Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 27, 2017
A A A
معركة الجرود: داعش مُحاصر بين الإنتحار والإستسلام أو الفرار
الكاتب: محمد بلوط - الديار

حزب الله سيسلم الجرود للجيش ولا يفتش عن توظيف داخلي
*

يبقى العنوان الحالي الابرز هو انهاء وتطهير الجرود الشرقية من تنظيم «داعش» الارهابي، الذي بات مسلحوه محاصرين بين فكي كماشة عملية «فجر الجرود» التي يخوضها الجيش اللبناني وعملية «ان عدتم عنا» التي يشنها الجيش السوري والمقاومة من الجهة السورية الشرقية.
ووفقاً للمعلومات من مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الجيش اللبناني ضيق في الايام القليلة الاخيرة الخناق على «داعش» من الجهات الغربية والشمالية والجنوبية، بينما حقق حزب الله وبالتعاون مع الجيش السوري مزيداً من التقدم والسيطرة على مواقع ومساحات جديدة كانت بيد التنظيم الارهابي.
واضافت المصادر ان مسألة انهاء وجود داعش في هذه المنطقة بات قريباً، لكنها اشارت في الوقت نفسه الى ان المعركة ليست سهلة، وهي بالتالي احتاجت الى ايام لتثبيت المواقع وتنظيف المنطقة وتشديد الخناق على المسلحين الارهابيين.
واكدت ان المعركة ستستكمل ضد «داعش» قريباً اكان على جبهة الجيش اللبناني او على جبهة المقاومة والجيش السوري، وانه لا يمكن الفصل بين المعركتين ومسارهما بغض النظر عن الكلام المفتعل من قبل البعض وفي وسائل الاعلام حول التنسيق او عدم التنسيق بين الطرفين.
وحسب المعلومات المتوافرة لـ«الديار» فان الخيارات امام مسلحي داعش الذين باتوا شبه محاصرين اصبحت محدودة للغاية، فاما الاستسلام او الانتحار واما الانسحاب من المنطقة عبر الاراضي السورية. وقالت ان الخيار الاخير لم يتضح بعد، وانه مرهون بامكانية التفاوض مع الجيش السوري ونتائجه. غير ان مثل هذا التوجه يأخذ بالاعتبار في مجمل المعركة.
وفي كل الاحوال فان قيادة الجيش اللبناني، حسب المصادر، ليست في صدد الدخول المباشر بهذا التفاوض وهي وضعت الخطة الكاملة للمعركة منذ اللحظة الاولى، وبما في ذلك وصول الجيش الى الحدود اللبنانية – السورية وتنظيف المنطقة لتكون خالية من مسلحي داعش.
اما بشأن العسكريين المخطوفين فان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المنوط به هذا الملف فقد اعلن امس «ان هناك تفاوضا مع تنظيم داعش ولا يزال شرطنا الوحيد معرفة مصير العسكريين».
وكشف «ان المعطيات التي بيدنا ستوصل ملف العسكريين الى نهايته». وقال ردا على سؤال ما كلفت به من مهمات استدعت التنسيق مع السلطات السورية نسقت فيها بكل وضوح.
وبانتظار ما ستحمله الساعات او الايام القليلة المقبلة فان معركة تحرير الجرود الشرقية اصبحت في مرحلتها الاخيرة، ما يطرح السؤال حول نتائجها والمرحلة المقبلة.
وقد صار معلوما ان «حزب الله» اكد استعداده على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير لتسليم الجيش اللبناني الجرود. ويقول مصدر سياسي بارز ان اهم نتائج هذه المعركة هي تحرير الارض من الارهاب وازالة خطره على لبنان واللبنانيين.
ويضيف بأن التجارب والتاريخ برهن ان «حزب الله» خاض ويخوض معاركه ضد العدو الاسرائيلي والارهاب التكفيري، ولم يفكر لحظة باستثمارها في الداخل اللبناني، وهذا ما حصل بعد التحرير في العام 2000، او بعد الانتصار في حرب تموز 2006 على العدو الصهيوني.
اما الكلام حول موضوع التفاوض او عدم التفاوض من قبل البعض فهو برأي المصدر يشكل تشويشاً على اجواء المعركة ولا يخدم الجيش اللبناني الذي حقق ويحقق انجازاً كبيراً على الارض وفق خطة دقيقة ومرسومة.

