Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر January 17, 2023
A A A
“مغارة عجائبية”… اللبنانيون يحتفلون بعيد القديس أنطونيوس الكبير!
الكاتب: جو لحود - لبنان24
1-638095440491185317 2-638095440914555195 3-638095441909240039 5-638095442220909406 6-638095441267311322 Doc-P-1029515-638095442698489580
<
>

17 كانون الثاني من كل سنة، وعلى الرغم من كونه لا يندرج ضمن العطل الرسمية على الاجندة اللبنانية، الا انه يشكل تاريخ لقاء واجتماع بين اللبنانيين من كل المشارب والطوائف والمذاهب.

فصاحب العيد، القديس انطونيوس الكبير، الذي تحتفل فيه الكنيسة المارونية في هذا التاريخ، يستقبل اللبنانيين على اختلافهم بشكل يوميّ في مغارته العجائبية الكامنة في منطقة “قزحيا” وتحديدا ضمن حرم دير “مار أنطونيوس الكبير” في قزحيا.

في تلك المغارة المُحافظة على بساطتها وروحانيتها وبعدها التاريخي،لن تجد الكثير من التفاصيل او الكثير من الامور التي قد تعاينها، لكنك حتما وعند وصولك اليها ستتمكن من عيش الصفاء الذهني النابع من قوة الصلاة التي تحتضنها ومن صخورها وصقيع شهر كانون المعشعش في خباياها.

مذبح وحيد يتوسط المغارة تُرفع في وسطه صورة القديس انطونيوس الكبير والى جانيها “محدلة” صغيرة وبعض الاسلاك الحديدية التي تشكل ملجأ تعزية ورحمة للكثير من طالبي شفاعة القديس.

وفي قلب المغارة الف حكاية شفاء وامتنان وشكر وخلاص، فكثيرون من دوّنوا على الصخور او على الاوراق النِعم التي نالوها من خلال ايمانهم وتمسكهم بصفاء الدير، الذي تفرضه المغارة العجائبية في “قزحيا”.

قد يكون اهم ما تكتنزه هذه المغارة، هو صلوات “الشحيم” او ما يُعرف بصلوات الطقس المارونيّ اليومية، التي رُفعت عبر التاريخ داخل هذه المغارة والى جانبها، بألحان واساليب متعددة ومختلفة على نية لبنان الذي تعبق روائح بخوره من”وادي قاديشا” رفيق دير مار انطونيوس، ورفيق خطى البطاركة الموارنة الذين لعبوا وما زالوا يلعبون دوراً محوريا في الحفاظ على لبنان معقل الحريات والتعددية والايمان والصلاة.

والى جانب المغارة، ترتفع “قبة” دير “مار انطونيوس الكبير” الشهير، الذي تشهد ادراجه زيارات لوفود من الشمال والبقاع والجنوب وطرابلس وبيروت والجبل وغيرها من المناطق اللبنانية، كما لزيارات من خارج الحدود تستمر بشكل دوريّ من دون انقطاع حتى في عزّ الشتاء وثلوجه التي تزيد من وعورة طريق الدير وصعوبتها.

والدير الشهير، هو أحد الاديرة الاساسية للرهبانية المارونية اللبنانية التي، وفي مختلف مراحل لبنان، عملت لخدمة القضية والهوية اللبنانية، فساهمت بشكل او آخر في صمود الناس واستمراريتهم والحفاظ على كرامتهم.

وفي الفسحة السابقة لدرج الدير، يفتح الرهبان امام الزوار متحفا يؤرخ لاهم مراحل الرهبانية والدير مظهرا طبيعة التواصل بينهما وبين المجتمع والوطن، وتظهر “مطبعة قزحيا” كواحدة من اهم الموجودات داخل هذا المتحف نظرا للدور الريادي الذي لعبته على صعيد نشر المعرفة والثقافة والانفتاح والكلمة.

في المحصلة، صحيح ان عيد القديس انطونيوس الكبير هو عيد يخص الطائفة المارونية،كما مختلف الطوائف المسيحية الاخرى لاسيما السريانية منها، الا انه بفعل المكان والزمان تحوّل الى عيد وطنيّ ، اذ تبدو ثلوجه المتجددة في كل سنة كاعلان صريح لتجدد الحياة في لبنان على الرغم من قساوة الايام وصقيعها الشديد جداً.