Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 23, 2017
A A A
«معركة الجرود» تدخل مرحلة الحسم
الكاتب: اللواء

 

دخلت «معركة الجرود» في يومها الرابع مرحلة الحسم، وسط اهتمام أميركي ومتابعة قيادة المنطقة الوسطى وغرفة العمليات المركزية في تامبا بولاية فلوريدا لإنجازات الجيش اللبناني الميدانية، والنجاح في إدارة عمليات «فجر الجرود» واهتمام سياسي واعلامي وعسكري أوروبي، نظراً للانعكاسات الإيجابية لهذه الخطوة على الأوضاع القلقة في دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى وقع هذه المعركة المتقدمة، والتي حققت إنجازات مشهودة في جرود القاع، جعلت الأهالي يستعدون للاحتفال «بالنصر القريب» على الإرهاب، تمكنت الحكومة على لسان رئيسها سعد الحريري من تجاوز قطوع بعض الحملات النيابية، لا سيما من النائب انطوان زهرا، الذي اعتبر ان الثقة بالحكومة معدومة، وبكل فرد منها، فضلاً عن حملة النائب حسن فضل الله على ما وصفه عن ديون متراكمة لصالح وزارة الاتصالات، وهدر في العقارات التي تستأجرها الدولة، وعن هبة من وزارة الطاقة لجمعية ستة مليارت ليرة سنوياً الخ..
وأكد الرئيس سعد الحريري في جردة الحساب الحكومي التي قدمها ان الحكومة أقرّت ما يقرب من 18 عنواناً وإصدار 1268 قراراً و518 مرسوماً وإحالة 32 مشروع قانون إلى المجلس النيابي والعمل على تحسين شبكة الطرقات، وإقرار الموازنة عن العام 2017 واحالتها إلى المجلس النيابي وإقرار قانون للانتخابات النيابية الذي صدر في 1/6/2017.
يترأس الرئيس الحريري عند السادسة من مساء اليوم في السراي الكبير اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخابات النيابية.
ورأى ان التعاون مع السلطة التشريعية اثمر الكثير من القضايا التي كانت عالقة لسنوات طويلة ومنها قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب، مؤكداً اننا سنعمل على اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون الجديد.
ولم يكتف الحريري بسرد الإنجازات التي اوجزها في 18 عنواناً، بل ردّ بشكل تفصيلي على مداخلات النواب، واضعاً النقاط على الحروف، من ملف الاتصالات إلى المباني الحكومية والكهرباء، حيث أشار إلى ان الدولة دفعت حتى الآن 30 مليار دولار لدعم الكهرباء، واعداً بتأمين التيار الكهربائي 24 على 24 ساعة، مؤكداً حرصه على القضاء في معرض الرد على إقالة رئيس مجلس شورى الدولة السابق القاضي شكري صادر، مشدداً على ان هذا عهد جديد وسيكون هناك تعيينات وتشكيلات وتغيير.
وفي ملف التفاوض مع جبهة «النصرة» شدّد الحريري على انه لم يخرج لبناني واحد أو أجنبي محكوم من السجون اللبنانية، كاشفاً بأن لائحة سلمت للجانب اللبناني المفاوض فيها 23 اسماً رفضت كل الأسماء باستثناء ثلاثة غير محكومين وغير لبنانيين.
وفي موضوع الفساد تمنى على النواب قول الأمور بأسمائها، حتى ولو كان هناك وزراء من تيّار «المستقبل»، مؤكداً ان شاطئ الرملة البيضاء للناس.
وعلى صعيد آخر، علمت «اللواء» ان التحضيرات قطعت شوطاً لزيارة يقوم بها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إلى الرئيس الحريري.
ولم يشأ مصدر نيابي مطلع على أجواء الاتصالات ان يكشف موعد اللقاء، لكنه أكّد انه بات قريباً.
