون تشكيل، فالرئيس المكلَّف سعد الحريري إلى بريطانيا للمشاركة في “ملتقى لندن الاقتصادي” غداً الأربعاء، والذي ينعقد تحت شعار “إستثمر في لبنان”.
ينعقد هذا المؤتمر بالتنسيق بين السفارة اللبنانية في لندن، والسفارة البريطانية في لبنان، ونقطة الارتكاز فيه القطاع الخاص في البلدين.
لن يخلو المؤتمر من الملف الحكومي، فالوزير جبران باسيل، شريك التسوية الرئاسية مع الرئيس سعد الحريري، سيكون على المنصة الرئيسية معه، ومن غير المستبعد ان يكون الملف الحكومي “بنداً من خارج جدول الأعمال في المؤتمر”.

لكن الاهتمام لدى اللبنانيين في مكان آخر، فحديث الفساد لم يعد يملأ الأنوف بل يقفل الصدور الى درجة الإختناق، ولسان حالهم يقول: “لا يصلح ألف مؤتمر ما أفسده هدرٌ أغرق لبنان في بحر الديون”.
هذا الكلام ليس نظرياً بل هو ينطلق من أرقام ومقارنات تُظهر حقيقة الكارثة التي نحن فيها.
منذ ربع قرن، وتحديداً في العام 1993، كان الدين العام في لبنان 3 مليارات دولار. اليوم أصبح 86 (ستة وثمانين) مليار دولار. من يملك جواباً عن كيف ارتفع الدين العام هذا الارتفاع الصاروخي؟ ليس هناك من أجوبة “مقبولة” سوى ان معظم الأموال المدرجة تحت بند الديون سببها الهدر والفساد بطريقة لا مثيل لها ولا سابق لها.
يكفي تعداد الكلفة الباهظة لإيجارات المباني والمقرات الحكومية:
مبنى الإسكوا كلَّف ايجاره منذ عشرين عاماً الى اليوم 170 (مئة وسبعين مليون دولار).
نادي الغولف تبلغ مساحته 300 ألف متر مربع (ثلاث مئة ألف متر مربع)، يدفع ايجاراً رمزياً سنوياً ألف ليرة.
مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك تملك 25000 (خمسة وعشرين ألف متر) في منطقة سن الفيل، وقد تم تأجيرها لاحدى شركات النقل بمبلغ الف ليرة سنوياً.
مشروع بناء قصر المؤتمرات في بيروت، وتحديداً في منطقة عين المريسة:
انطلق المشروع منذ العام 1995 وتم تكليف احدى الشركات بإعداد التصاميم والخرائط، لكن لاحقاً تم صرف النظر عن المشروع وعن بناء قصر المؤتمرات لكن بعدما تقاضت الشركة ستة ملايين دولار بدل تنفيذ خرائط المشروع، مع اضافة ثلاثة ملايين دولار فوائد بسبب التأخير في الدفع، ما جعل المبلغ المدفوع يصل الى تسعة ملايين دولار، وبقي قصر المؤتمرات “قصراً من ورق”!

وأخيراً وليس آخراً، ماذا عن محطات تكرير مياه الصرف الصحي التي كلَّفت قرابة مليار دولار من دون ان توضع في الخدمة بعد؟ وهناك من يقول ان هذه المحطات غير مطابقة، فهل هذا يعني ان المليار دولار ذهبت في البحر؟

هذا غيض من فيض ما يجري، فهل هناك من يتقي الله؟