Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر September 28, 2020
A A A
معلومات عبر أقنية ديبلوماسيّة غربية: خلايا إرهابية دخلت لبنان
الكاتب: فادي عيد - الديار

تبدي جهات سياسية متابعة لمسار الوضع الداخلي ارتيابها من تطورات أمنية مقبلة على لبنان، وخصوصاً قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وربما بعدها، في ظل الوضع القائم والمأزوم في أكثر من دولة ومنطقة، حيث ثمة استغلال للوقت الضائع في سياق تصفية الحسابات، ومن ثم محاولة تغيير الوقائع السياسية من خلال افتعال إشكالات أمنية، وهذا ما ينسحب على الداخل اللبناني بعد ورود معلومات عبر أقنية ديبلوماسية محلية وغربية، تؤشر إلى أن أكثر من خلية إرهابية باتت في الداخل اللبناني، ومن هذا المنطلق، كانت الأحداث التي حصلت في الشمال والبقاع ومناطق عديدة، والتي تأتي في ظل الإنكشاف الداخلي والسياسي والأمني والإقتصادي، ما أدى إلى استغلال هذه الأوضاع من قبل مجموعات وخلايا نائمة جاءت بمعظمها من خارج الحدود، والبعض الآخر خرج من مناطق نائية، وثمّة من تحرّك من بعض المخيّمات الفلسطينية.
وفي هذا الإطار، تعتقد مصادر سياسية متابعة، أن ما يحصل اليوم قد يتفاقم بشكل يصعب معه إخماد هذه الفتن أو الأعمال الإرهابية نظراً لحالة التراخي السياسي والإنقسام العامودي، ومن ثم في ظل الفراغ الدستوري والمؤسّساتي والإنهيار الإقتصادي، ما يعني أن هؤلاء الذين أقدموا على التحرك من أجل القيام بأعمال إرهابية، إنما أخذوا هذه الإعتبارات في الحسبان، ونقلت هذه المصادر السياسية، عن دائرة ضيقة معنية بالشأن الأمني، بأن حالة استنفار قصوى بعيداً عن الإعلام والأضواء اتُخذت في بعض المناطق والمواقع، بعد ورود معلومات تنبئ بأن تحرّكات قد تحصل في أي توقيت من أجل تنفيذ أعمال عدوانية وإرهابية، وعلى هذه الخلفية ثمّة تحرّك مخابراتي بالتنسيق بين المعنيين بغية قطع الطريق على هؤلاء، وثمة من هم محاصرون في ضوء تقارير عن تحرّكاتهم واتصالاتهم.
وترى المصادر نفسها، أن ما يجري في سجن رومية من قبل البعض لا يتّسم بالبراءة،إنما له علاقة بهؤلاء، لذا، فإن الوضع الحالي يشي بتوسيع رقعة الإعتداءات وتحرّك الخلايا النائمة، والأمر عينه قد ينسحب على التشويش على أي حراك في الشارع ربطاً باعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، ومن ثم على خلفية تدهور الوضع الإقتصادي والمالي والإجتماعي، أي أن يدخل مندسّون في صفوف الحراك المدني، على أساس أن المعلومات تشير إلى سلسلة لقاءات حصلت في الساعات الماضية لمجموعات من «الثوار» ومن المجتمع المدني، وقد أُخذ هذا العامل الأمني في الحسبان من قبلهم، لا سيما وأن دعوات غير صادرة عنهم حدّدت مكان وزمان التظاهر، مما يبعث على الريبة والقلق نتيجة ما يجري داخليا وما يُطلق من شائعات، بعدما بات البلد مثقلاً بالبؤر الإرهابية والجهات المرتبطة بالخارج التي تسعى لهزّ الإستقرار الداخلي على خلفيات محلية وإقليمية ودولية.
وأخيراً، وفي ظل هذه الوقائع الأمنية التي لا شك أنها قد تقلب الأمور رأساً على عقب، وتدفع البلد إلى ما لا يُحمد عقباه، فإن الأجواء السياسية، ومن خلال ما يتناقله بعض السياسيين المخضرمين، يمكن تلخيصها بأنها مفتوحة على كافة الإحتمالات،بحيث بات البلد في عهدة المجتمع الدولي وسط تقاذف للمسؤوليات والتنصّل من التعطيل من قبل هذا الفريق وذاك.
وفي المحصلة، تقول المصادر، ان الأمور ذاهبة إلى التدويل بعدما أضحى لبنان تحت المجهر الدولي، وهذا ما ستضجّ به عواصم القرار في الأيام القليلة المقبلة بعدما رسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خارطة طريق لمسار المرحلة المقبلة على ضوء اعتذار الرئيس المكلّف، وما ستكون عليه الأوضاع في ظل استمرار المبادرة الفرنسية، ولكن بحلّة جديدة مغايرة عن كل الأجواء التي حصلت منذ تكليف أديب وحتى اليوم.