Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 9, 2024
A A A
مقاربة داعمي فرنجيه للرئاسة قبل الحرب على غزة وبعدها
الكاتب: محمد علوش - الديار

في الظروف الصعبة يُفترض بالقوى السياسية تحمّل المسؤولية، والمبادرة باتجاه ترميم أي خلل داخلي في العلاقة بين مكونات الوطن. هذه القاعدة التي يفترض أن تسود في الدول التي يحترم سياسيوها مواطنيهم، ولأن لكل قاعدة استثناء، فإن استثناء هذه القاعدة موجود في لبنان.

في ظل الحديث عن تفاوض مقبل على صعيد دولي يتعلق بالوضع في لبنان انطلاقاً من جنوبه، كثر الحديث عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة تواكب كل ما يجري من تفاوض، ولكن هل يتحقق هذا الأمر بمعزل عما يجري في المنطقة؟

 

من حيث المبدأ، يبدو أن كل الكلام عن إمكانية الذهاب إلى إنتخاب رئيس جديد في وقت قريب يأتي من باب التمنيات لا أكثر، نظراً إلى أنه وفق المعطيات المتوافرة ليس هناك من حراك جدي على هذا الصعيد، وبالتالي لا يمكن الرهان على إمكانية الوصول إلى نتائج قريبة، لا سيما أن الهم الأمني المرتبط بالأوضاع على الساحة الجنوبية، يتقدم على سواه، سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الخارجي.

بالإضافة إلى ذلك، بات من الواضح أن البحث الجدي في التسوية اللبنانية، يرتبط بالنتائج التي ستفرزها الحرب في قطاع غزة، مع ما تشكله من تداعيات على الجبهة اللبنانية، على اعتبار أن هذا الاستحقاق بات جزءاً من سلة متكاملة، من المفترض أن تشمل بالدرجة الأولى الترتيبات التي ستشهدها هذه الجبهة بعد إنتهاء الحرب.

هنا، قد تكون مبررة المخاوف التي تتحدث عنها بعض أوساط المعارضة من إمكانية حصول مقايضة ما على هذا الصعيد، إلا أن الأساس يبقى أن أي تفصيل لا يمكن البحث فيه قبل انتهاء الحرب، على إعتبار أن الأمور ستبقى مرهونة بالنتائج التي ستفرزها هذه الحرب، بينما في الوقت الضائع من الممكن طرح الكثير من السيناريوهات من باب الاستهلاك السياسي والإعلامي.

وكما بات مؤكدا أن حزب الله لا يربط بين الرئاسة ونتائج الحرب في غزة، فلا انتصار المحور سينعكس على نتيجة الانتخابات ولا هزيمته بحال حصلت، والإضافة على هذه النقطة، فإن حزب الله لم يتعامل مع الملف الرئاسي من منطلق إقليمي بل داخلي بحت، على أساس أنه بمن وما يمثل هو والحلفاء لهم الحق في اختيار من يرونه مناسباً، وهذا الأمر لن يتغير، وتكشف مصادر متابعة أن مقاربة داعمي ترشيح سليمان فرنجيه للرئاسة باقية على ما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول، فلا تشدد ولا تراخي في دعم هذا الترشيح، والأسباب الموجبة له لم تتغير، كذلك الانفتاح على كل حوار من شأنه أن يحصل بين القوى السياسية.

وتُشير المصادر الى أن المشكلة اليوم هي بمعارضي فرنجيه، فهم يتحدثون عن صفقات وانعكاسات للوضع بالمنطقة على الرئاسة بينما الواقع غير ذلك، وبحال لم يكن يُبحث الملف الرئاسي اليوم بجدية، فهو بسبب غياب المهتمين دولياً بشكل جزئي، وعدم تفاعل قوى سياسية معينة مع كل المبادرات التي كانت تُطرح سابقاً.

 

وترى المصادر أن النجاح في الاستحقاق الرئاسي يفترض حواراً بين اللبنانيين، وما دام الحوار مرفوض بالداخل، لن يكون بالإمكان الحديث عن تقدم، مع التأكيد على أن الداخل لوحده قد يُنتج رئيساً، ولكن الخارج وحده لن ينجح في ذلك، دون مواكبة داخلية.