عون: نتهيأ للاحتفال بتحرير ارض غالية
وامس اعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن الفخر بقواتنا المسلحة ومؤسساتنا الامنية، وقال ان هذه المشاعر تسود شعبنا الذي يتهيأ لاحتفال وطني قريب بتحرير بقعة غاليه على حدودنا الشرقية من التنظيمات الارهابية. وهنأ في الاحتفال بالعيد الـ72 للمديرية العامة للامن العام اللواء عباس ابراهيم منوهاً «بالدور الامني والوطني الذي يضطلع به والنجاحات التي حققها بمهمات حساسة وملفات امنية دقيقة».

السفير السوري لـ«الديار»
وسألت «الديار» السفير السوري علي عبد الكريم علي عن معركة الجرورد الشرقية والنتائج المرتقبة لها فقال: الحسم واضح انه في ساعاته الاخيرة او ايامه الاخيرة او في زمن قصير، والانهيار واضح في صفوف المجموعات الارهابية في ضفتي الحدود. وهذا الانتصار هو مؤشر على ان التكامل قائم اما التنسيق وتفاصيل التنسيق هو شأن العسكريين لا اريد الخوض فيه انما ترجمته الواقعية قائمة. وبالتالي اي كلام اخر هو كلام خارج السياق والمنطق وهذا ما عبر عنه بعمق سماحة السيد حسن نصر الله، ولا اريد ان اضيف على ما كان واضحاً، وصريحاً ومحكماً في كلام السيد.
وحول زيارات الوزراء اللبنانيين الى دمشق قال: شكل معرض دمشق الدولي تعبيرا حقيقياً من انتقال سوريا من ضفة الى ضفة، وان العافية صارت علامة يقر بها حتى الذين راهنوا على سقوط سوريا واحبطهم هذا المظهر الذي يعكس تعافي سوريا، وقد اقروا بهذه الحقيقة، وان العمق والتشخيص الذي جسده السيد الرئيس بشار الاسد في خطابه امام مؤتمر وزارة الخارجية السورية كان دليلا قاطعا على انتقال سوريا وتعافيها وامساكها بالخيوط التي تشير الى مستقبلها بامتلاكها قرارها واطمئنانها الى وحدة ترابها ووحدة ابنائها رغم كل التشويش الذي حصل والاسلحة الفتاكة التي استخدمت سواء في الاعلام او الفضائيات التي انشئت لكي تكون سلاحاً ضد سوريا. وهذه الحرب الكونية على سوريا زادت من الحاضنة الشعبية لذلك فان الثالوث الذي تفاخرون به في لبنان الجيش والشعب والمقاومة كان مكرساً اكثر في سوريا، وكان مدرسة يجب ان تتعلم منها كل الدول لان الجيش العربي السوري والقيادة التي تملك رؤية عميقة وثباتا وجرأة وشجاعة متجسدة بشخص السيد الرئيس الاسد والحاضنة الشعبية التي جسدت هذا الولاء للوطن ورفض كل المخططات التقسيمية والفتنوية، هذا كله يعيد النظر فيه الغرب الاوروبي وكل الدول التي ارادت ان تفرض الاخوان المسلمين بديلا للمنطقة لكي تغذي وتدعم استمرار اسرائيل. سوريا الآن شرط عافية للمنطقة وليس فقط لسوريا، وهذا ما كان مدار اللقاء بالامس ايضا وما عبّر عنه دولة الرئيس نبيه بري في الحوار العميق الذي اجريناه مع دولته، لذلك القادم بتقديري فيه عافية كبيرة ان شاء الله.
وردا على سؤال حول قضية النازحين السوريين قال: كل السوريين مصلحتهم ان يعودوا الى سوريا التي تتعافى، وخصوصاً ان الاوضاع غير المناسبة التي يعيشها السوريون في الاردن وتركيا ولبنان وفي كل مكان يدفعهم للعودة الى سوريا البلد الذي كان الى يوم بداية هذه المؤامرة المركبة الاكثر اماناً والاكثر اكتفاءً ذاتياً والاوفر في شروط الحياة لكل السوريين لذلك اظن، الا اعدادا قليلة لهم عوامل شخصية، اما الغالبية الساحقة الكبيرة جداً مصلحتها ان تعود لتساهم في اعادة ما دمرته آلة الارهاب. وبالتالي سوريا تشكل ضمانة لابنائها.
واضاف: زيارة وفد الوزراء اللبنانيين الى دمشق كانت ايجابية ومهمة بالاضافة الى الشركات اللبنانية التي اخذت حيزاً مهماً في معرض دمشق الدولي.
هذه الزيارات كان لها وقع ايجابي ومهم وتشكل عنصر ندم للذين لم يذهبوا الى دمشق، وبتقديري ان الايام القادمة ستشهد مراجعة كبيرة واعادة نظر كبيرة وسوريا حريصة على التمييز دائماً بين من كان شريكاً في سفك الدم السوري ومن كان حليفاً لسوريا بمواجهة الخطر الارهابي الذي هو خطر على الجميع، لكن بكل اسف بعض الاشقاء في لبنان وفي غير لبنان ما تزال عندهم رؤى مشوشة او استجابة لضغوط ووعود او لمخاوف من قوى كانت وراء تشغيل هذا الارهاب… وبتقديرنا ان الاستجابة لهذه الضغوط هي في عكس مصلحة لبنان.
وان سوريا القوية اليوم او الاقوى غدا مصلحة للجميع وان يتكامل الجميع في مواجهة مخاطر تشكل تهديداً للبنان كما لسوريا ولمصر وكما لكل دول المنطقة. وسوريا التي احترمت ثوابتها وخصوصا تجاه القضية الفلسطينية وتجاه سيادتها هي مصلحة للجميع وعليهم ان يخرجوا من المكابرة ويحترموا المصالح الحقيقية للعلاقات الاخوية خصوصاً بين البلدين اسرهما واحدة، والتاريخ واحد، والعدو الذي يتربص بهما واحد اعني العدو الاسرائيلي والوجه الاخر لهذا العدو اي العدو الارهابي التكفيري.
وقال رداً على سؤال: الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في كل المناطق لم تعد خافية على احد، وستكون حاسمة في زمن غير بعيد. وهذا يشكل انهياراً للمجموعات الارهابية والدول الداعمة لها والتي ظلت تراهن على الارهاب، وبالتالي هي تفتش عن اية تسويات تحفظ لها الحد الممكن من ماء الوجه والمصالح التي تحرص الا تفقدها. ونحن في هذا الاطار نترك الامر للتسويات التي تشارك فيها الدول الكبرى، وواضح ان المحور الذي وقف مع سوريا او سيادتها يده هي العليا، وهو الذي يمكن ان نعتبره الرابح الحقيقي.

