Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر June 14, 2023
A A A
معركة «الأرقام» اليوم في ساحة النجمة ينجلي غبارها بتحالفات سياسية قابلة للتفكّك
الكاتب: حسين زلغوط - اللواء

اعتبارا من يوم غد الخميس تدخل الساحة الداخلية مدارا مختلفا من التحالفات السياسية بعد أن تضع معركة «الأرقام» التي ستندلع بقوة في الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم أوزارها، والتي ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات إلا احتمال فوز أي من المرشحين بلقب فخامة الرئيس.
قبل ظهر اليوم سيعجّ المجلس النيابي بالنواب الذين سيتوافدون باكرا الى ساحة المعركة، بعد أن انتهت عملية حياكة التحالفات وباتت كل كتلة نيابية، والنواب غير المنضوين بأي كتلة يعرفون ما يتوجب عليهم كتابته داخل المظروف الذي سيسقطونه داخل صندوقة الاقتراع إن لم يطرأ ما يطيّر الجلسة قبل انطلاقها في الجولة الأولى. كل «البوانتاجات» تؤكد استحالة فوز أي من المرشحين: سليمان فرنجيه وجهاد أزعور، الفوز بالعدد المطلوب من الأصوات أي ثلثي عدد النواب، وأما الجولة الثانية فانها لن تنطلق بفعل فقدان النصاب وهو ما يعني ان المعركة الرئاسية ستأخذ منحى أخر اعتبارا من لحظة رفع الرئيس نبيه بري الجلسة، بعد أن تكون كل الأوراق باتت مكشوفة، وأصبح الخطاب السياسي عند الجميع واضحا بعيدا عن أي مناورة.

وعشية الجلسة بقيت الاتصالات مستمرة في صفوف النواب ممن لم يحسموا خياراتهم بعد، ولكن لم يسجل ما يشير الى إمكانية أي بعثرة للاصطفافات التي باتت معلومة، بمعنى ان ما كُتب في ما خصّ عملية الاقتراع قد كُتب، وان الجميع بات يتصرف على أساس ان ما قبل جلسة الانتخاب لن تكون كما بعدها، مع الجزم باستحالة انتخاب رئيس في ظل موازين القوى الموجود تحت قبة البرلمان، وان التعويل من الآن وصاعدا سيكون على ولادة تسوية اقليمية – دولية تعبّد الطريق أمام رئيس توافقي للوصول الى القصر الجمهوري.
من هنا ستتجه الأنظار الى ما سيحمله المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان من أفكار جديدة زوّده فيها الرئيس إيمانويل ماكرون وهي أفكار تم بلورتها وصياغتها نتيجة المتغيّرات السياسية التي طرأت على خارطة التحالفات في لبنان، وكذلك حصيلة الاتصالات التي أجراها الرئيس الفرنسي بعيدا عن الأضواء مع مسؤولين في طهران وفي الرياض، طالبا المساعدة في هذا المجال، وسيكون لودريان حازما لجهة ضرورة فتح الحوار الداخلي لملاقاة أي تسوية محتملة لإخراج الاستحقاق الرئاسي من قعر البئر، وقد أطلعت السفيرة الفرنسية آن غريو الرئيس بري على الخطوط العريضة للأفكار التي سيطرحها وزير خارجية بلادها مع المسؤولين اللبنانيين تحت عنوان ضرورة العمل على وقف الانهيار السياسي والاقتصادي، وعلى هذا الأساس ربما يجدّد رئيس المجلس الدعوة الى الحوار ولكن هذه المرة بعد أن يكون قد أجرى مروحة من الاتصالات والمشاورات لتأمين الظروف الملائمة لإنجاح هذا الحوار الذي سيشترط الرئيس بري مشاركة كل الأطياف السياسية فيه من دون إستثناء.

وعليه فان مصدر وزاري يؤكد بأن الجلسة من حيث المسار والمصير لن تكون مختلفة عن الجلسات السابقة وان أي من المرشحين لن يصل الى عتبة الأصوات المطلوبة لفوزه في الجولة الأولى، قبل طلب الرئيس بري من الأمين العام للمجلس عد النواب في الجلسة لمعرفة ما إذا كان ممكنا البدء في الجولة الثانية سيكون أكثر من نصف النواب قد أصبح خارج القاعة فيعلن بعدها رئيس المجلس فقدان النصاب من دون أن يحدد موعدا آخر للجلسة، لعلمه المسبق ان الأجواء لن تكون مخلفة من جهة، ومن جهة ثانية ليفسح في المجال أمام المزيد من المشاورات ان على مستوى الداخل أو الخارج.
ويلفت المصدر النظر الى ان من حسنات الاستحقاق الرئاسي، انه أسقط كل الأقنعة السياسية، وباتت واضحة التحالفات القائمة على أسس وخيارات واضحة، وتلك التحالفات التي كانت قائمة على المصالح فقط، وحيال ذلك سنكون مع قابل الأيام قبل وبعد انتخاب الرئيس أمام خارطة تحالفات سياسية جديدة ستحاكي المرحلة المقبلة التي ستكون حبلى بالاستحقاقات أيضا ان على مستوى تأليف الحكومة الجديدة، أو إجراء التعيينات في الإدارات العامة التي اقتربت من حال الترهل نتيجة الشغور الذي يطال العديد من المراكز فيها في كل الفئات.

ويحذّر المصدر الوزاري انه في حال طال أمد الفراغ الرئاسي فإننا سنكون أمام وضع كارثي لا يعرف نتائجه أحد على كافة المستويات، ولا سيما ان هناك استحقاقات تنتظر لبنان لا يمكن مقاربتها إلا بوجود رئيس في قصر بعبدا وحكومة مكتملة الأوصاف، وأبرزها حاكمية البنك المركزي حيث تنتهي الولاية الممددة لرياض سلامة مع نهاية الشهر المقبل.