مع اعلان وقف النار بين اسرائيل ولبنان يستعد النازحون للعودة باسرع ما يمكن الى قراهم وبلداتهم الجنوبية والبقاعية والى الضاحية الجنوبية من بيروت، استعداد يشوبه الحذر لان العدو غدار على ما يقول احد النازحين في دردشة الى موقع المرده، معتبراً انه تم الاعلان عن وقف النار ولكن العبرة في التنفيذ. وفي جولة لموقع المرده على مراكز النزوح في زغرتا نجد البعض يستعد للعودة والبعض الاخر مشكك في القدرة على الرجوع الى منازلهم المدمرة فيما كافة النازحين يتفقون على اننا وجدنا في زغرتا نخوة وشهامة وضيافة لائقة لن ننساها مدى الحياة. وعن ماذا سيفتقدون بالاكثر؟ تقول احدى النازحات انها ستفتقد للطيبة وحسن المعشر فيما تؤكد اخرى انها ستشتاق للطعام المميز الذي يتم تقديمه لهم بمحبة وباتقان وعلى مدى كافة ايام النزوح بمعدل ثلاث مرات في اليوم. في احد المراكز يلفتنا وصول فريق عمل جمعية “دنيانا” محملاً بالاطباق الساخنة المترافقة مع اطباق السلطة والخبز فنسأل عن غداء اليوم؟ ليأتينا الجواب فاصوليا ورز وسلطة خضار. تقول زهراء وهي نازحة من الجنوب الى زغرتا انها شعرت منذ اليوم الأول لوصولها إلى قضاء زغرتا بأنها لن تحتاج لاي شيء فكل الاساسيات موجودة، لافتة الى انها باتت على صداقة مع فريق عمل “دنيانا” الذي يجهد لتوفير أفضل الظروف الممكنة لاقامتهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم على كافة الأصعدة. وفي اتصال لموقع المرده مع الناشطة في الجمعية ايفيت ليشع اكدت اننا كجمعية دنيانا، لدينا ممثل في كل مركز، سواء كان مركز إيواء أو مركز خدمات، مهمته تحديد احتياجات المركز وإبلاغنا بها حيث نقوم بالتنسيق مع هذا الشخص لتأمين المتطلبات اللازمة، ثم نُسلّم المواد إلى قاعة كنيسة مار يوسف، حيث يتم توزيعها على المراكز حسب الحاجة.

كتأمين حليب الأطفال، حفاضات، مستلزمات المراكز اليومية ، أدوية و غيرها..
وعن مطبخ دنيانا الذي اثنى النازحون على طبخه وتنظيمه ووصول مأكولاته ساخنة في الوقت المحدد تقول ليشع
⁠”مطبخ دنيانا”، هو مطبخ مُجتمعي موجود في معهد زغرتا الفني الرسمي يهدف إلى تأمين أكثر من ٢٠٠٠ وجبة ساخنة يومياً توزع على ٧ مراكز الإيواء في قضاء زغرتا
(-تكميلية طوني فرنجيه الرسمية للبنين‎
-معهد زغرتا الفني الرسمي
-مدرسة فيرا فرنجيه الرسمية المختلطة
-أوتيل نورث بالاس
-ثانوية رشعين الرسمية المختلطة
-مدرسة رشعين الرسمية المختلطة
-مدرسة مرح كفرصغاب الرسمية المختلطة)
وذلك بالتعاون والشراكة مع “wckitchen” و” Sawa Blessed”
وتلفت الى ان “مطبخ دنيانا” يلتزم بأدق شروط السلامة الغذائية بشكل صارم، وما يميّزه هو وجود النساء النازحات فيه بشراكة مع المجتمع المحلي، ما يعزز مفاهيم التضامن والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد. وتلفت ليشع الى انه بالاضافة الى تقديم الوجبات اليومية عمدت جمعية دنيانا الى تأمين الحرامات و الفرش حيث
تعاونّت مع السيدة سلمى يمين، صاحبة مشروع “مشغلنا”، التي قامت بإعداد الحرامات وإتمام جميع مراحل الإنتاج بدقة وإتقان، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
نؤمن بأن تمكين النساء من خلال هذا التعاون لا يساهم فقط في تعزيز مهاراتهنّ واستقلاليتهنّ، بل يسهم أيضاً في دعم المجتمع من خلال تقديم منتجات ذات جودة عالية، مما يعزز من قدرتهن على إحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
وعن تعاملهم كجمعية مع الاطفال النازحين تؤكد انه
نظراً للوضع النفسي الصعب الذي يعيشه الأطفال نتيجة تركهم منازلهم وأصدقائهم وألعابهم، كان لا بد من توفير أجواء تمنحهم الشعور بالفرح والأمل.
لذلك، تنظم دنيانا عدة أنشطة ترفيهية وتثقيفية مع توزيع الألعاب على لأطفال من مختلف الأعمار، بالإضافة إلى الأقلام والدفاتر للرسم والتلوين، لتمكينهم من قضاء أوقات ممتعة ومليئة بالسعادة.

كخطوة استباقية قبل حلول فصل الشتاء، عمدت دنيانا ايضاً الى تركيب أجهزة لتسخين المياه في ١٠ مراكز استضافة كمرحلة أولى. وعما اذا كانت هذه الاعمال ستتوقف مع اعلان وقف النار اكدت ليشع ان رئيسة الجمعية السيدة لين زيدان فرنجيه تحرص على ابقاء المطبخ شغال تمهيدا الى توزيع وجبات على العائلات المحتاجة في المنطقة طوال فترة الاعياد المقبلة، كما ان الجمعية ستستمر في نشاطاتها المتعددة متوجهة بالشكر لكل الاصدقاء والمتطوعين الذين عملوا بجهد وتفان كبيرين خلال هذه الفترة.