وانتهت جلسة مناقشة الحكومة في يوم واحد، بعدما كانت مخصصة ليومين، ورفعها الرئيس نبيه برّي، بعد ان استمع النواب إلى ردّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على مداخلاتهم واسئلتهم الصباحية والمسائية، على وعد بعقد جلسات أخرى تشريعية ومساءلة بعد عيد الأضحى.
ولم يكن اختصار الرئيس برّي للجلسة بسبب قلة عدد النواب الراغبين بالكلام (22 نائباً على مدى 7 ساعات)، أو لأنها لم تخرج عن سقف التفاهم السياسي، واتسمت بهدوء أقرب إلى البرودة، بل لأن جو البلاد مرشّح لأن يحمل الساعات المقبلة بشائر النصر المنتظر على الإرهاب، بحسب ما أبلغ الرئيس ميشال عون ذلك إلى السيناتور الفرنسي جان ماري بوكيل، استنادا إلى النتائج التي حققها الجيش اللبناني حتى الآن في معركة «فجر الجرود» لتحرير جرود القاع ورأس بعلبك من تنظيم «داعش» الإرهابي، والذي بات محاصرا في بعقة جغرافية لا تتجاوز الـ20 كيلومترا مربعا.
وبحسب ما أعلنت قيادة الجيش في ملخص عملياتها أمس، فإن المرحلة الثالثة من عملية «فجر الجرود»، تمكنت في نهاية هذا النهار من تحقيق هدفها وهو احكام السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجهة القتال حتى الحدود اللبنانية – السورية، والتي تضم تلة خلف، ورأس الكف ورأس خليل الضمانة، بالإضافة إلى تلال ومرتفعات أخرى، وبذلك بلغت المساحة التي حررها الجيش أمس حوالى 20 كيلومتراً مربعاً، بحيث بلغت إجمالي المساحة المحررة منذ بدء المعركة وعمليات تضييق الطوق نحو مائة كيلومتر مربع من أصل 120 كيلومترا.
واستشهد خلال العمليات العسكرية أحد العسكريين (عباس كمال جعفر) واصيب أربعة آخرين نتيجة انفجار نسفية مفخخة في جرود عرسال، فيما أسفرت هذه العمليات عن تدمير 9 مراكز عائدة لمسلحي «داعش؛ تحتوي على مغاور وانفاق وخنادق اتصال وتحصينات واسلحة وذخائر واعتدة عسكرية مختلفة.
وأعلنت القيادة ان الفرق المختصة في فوج الهندسة في الجيش تواصل تفتيش البقع المحررة وتنظيفها من الألغام والنسفيات والاجسام المشبوهة، بالإضافة إلى شق طرقات جديدة، فيما تستعد الوحدات القتالية لتنفيذ المرحلة المقبلة وفقا للخطة المرسومة.
وأوضح مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد علي قانصوه، في مؤتمره الصحفي اليومي ان قتالا عنيفا دار أمس في مرتفع الكف، والذي يعتبر من أهم المراكز التي سيطر عليها الجيش واصعبها، وسقط لداعش عدد كبير من القتلى، رافضا عرض صور الجثث لدى الجيش أو توزيعها احتراما لقانون حقوق الإنسان، مشيرا إلى ان القيادة لا تملك رقما دقيقا لعدد مقاتلي تنظيم داعش بعد بدء العملية العسكرية نتيجة فرار العناصر وسقوط قتلى.
ونفى العميد قانصوه ان تكون هناك مُـدّة زمنية معينة لانتهاء العملية العسكرية في الجرود لكنه قال انه عند الوصول إلى الحدود اللبنانية – السورية بحسب الخرائط الموجودة لدينا نتوقف.
وأكّد انه لا موقوفين أو اسرى من داعش لدى الجيش، ولا معلومات حتى الآن عن العسكريين المخطوفين، مشيرا الىانه إذا انتهت المعركة ولم يعرف شيء عنهم فحينها لكل حادث حديث.