ماذا بعد معركة الجرود؟
وعلى الصعيد الداخلي ينتظر ان تبدأ بعد عطلة عيد الاضحى حركة ناشطة للانصراف نحو معالجة العديد من الملفات الحيوية.
ويسبق ذلك محطة مهمة تتمثل بمهرجان ذكرى تغييب الامام موسى الصدر يوم الاربعاء المقبل الذي يقام في الضاحية الجنوبية حيث سيلقي الرئيس نبيه بري خطاباً شاملاً يتناول فيه كل المواضيع المطروحة في الداخل وعلى المستوى الاقليمي والمعركة ضد الارهاب.
وتقول المعلومات ان ورشة المجلس النيابي المنتظرة بعد العيد ستشمل عقد جلسة تشريعية اولى لدرس واقرار باقي جدول الاعمال في الجلسة السابقة واقتراحات قوانين تتعلق بتعديل بعض بنود السلسلة وتمويلها، مع العلم ان السلسلة بدأ تنفيذها وستدفع رواتب الموظفين والعسكريين على اساسها اعتباراً من اول شهر تشرين الاول (شهر ايلول).
وتضيف المعلومات ان مناقشة واقرار الموازنة في الهيئة العامة للمجلس ينتظر انتهاء لجنة المال من درسها وانجاز التقرير بشأنها.
وستعقد اللجنة غداً اجتماعاً لبحث هذا التقرير، ووضع اللمسات الاخيرة عليه.
وحسب المعلومات ايضاً فان جلسة ستخصص للموازنة في النصف الاول من ايلول او بعده بايام، مع العلم ان الرئيس بري اكد مؤخراً امام زواره انه فور انتهاء لجنة المال من عملها وانجاز تقريرها سيبادر الى عقد جلسة عامة للموازنة والانكباب على درسها واقرارها.