Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر April 2, 2022
A A A
مظلّة دولية فوق لبنان في الوقت الضائع للحدّ من انهياراته
الكاتب: هيام عيد - الديار

تكشف مصادر ديبلوماسية عادت حديثاً من عاصمة أوروبية، عن أن ما سُجّل من حراك في أكثر من عاصمة غربية وعربية في الأيام الماضية، يدلّ على أن هناك خطوات يجري العمل عليها بعيداً عن الأضواء في المطابخ العربية والغربية، تهدف إلى تحييد الساحة اللبنانية عن الصراعات الإقليمية والدولية. وتنقل هذه المصادر عن مسؤول غربي، أنه، ولدى اندلاع الحرب السورية قال أحد المسؤولين الأميركيين أن إدارة بلاده متفقة مع الإتحاد الأوروبي وكذلك مع روسيا على عدم إقحام لبنان في الحرب السورية أو أن تمتدّ نيرانها إلى داخل لبنان، في ظلّ التقارب الجغرافي والسياسي والإجتماعي بين البلدين، إلى وجود معسكرات موالية ومعادية لسوريا من معظم القوى والأحزاب اللبنانية، وهذا ما تأكد بالملموس، بمعنى أن هذه الحرب التي اندلعت في العام 2011 في سوريا تركت تادعياتها على المستويين العربي والدولي، ولبنان دفع فاتورة النازحين السوريين، ولكن بقيت ساحته بمنأى عن أي حروب أو صراعات عسكرية.

وتلفت المصادر إلى أنه وفي خضم اشتعال الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وزيادة منسوب التوتر في المنطقة، فإن الأميركيين يدعمون الفرنسيين في كل الخطوات التي يقومون بها تجاه لبنان، وبالتالي فإن اللقاءات التي حصلت في باريس بين مسؤولين فرنسيين وقيادات سياسية وحزبية لبنانية إضافة إلى اللقاءات الفرنسية ـ السعودية، تناولت الملف اللبناني كطبقٍ أساسي، بهدف الإبقاء على المظلة الحامية للإستقرار، والحؤول دون تزايد منسوب الإنهيارات بسبب الأزمة المالية.

ومن هذه الزواية، تقول المصادر نفسها إن الأميركيين المنشغلين بالحرب الروسية ـ الأوكرانية، والتي أضحت بالنسبة لواشنطن الشغل الشاغل، لم يحوّلوا اهتمامهم عن بيروت حيث تدعم واشنطن الجهود الفرنسية الآيلة لمساعدة ودعم لبنان، وعدم زجّه مجدداً في أي صراعات، وتكشف عن خطوات قريبة ستكون ضمن الخطة الموضوعة لإعادة ترتيب البيت الخليجي في لبنان، إضافة إلى معلومات عن إمكان زيارة مسؤول فرنسي رفيع بيروت، على اعتبار أن الأجواء كانت تؤشّر إلى أن وزير الخارجية جان إيف لودريان سيزور بيروت لمتابعة الملف اللبناني ـ الخليجي، ولكن حينذاك، تم تأجيل الزيارة على خلفية انزعاج باريس من المسؤولين اللبنانيين وعدم التزامهم بما تم التوافق عليه بين الرئيس ماكرون والقيادات اللبنانية، أي الشروع في الإصلاح، فتمّ صرف النظر عن زيارته كرسالة انزعاج واضحة إلى المسؤولين اللبنانيين.

وحول ما تردد عن تحديد موعد جديد للودريان في بيروت، توضح المصادر، أنه وبعد الأجواء الإيجابية التي برزت مؤشراتها في الأيام الأخيرة، وحيث كان للفرنسيين دور أساسي في هذا الإطار، فإن لودريان لن يزور لبنان بسبب تطورات الحرب في أوكرانيا، ولكن باريس ستوفد ديبلوماسياً سيحمل معه أكثر من ملف كان لها اليد الطولى فيها، لا سيما من خلال احتضانها اللقاءات مع المسؤولين السعوديين، مع العلم أنه من المتوقع أيضاً أن يزور منسّق أموال «سيدر» بيار دوكان بيروت في المرحلة المقبلة.